انفجار دمشق يطيح بفرصة الحوار بين السلطة والمعارضة

تجنب "الائتلاف السوري" في بيانه الذي اصدره عقب الانفجار، اتهام النظام مباشرة بالمسؤولية، ولكنه اعتبر ان "نظام الأسد الإرهابي فتح الباب على مصراعيه لأصحاب الأجندات المختلفة لدخول سورية والعبث باستقرارها، لكي يستتر خلفها ويتخذ منها حجة لتبرير جرائمه". ودان "بشدة ومن دون تحفظ العمليات الإجرامية البشعة، سواء تلك التي تبرر سقوط المدنيين والأبرياء بتفسيرات خاطئة ومنطق مرفوض، أو تلك التي تستهدفهم عن سبق إصرار وتخطيط إجرامي خبيث".

الى ذلك، اتهمت الخارجية السورية "مجموعات إرهابية مسلحة ترتبط بالقاعدة وتتلقى دعماً مالياً ولوجستياً وتغطية سياسية وإعلامية من دول في المنطقة وخارجها"، واسفر التفجير عن مقتل 53 شخصاً على الاقل واصابة ما لا يقل عن مئتي شخص بجروح، إضافة الى أضرار مادية كبيرة في الابنية السكنية المأهولة بالمدنيين.

ويأتي هذا التفجير الذي هزّ وسط دمشق، بعد ساعات من تزايد التفاؤل بإمكانية إجراء حوار لحل الأزمة بين السلطة السورية والمعارضة، بضغط روسي – أميركي. "هذه العقول المجرمة يمكن أن تتسبب في مقتل أي جهد سياسي أو عملية حوار" يعلق أحد الديبلوماسيين ممن تصادف وجودهم في دمشق ساعة التفجير، وصعقوا بحجمه ومكانه. لكن موسكو التي تضررت سفارتها في شارع المزرعة، لا تبدو حتى الان بصدد التراجع عن جهودها في هذا الإطار، رغم مخاوفها من التأثيرات التي تحدثها هذه الهجمات على المواطنين، أيا كان توجههم.

وكان "الائتلاف الوطني" قد بدأ اجتماعاً في القاهرة لدرس مبادرة رئيسه احمد معاذ الخطيب للحوار مع النظام. وأظهرت مسودة بيان سيصدر عن الاجتماع أن الائتلاف مستعد للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق سلام في رعاية أميركية – وروسية ينهي الصراع الدائر في سوريا على ألا يكون الرئيس بشار الأسد طرفاً في أي تسوية. ورشح عن الاجتماع أن الهيئة العامة ستخفف من مطالبات سابقة برحيل الأسد قبل أي حوار، ولكنها ستشدد على ضرورة محاسبته مع النخبة الحاكمة على إراقة الدماء، وعلى ان اي اتفاق للسلام ينبغي أن يكون تحت رعاية الولايات المتحدة وروسيا.

السابق
الحريري: حزب الله يورّط لبنان
التالي
حزب الله ينفي و”الحر” يهدد ويتعدى على اللبنانيين