نازك الحريري: قيام الدولة لا يكون إلا بالحوار والنقاش وتطوير الرؤى

وجهت نازك رفيق الحريري كلمة لمناسبة الذكرى الثامنة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري قالت فيها: "طوينا من عمر الفراق ثمانية أعوام، ودربا من المخاطر والتحديات. فقدنا أحباء وتقاسمنا دمع الغياب وتشاركنا الألم والأمل في آن.
ثمانية أعوام منذ استشهادك يا رفيق عمري ودربي، نعم ثمانية أعوام مرت طويلة ومحفوفة بالتجارب والمحن المريرة والقاسية.

واليوم، ترجع بي الذاكرة إلى ذاك الحلم الكبير الذي ولد بيننا قبل موعد الشهادة، في قلب الرجل الذي آمن بالله سبحانه وتعالى وأيقن بقدرة لبنان وبإرادة شعبه. لم يبق الحلم آنذاك مشهدا على ورق، ولكنه تحول إلى عملية إعادة إحياء للوطن، قلبا وقالبا، وإلى مسيرة وطنية وإنسانية أراد لها شهيدنا الكبير أن تكون الهدف المشترك بين جميع اللبنانيين واللبنانيات.

هكذا سلك لبنان طريقه إلى المجد، ليعود وطنا للمحبة والسلام وللإبداع بكل أشكاله. وهكذا دون شعب لبنان أسطورة نجاح في تاريخ الأمم، من خلال تحمل مسؤولياته الوطنية، كما أكد الرئيس الشهيد رفيق الحريري في أحد خطاباته: "ليس الوقت وقت التهرب من المسؤولية، ولا وضعها على عاتق فئة دون فئة.

نحن جميعا مسؤولون، كل في موقعه. وعندنا ثوابتنا للانتماء والسيادة والاستقلال ووحدة الأرض والناس والمصير. ويكون علينا بالحوار وبالتشخيص للمشكلات، وبالقرارات الصائبة أن نصون وجودنا ومصالحنا، وأن نفتح مع شبابنا أفقا مستقبليا".

نحن اليوم على عتبة عهد جديد من التحولات التي تجري في منطقتنا وفي العالم أكمل. وجميعنا يريد أن يبقى لبنان القلب النابض، وأن يواصل التجربة الناجحة في الإعمار والإنماء التي حققها بقيادة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبتعاون أهله وتضحياتهم. فدعونا نستثمر سر نجاحنا ونعزز جوهر الحياة في وطننا، في هذا البلد الرسالة، فقيام الدولة والسيادة لا يكون إلا بالحوار والنقاش والدراسة وتطوير الرؤى والتعاون والعيش المشترك وحماية المحكمة الدولية.

بيدنا نبني مستقبلنا مع سائر الأمم. وعناصر النجاح واضحة ومتوفرة. دعونا نجعل التجاذبات رؤى نتعاون على تحقيقها وتطويرها، لنبني لشعبنا الحبيب وطنا حرا سيدا مستقلا في أرض لبنان.

وآخر الكلام، دعاء نرفعه للمولى عز وجل أن يحفظ وطننا الحبيب لبنان وشعبه الطيب، وأن تنجلي الحقيقة وتتحقق العدالة من أجل روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وجميع شهداء الوطن الأبرار. أللهم ألف بين قلوبنا، واجمعنا على الخير والمحبة، وأنعم علينا بدوام الأمل والأمن والسلام. وإلى لقاء قريب إن شاء الله".
  

السابق
شهيب: بين الجمعة والسبت نكون قد توصلنا الى قواسم مشتركة وقانون يبصر النور
التالي
عامل في صيانة الكهرباء قضى اثناء عمله في حاريص