“كابتن” نجيب؟!

لم يكن اللبنانيون يعرفون أن رئيس حكومتهم نجيب ميقاتي، كابتن فريق كرة قدم، ولكن "مع وقف التنفيذ". فـ"الكابتن" عادةً، أسوةً بمسلسل الأطفال "كابتن ماجد"، هو لاعب ماهر يتفنن في تسجيل الأهداف، على عكس "كابتن نجيب" الذي تفنن و"بموضوعية" في تبرير عجزه عن تسجيل الأهداف، لأنه أمسى "حارس مرمى"، لا يخاف أن يسجل الفريق الخصم أهدافاً في مرماه، بقدر ما يخاف أن يسجل لاعبو فريقه الأهداف في مرماهم!.
غريب منطق نجيب، في زمن الأندية المرتشية والمباريات المباعة، كما لو أنه يقول غن لاعبي فريقه يتلقون "رشوة" كي يسجلوا الأهداف في مرمى دولة لبنان، والأكثر غرابةً، أن كلامه مر مرور الكرام، من دون أن يثير حفيظة اللاعبين أو مدربيهم، فلم يردوا على اتهام خطير كهذا، من "كابتن نجيب" الذي قال بالحرف: "أحاول مع رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) و(النائب) وليد جنبلاط أن نصد أي هدف قد يدخلوه في مرمانا".
لكلام "كابتن نجيب" تفسير واحد، لا تفسيران، أن باقي مكونات الحكومة، من "حزب الله" إلى النائب ميشال عون وصولاً إلى الرئيس نبيه بري، أي أكثر من نصفها، يلعبون ضدها، لكن "كابتن نجيب"، وعلى الرغم من ذلك متمسك بهذه الحكومة. وربّ سائل لماذا يستمر على رأس حكومة لا يثق بمن تضم من لاعبين؟
قد يكون الجواب بسيطاً، طالما أن الكرة التي يلعبون بها، هي اللبنانيون، فـ"كابتن نجيب" وفريقه "المرتشي"، بعضه، يتقاذفون اللبنانيين كـ"كرة قدم"، منذ سنتين، ولوفرة الأهداف التي سجلوها في مرمى "الحارس نجيب"، باتت حياة اللبنانيين أشبه بأرض الملعب، يداس عليها في كل مباراة "مباعة" ملايين المرات، برعاية حصرية من النظامين السوري والإيراني.
لكن الجواب الأهم، والذي حاول "كابتن نجيب" التعمية عليه، بمواقف بدا من خلالها كمن شرب "حليب السباع"، أنه على مدى سنتين من عمر هذه الحكومة، لم يكن سوى حارس مرمى "حزب الله"، الذي قدم له "رشوة" رئاسة الحكومة على صهوة سلاحه غير الشرعي، حتى اطمأن إلى حراسة مرماه، وراح يسجل الهدف تلو الهدف في مرمى لبنان، بتدريب إيراني، وبتمويل من مال شريف إزداد شرفاً بإيرادات "الكبتاغون".
ولنسلّم جدلاً، أن "الكابتن نجيب" بريء من أي "رشوة"، لكنه ليس بريئاً على الإطلاق من المثل القائل: "من عاشر القوم أربعين يوماً أصبح منهم"!.
في المحصلة، حاول "كابتن نجيب" التبرير، لكن عبثاً. حاول أن يحتمي خلف منطق "كرة القدم"، فإذ بها تدينه بالجرم الشهود ولا تعينه، وقد غاب عن باله، أنه في عالم كرة القدم، هناك "مقاعد احتياط"، كان الأجدر به، بعدما اكتشف "فساد" فريقه الحكومي، أن يجلس وإياه على هذه المقاعد، لا بل ثمة من يقول أن الأجدر به، أن يجلس وفريقه "الفاسد"، بعضه، على "مقاعد الجمهور" طالما أنه منزعج من "شماتة" فريق المعارضة بالحكومة، ويسلم "شارة القيادة" إلى هذا الفريق المعارض، رغم أنه لا يريدها، ولا ينفك يطالب بحكومة حيادية إنقاذية، لا تقوم فقط بحراسة مرمى لبنان، بل بتسجيل الأهداف لأجله كي يتعافى من جديد، بعدما أفقدته حكومة "الكابتن نجيب" مناعته السياسية والاقتصادية.
غاب عن بال "كابتن نجيب" أن لذة "كرة القدم" في تسجيل الأهداف في مرمى الخصم. فالجمهور يستمتع بتسجيل الأهداف، وليس في إحصائها وهي تدخل مرماه، فقد مل اللبنانيون من الأهداف التي سجلت في مرماهم الذي تحرسه، يا "كابتن نجيب". في منطق "كرة القدم"، "الكابتن" العاجز عن تسجيل الأهداف، يسلم الشارة لغيره، و"حارس المرمى" الذي يستباح مرماه بأهداف لاعبيه ولاعبي الخصم، يجلس على مقاعد الاحتياط!.

السابق
بورسعيد تخرج عن السيطرة والقاهرة تحولت لساحة معركة
التالي
هكذا تتخلص من رائحة الفم الكريهة