لن يبقى لبناني على أرض الخليج؟

قيل ذات يوم "لن يبقى فلسطيني على ارض لبنان"، ثمة الآن من يتجاوز هذا التهور فيعمل كي لا يبقى لبناني على ارض الخليج، ربما لأنه بالنسبة الى هؤلاء الغيارى تبدو فرص العمل متوافرة للبنانيين في ايران اكثر من توافرها في دول مجلس التعاون الخليجي، وربما لأنهم يرون العجم اقرب اليهم من العرب، فسبحان الله في ملكه… وفي خلقه!
كان ينقص الدولة اللبنانية الغارقة في "سلسلة" اخطاء حكومة "دبّر بليل" وخطاياها، ان تضطر الى الانهماك في "استنفار لبناني لمواجهة الاستياء الخليجي من تصريح النائب ميشال عون عن البحرين"، الذي خلق جواً من الامتعاض في الخليج وصل الى درجة ورود معلومات عن امكان توقف تلك الدول عن استقبال اللبنانيين، وهو ما سيفاقم الازمة الخانقة التي يعاني منها الاقتصاد اللبناني بعد غياب السياحة والاستثمارات لأسباب تتعلق باضطراب الامن وتعرّض بعض الخليجيين للتحامل والاعتداء بعد ارتفاع حدة الحساسيات بين ايران ودول الخليج، وحكومتنا قاصرة او ممنوعة من معالجة المشكلة!
ليس غريباً ان يرى ميشال عون القشة في عين البحرين بعدما تعامى عن كومة الخشب في عين النظام السوري، ففي النهاية انه "الجنرال"، وللجنرال "مونات" وجولات تذكّرنا بـ"حرب الالغاء" التي لن تتوقف قبل الغاء الطائفة السنيّة من خريطة السياسة اللبنانية، فقد بدأ ببيت الحريري وانتقل الى "تيار المستقبل" ثم وسّع "تكليفه السياسي" ليصل الى دول الخليج فلم يوفر السعودية ولا قطر ولا دولة الامارات قبل ان يصل الى البحرين في سياق خدمة مكشوفة يقدمها الى طهران، مهدداً عشرات الآلاف من اللبنانيين العاملين في دول الخليج في ارزاقهم ومستقبلهم إلا اذا كان قد دبّر لهم اعمالاً بديلة في جنات المعجزة الاقتصادية الايرانية!
حاول نجيب ميقاتي ان يتجاوز المشكلة بالقول ان عون عبّر عن رأي شخصي لا يلزم الحكومة، لكنه نسي انه "سبق الفضل" من الوزير العوني فادي عبود الذي اثار سخط دولة الامارات وسخرية اهل الخليج عندما حاول تسييس حظر السفر الى لبنان نتيجة الفلتان الامني والاعتداء على بعض الخليجيين، بالقول ان القرار هو لتفعيل السياحة في الامارات… وصدّق او لا تصدّق!
عون ذهب الى ابعد من عبود فقال انه عبّر عن رأيه في ما يتصل بالبحرين "لكنني اشعر ان هناك حملة مدبرة لاتخاذ اجراءات بحق اللبنانيين في الخليج وهذا ليس غريباً"… ولماذا مدبرة، ولماذا ليس غريباً، هل لأن المصلحة الايرانية تقضي بهذا الكلام؟
بيانات الحكومة لن تمحو هذه الاخطاء الفادحة، لكن لا خوف على اللبنانيين هناك لأن الدول الخليجية حريصة عليهم اكثر من الذين يديرون او يدورون مع طواحين الهواء السياسي في بيروت!

السابق
التعدي على الطفولة بالخطف والموت امام المستشفيات
التالي
مَن يحاسب مَن؟