سامي الجميل: مشكلة لبنان الاولى هي تفلت السلاح

أكد منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في عشاء قسم باريس الكتائبي الذي أقيم في العاصمة الفرنسية، "أن عدم حصول الانتخابات النيابية يعني أن هناك مشكلة كبيرة، وأن البلد ذاهب نحو المجهول"، وقال: "عدم وجود قانون انتخابي جديد يعني أننا سنعيد انتاج الطبقة السياسية نفسها. ونشدد على أهمية حصول الانتخابات في موعدها وإقرار قانون انتخابي جديد يجعلنا نختار نوابا جددا كي نجدد الطبقة السياسية".

أضاف: "إن مشكلة لبنان الاولى هي تفلت السلاح، ونشدد على انه لا يمكن للبلد ان يبنى من دون استقرار امني. كما لا استقرار طالما ان هناك سلاحا خارج اطار الدولة".

وتابع: "لا يمكن التهرب من موضوع تفلت السلاح لأنه الشرط الاساسي لبناء اي دولة في العالم، فهناك سلاح فلسطيني داخل المخيمات، وسلاح حزب الله المنتشر في مناطق عدة في لبنان، اضافة الى سلاح بأيدي اصوليات موجودة في عدد من المناطق، وكل هذا السلاح ومهما كانت هويته ودينه يمنع الدولة من أن تقوم. وإن الشرط الأول للخروج من الواقع الذي نحن فيه هو بأن تبسط الدولة سيادتها على كل الاراضي اللبنانية بشكل كامل ووضع حد لظاهرة السلاح في الشوارع وبين ايدي الاحزاب وغيرها".

وأكد أن "الجيش اللبناني هو مرجعية الامن في لبنان والحصن الوحيد للسيادة"، داعيا الى "تقويته وتسليحه لمنع أي اعتداء عليه تحت أي حجة أو عذر"، مطالبا "كل اللبنانيين بالخضوع لسلطة بدلة الجيش من دون أي اعتبار آخر"، وقال: "عندما نقبل التعدي على الجيش نكون ندمر بلدنا بأيدينا، فالدولة عوّدت اللبنانيين على ان الجيش مكسر عصا".

أضاف: "إن المشكلة الثانية التي تواجه لبنان هي النظام السياسي الفاشل الذي وضع اللبنانيين في حال صراع مع بعضهم، وأصبح من الضروري التخلص من النظام السياسي لانه كلفنا دمارا وأزمات وحروبا، وحان الوقت لكي نعترف امام بعضنا البعض بأنه يجب ان نغير طريقة ادارتنا للبلد لانها بينت انها فاشلة، فنظامنا السياسي وضع الطوائف في حال صراع على السلطة السياسية، فهو وضع السني في مواجهة الشيعي، والمسيحي بمواجهة الدرزي، والكل في مواجهة بعضهم، لان الجميع يحاولون وضع يدهم على السلطة. كلما حاول احد منا وضع يده على السلطة، يتحالف الآخرون مع بعضهم ويحاولون الحصول على دعم من دولة اقليمية او خارجية للانقضاض على الفريق الحاكم.

ووصف الأمور ب"الدولاب"، وقال: "مرة نحكم ومرة ندعس. لقد حان الوقت لنستوعب انه لا يمكن أن نستمر في التنافس على السلطة، لكن طالما ان السلطة اللبنانية مركزية، وفيها كل الاموال والصلاحيات سنبقى نتصارع عليها".

وشدد على أن "اللامركزية هي الوحيدة التي تؤمن الشراكة الحقيقية بين كل اللبنانيين كي لا يتصارعوا مع بعضهم على السلطة"، وقال: "عندما يشعر المسيحي بأنه مرتاح والسني كذلك، والشيعي والدرزي ايضا، ويشعرون بأنهم شركاء، لا نعود في حال صراع مع بعضنا. وطالما هناك نظام مركزي سيبقى هناك طرف واحد حاكم، وطالما هناك طرف واحد يحكم لبنان فسيبحث الآخرون عن طريقة للانقلاب عليه".

أضاف: "لبنان لا يبنى بالحقد أو الكراهية، بل بالمحبة ومد اليد للاخر واقتراح حلول بناءة، وهذا ما يحاول حزب الكتائب القيام به اليوم. فنحن لا ندخل في المزايدات المدمرة، بل نقول اننا مستعدون للحوار مع اي لبناني انطلاقا من مسلمات وحلول تناسب كل اللبنانيين، وليس فريقا واحدا. ومن هنا، يطرح حزب الكتائب اللامركزية وحياد لبنان والاعتراف بالتعددية، وندعو الى احترام هذه التعددية وان نفتخر بها، ونحذر من ان الغاء هذا التنوع يعني اننا نلغي نفسنا ونذهب نحو حرب اهلية جديدة. كما أن تخوين كل طائفة للاخرى يدفعنا الى حرب اهلية جديدة، فلشيعي اليوم لديه هواجس وتطلعات، كذلك السني والمسيحي والدرزي. لذا، يجب ان نستوعب هذه الهواجس ونضعها على الطاولة".

وعن اقتراع المغتربين، قال: "إن المشاركة في الانتخابات واجب على المغتربين لأن صوت المغترب حر، ونحن في حاجة لكي يعطي المغتربون صوتهم في الانتخابات إن من خلال السفارات او في لبنان، من أجل اعطاء رأي موضوعي لمحاسبة المسؤولين الذين يضرون بلبنان او مكافأة المسؤولين الذين يعملون لأجل لبنان. وإن الاغتراب اللبناني يلعب دورا أساسيا ومهما، واذا تغيب عن لعب هذا الدور، فإننا نترك بذلك لبنان للطبقة السياسية التي استلمته، والتي جزء كبير منها للاسف يستحق ان يهتم بكل شيء ما عدا السياسة".
 

السابق
اليونيفل دشنت القصر البلدي في دير قانون
التالي
الجيش فجر قنبلة في محيط مرجعيون