رئيس بلدية القليلة جمال شبلي: بلدتنا تشهد حركة إنمائية جيدة

لا تنطبق تسمية القليلة بالآرامية عليها وهي "القلائل" بل الصفة التي تنطبق عليها هي قمة الروعة والبلدة الأكبر مساحة، من حيث عدد السكان، وذلك لأن أرضها مباركة مقام النبي عمران(ع) والد السيدة مريم(ع) ولأن معظم أهلها من المتعلمين أصحاب الشهادات والاختصاصات. القليلة بطبيعتها الرائعة وأهلها الكرام تبعد عن العاصمة بيروت 95كلم وعن مدينة صور 10 كلم يغسل أقدامها البحر فتشرف عليه وترتفع عنه بأعلى نقطة 100 م وتبلغ مساحتها 11 كلم2.
عنها يحدثنا رئيس بلديتها المهندس جمال شبلي فيقول أن اسمها ارتبط بمقام نبي الله عمران فهي ممر الأولياء الصالحين ومرقد الأنبياء، ويعتقد البعض، أن اسمها هو صومعة الرباني أو خادم الله، وهي إحدى بلدات الجنوب العاملية التي قامت على سواعد أهلها. فيها عدد من الآثار المتناثرة كالزخارف المتناسقة مثل الأشكال التي تشبه الصليب البيزنطي المحاط بأغصان من بنات الخشخاش، إضافة إلى خزان مياه بمساحة 20×10م حفر معظمه بالصخر، يوجد فيها أيضاً ومدفن مقبب يقوم على ركائز وسطية لم يتم اكتشاف كافة نواحيه حتى الآن.

مسيرة ضخمة
وعن أهلها يقول أنهم من أصحاب الاختصاصات العليا والأطباء، المهندسين، المحامين والصيادلة والعمداء في الجيش اللبناني والمدراء العامين…
عن القليلة التي ترتاح على هضبة وتطل على وادي العزّية ووادي المعلّية يقول شبلي، إنها تشهد حركة إنمائية جيدة بفضل مجلسها البلدي المتماسك، الذي يترأسه ويعمل جاهداً من أجل تطوير البلدة وتحسينها وإعلاء شأنها، وخدمة أهلها التي يعتبرها شرفاً وواجباً ويضيف: أن البلدة تشهد في عيد البشارة الذي يصادف في 25 آذار مسيرة لمئات الأشخاص من كافة الطوائف، الذين يأتون من مغارة النبي عيسى(ع) إلى مقام النبي عمران(ع) سيراً على الأقدام ويعمل على تفعيل هذا النشاط سنوياً ويضيف: أن زوار مقام النبي عرمان هم من كافة الطوائف والمناطق. ويتابع شبلي: أن القليلة وبلديتها لها حقوق على الدولة اللبنانية، ففي حرب تموز 2006 تدمر فيها مئات المنازل وقد تبنّت سوريا إعمار 200 وحدة سكنية وبقي حوالى 60 بيتاً تم بناؤها على نفقة أصحابها ولم يتم دفع التعويضات لهم حتى الآن، كما أن دفع تعويضات لأصحاب المحلات والآليات والبساتين والآبار الارتوازية لم يتم حتى الآن. فالقليلة تدفع الثمن لعدم اهتمام الدولة بها. ومن مجلتكم الكريمة نناشد الدولة اللبنانية أن تدفع ما يتوجب عليها لأهل البلدة، بدأً من رئاسة الجمهورية مروراً برئاسة مجلس الوزراء والنواب والهيئة العليا للإغاثة فالناس لا زالت تنتظر تعويضاتها.
تَجَاوُب
وعن اهتمامه بالمشاريع التنموية يقول شبلي: أنا تسلمت مهام رئاسة المجلس البلدي في العام 2004 ووضعنا خطة تتضمن مشاريع البنى التحتية والتنمية الاجتماعية. وكان هناك تجاوب من الناس حيث قمنا بمشاريع مشرّفة، ولكن حرب تموز 2006 دمرت كل ما قمنا به تقريباً، وقمنا في العام 2007 ببناء ما خرّبته الحرب، واستطعنا حتى اليوم أن نعيد البنى التحتية إلى ما كانت عليه.
أما على صعيد التنمية البشرية فقد أقمنا مشروع فرز للنفايات مع جمعيات، وتأمين مستوعبات عبر UNDP والقوات الإيطالية العاملة في اليونيفيل التي قدمت لنا 290 حاوية، والـUDNP قدّمت 200 حاوية. ونحن الآن ننتظر أموال البلديات لتأمين العدد الباقي لإطلاق المشروع الذي نعتبره مشرّفاً بيئياً وحضارياً حيث ستبدأ عملية فرز النفايات من المنزل مباشرة، وهذا المشروع سيشمل البلدة بكاملها، كما لدينا مشروع إقامة ملعب رياضي بالتعاون مع قوات اليونيفيل كان قد توقف بسبب حرب تموز 2006، وبعد الحرب لم نكمله نظراً لأولويات البلدة الأهم، ولدينا مشروع إقامة دار للعجزة ممول من أحد أبناء البلدة وهو طبيب ونحن نقوم بدورنا كبلدية بتصنيف الأرض وتأمين الطريق.

تحديات
وعن التحديات التي تواجهها البلدية يحدثنا المهندس شبلي فيقول: إنها تكمن بعدم وجود المال في صندوق البلدية والجباية بسيطة جداً، وأنا أؤمن ميزانية معاش الموظفين لغاية عام كامل، كي لا أقصِّر بدفع رواتب الموظفين، ونحن ننتظر أموال الهاتف ولكن للأسف فالدولة غائبة، ولا يوجد في البلدة صرف صحي (والجور الصحية) تؤثر على المياه الجوفية في البلدة، وإقامة مشروع صرف صحي هو أمرمستحيل بالنسبة لميزانية البلدية البسيطة ولا يوجد معمل تكرير للصرف الصحي في المنطقة فقط هناك معملٌ في شبريحا هو لبلدات محيط مدينة صور.
وعن الاغتراب ودوره في دعم البلدية يقول شبلي: إن الاغتراب ليس قديماً في البلدة، إنما هناك بعض المساعدات من الجالية اللبنانية في بلاد الاغتراب، لا سيما في ألمانيا حيث ساهمت هذه الجالية ببناء حسينية وشراء آلية للبلدية وإعادة تأهيل الجَّبانة.
أما عن دور المرأة وتمثيلها في المجلس البلدي فقال شبلي: كنا نتمنى أن يكون هناك تمثيل للمرأة في مجلسنا البلدي. وقد شجعنا على هذا الموضوع. ولكن المجتمع لم يفسح لها في المجال لخوض تجربة العمل البلدي، الذي أرى أنها تخوضها بكل نجاح وجدارة، فالمرأة في القليلة نشيطة جداً وعاملة وموجودة في كافة الوظائف، ويجب أن تأخذ المبادرة كي تكون في دورة العام 2016. وختم المهندس شبلي حديثه بالشكر لمجلتنا ولأهالي البلدة المتميزين بحب العلم والثقافة.
  

السابق
الصورة
التالي
تدشين مشاريع في دير ميماس