العماد عون والعودة الى الصحّ

إذا كانت العودة عن الخطأ فضيلة فماذا إذا كان ما ارتُكِب خطأ، فهل تنفع العودة عنه؟
ما أقدم عليه العماد ميشال عون بحق مملكة البحرين وبعض دول مجلس التعاون الخليجي، يمكن تصنيفه بالخطأ السياسي للأسباب التالية:
انه تدخُّلٌ في الشؤون الداخلية للبحرين، كما انه يؤدي إلى إحراج اللبنانيين الذين يعملون في المملكة وكذلك في دول مجلس التعاون الخليجي.
ويعود كل ذلك الى ما أدلى به إلى وسيلة إعلامية إيرانية متلفزة وقال:
هناك نوع من التمييز بين السكان في البحرين، والشعب البحريني له الحق أن يعرف ويشارك بمراقبة الدخل الوطني وطريقة الإنفاق، ان كل هذه المطالب التي يطالب بها الشعب البحريني مطالب محقة ويجب أن يتفاعل العالم معها.
هذا هو الكلام الحرفي لِما قاله العماد عون، لكنه لم يمر ببساطة حيث بدأت الإحتجاجات تنهال على لبنان سواء من البحرين أو من دول مجلس التعاون الخليجي. وللأسف الشديد الرئيس سليمان إكتفى ببيان مقتضب ولم يبادر الى التوجه الى البحرين لمعالجة الأمر شخصياً كرئيس مؤتمن على دستور كل اللبنانيين أينما وجدوا.

بعد أسابيع من هذا الكلام المسيء، قرَّر العماد عون العودة الى الصحّ، ويبدو ان هذه العودة كان مُعدّاً لها، سُئل من قبل إحدى الصحافيات فقدَّم جواباً مكتوباً أمامه فقرأه، ما يعني انه أعدَّ التراجع فقرأ:

نحن على علاقة طيبة وراسخة مع البحرين ومع دول مجلس التعاون الخليجي كافة، ونحن حريصون على أمنه وأستقراره كما على لبنان، وإذا أسيء فهم ما قلته وتحوير بعضه على أقلام صحافيين مغرضين فهذا لا يعني إن ما كُتب هو صحيح، فنحن لا نرغب بالتدخل بشؤون أي بلد عربي وبخاصة أننا من الداعين إلى إحترام المادة الثامنة من ميثاق جامعة الدول العربية.

حاول العماد عون تحميل الخطأ إلى الصحافيين، لكن الواضح في كلامه في بداية هذا المقال، انه أساء إساءة كبيرة للبحرين ولم يترك للصحافيين هامشاً ليُحرِّفوا له كلامه.

المهم بعد كل هذا ان اللبنانيين المقيمين واللبنانيين الذين يعيشون في البحرين وفي سائر دول مجلس التعاون الخليجي، يعلمون ويدركون، ان العودة الى الصحّ لن تخفف حجم الأضرار التي يمكن أن تُصيبهم من جرائها، خصوصاً ان شظاياها بدأت تظهر. وفي هذا المجال ذُكَر ان إحدى دول الخليج ستبلِّغ عدداً من اللبنانيين وعليهم للأسف صبغة سياسية، مع أعطائهم فرصة لترتيب أوضاعهم مع عائلاتهم والعودة إلى وطنهم لبنان عند انتهاء العام الدراسي. كما وان دول الخليج لم ترفع الحظر على سفر مواطنيها إلى لبنان قبل تصريحات العماد عون ولأسباب أمنية عديدة أولها الخطف وطلب الفدية.

يا ليت العماد عون يُدرك قيمة كل لبناني في الخليج ومدى التسهيلات والحرص من الحكام كافة على تقدمهم ونجاحهم وفتح ابواب العيش الكريم لهم شرط الا ينقلوا السياسة اللبنانية وسراديبها الى حيث باب رزقهم وخيرهم.

السابق
السعودية تمد المعارضة السورية بالاسلحة
التالي
لماذا يزور أوباما المنطقة؟