الحملة الظالمة على البحرين

هل يعرف بعض السياسيين اللبنانيين ما هو عدد اللبنانيين الذين يُكافحون في السعودية والإمارات والبحرين وعُمان وقطر من أجل لقمة العيش؟
هل يُدرِك هؤلاء السياسيون انه لولا تحويلات هؤلاء اللبنانيين إلى أهاليهم وعائلاتهم ومؤسساتهم لكانت تلك العائلات والمؤسسات في وضعٍ يُرثى له؟
لماذا يُغامر بعض السياسيين بالنعمة التي حصل عليها اللبنانيون في تلك الدول؟
هل سياسة النأي بالنفس تنطبق فقط على أن تنأى الحكومة بنفسها عن مشاكل مواطنيها في الداخل؟
فلماذا لا تطلب من بعض السياسيين أن ينأوا بأنفسهم عن التدخل بشؤون الدول الشقيقة والصديقة؟
ما دخل سياسيينا بما يجري في البحرين؟
ما دخلنا إذا الشرطة استعملت الغاز المسيل للدموع او خراطيم المياه؟
مملكة البحرين تعرف جيداً كيف تدير أمورها وشؤونها كذلك كل دول مجلس التعاون الخليجي تعرف وتقدم كل سبل الرخاء والهناء والإعمار والتقدم والرؤية المستقبلية الى مواطنيهم.
البحرين، هذا البلد المضياف الذي يشعر كل لبناني فيه بأنه في وطنه الثاني.

ماذا قدَّمت البحرين للبنانيين غير الترحاب وفتحت ذراعيها لهم ووفرت لهم فرص العمل؟

أكثر من عشرين ألف لبناني يعملون في البحرين، فهل العماد عون الذي هاجم دولة البحرين يخدم هؤلاء العشرين ألفاً؟
أبناء البحرين كما أبناء الإمارات والسعودية خاصة، حيث على جناح السرعة اتجه سفيرها العسيري للحؤول دون تفاقم، ما يمكن ان يتخذ من اجراءات تجاه الدولة اللبنانية من جراء تعليق الصورة المؤذية لخادم الحرمين الشريفين على جسر الزلقا.
كانوا يرفدون لبنان بالإنتعاش من خلال مجيئهم إلى لبنان في كل صيف، في الصيف الماضي حين لم يأتوا، أي كارثة حلَّت بالسياحة في لبنان؟
إذا بقينا على هذه الوتيرة من المواقف الإنفعالية التي يتخذها البعض، فإننا حتماً منذ الآن نبشر بصيفٍ مُكفهِرٍ وبسياحة واصطياف تحت الصفر لأن أبناء دول مجلس التعاون الخليجي لن يأتوا إلى لبنان في هذا الجوّ المقيت من الكراهية.

نفتح خانة ان معالي وزير السياحة الذي كان يُحمِّل المؤامرة مسؤولية تراجع السياحة، ماذا سيقول اليوم بعد تهجُّم رئيس تكتله على دولة البحرين؟
هل سيُدرِج كلامه من ضمن المؤامرة؟
فبدلاً من أن يهدر وقته في الملاحقات والدعاوى القضائية لكاتبة هذه السطور، وقد بلغت ثلاث دعاوى دفعة اولى حتى الآن، فإن الحري به أن يُفتِّش عن مكمن العلّة والداء لمعالجته، والعلّة ليست كأداء وهي معروفة:
لماذا لا يطلب من رئيس تكتله أن ينأى بنفسه عن التدخل في مملكة البحرين؟
هل يُدرِك حضرة الوزير ان حالاً من التململ تسود أبناء الجالية اللبنانية في البحرين، خصوصاً بعد ان تم إستدعاء أكثر من لبناني لبعض الإستفسارات عن اوضاعهم وميولهم السياسية من مسؤولين هناك؟
هل يُدرِك ان القائمة بالأعمال بالسفارة اللبنانية هناك استُدعيت على خلفية مواقف العماد عون؟
نقول لمعالي وزير السياحة:
هناك مثلث إسمه السياحة والإقتصاد والأمن فإذا لم يكن هذا المثلث متكاملاً، بمعنى إنه إذا سقط ضلع من هذه الأضلع الثلاثة، فإن المبنى كله ينهار.

إن أداء وزير السياحة حيال هذه القضية هو عيِّنة صغيرة من أداء فخامة الرئيس سليمان، ونفي متلفز لا يفي بالمطلوب اطلاقاً، فخامته مؤتمن على الدستور وعلى حماية مواطنيه اينما كانوا.
كذلك أداء رئيس الحكومة حيال ما تتعرَّض له البحرين أو أي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، فهل سيبقى على سياسة النأي بالنفس؟
وللبحث صلة.

السابق
حزب الله ولائحة الارهاب !!
التالي
اجتماع الأمن الفرعي في صيدا