السفير: مأساة في أنفه: مقتل أم وابنتيها في انهيار منزل

لم يمنح المنزل الأثري لعائلة مكاري في أنفه المواطنة كفى سركيس (في العقد السابع من العمر) وابنتيها سهام وعايدة المعوقتين (في العقد الثالث من العمر) فرصة لجمع أغراضهنّ قبل الانتقال إلى منزل جديد تم استئجاره لهن، بعد الإنذار الذي وجه لهن عن خطورة الإقامة في المنزل المتصدع، فسقط على رؤوسهن بينما كن يستعددن لإخلائه، لتشهد البلدة الكورانية مأساة إنسانية من العيار الثقيل ذهبت ضحيتها أم وابنتاها.
عند الثانية والنصف من بعد ظهر أمس دوى في البلدة الكورانية الساحلية صوت انهيار المبنى الذي ولد فيه نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وهو يعود لوالده وقد بني قبل نحو 150 عاماً، وتقطنه عائلة سكاف منذ نحو 50 عاماً، وهو مؤلف من طبقتين ومن عقود حجرية تتوزع في الطابق الأول، لكنّ ذلك لم يحم المنزل من السقوط على رؤوس قاطناته.
وأمس الأول سقط حجران كبيران من المنزل، فسارع صاحب المنزل نبيل مكاري إلى العائلة لإقناعها بضرورة إخلاء المنزل، وأبلغها باستئجاره منزلاً جديداً لها، كونه يعتبر نفسه مسؤولا عن كفى وابنتيها وقد وعدنه بتلبية طلبه بعد ظهر أمس لكن الانهيار كان أسرع وحال دون تنفيذ هذا الوعد.
وعلى الفور تجمّع أبناء الحي وكانت الصدمة كبيرة ومؤلمة عندما وجدوا أن المنزل تحول ركاماً، وأن كفى وسهام وعايدة يرقدن تحت الأنقاض. وقد سارع أبناء أنفة إلى القيام بعمليات الإنقاذ فأحضروا رافعة وجرافة وباشروا برفع الأنقاض، وانضم إليهم سريعاً عناصر الدفاع المدني، إضافة إلى الجيش وقوى الأمن الداخلي، في وقت ارتفعت الصلوات لإنقاذ حياة النساء الثلاث المقيمات في المنزل، ولكن ما هي إلا ساعات قليلة حتى أيقن الجميع أنهن فارقن الحياة، وبوشر العمل لرفع جثثهن ونقلهن إلى المستشفى.
ويلفت رئيس بلدية أنفة مكارم مكاري إلى أن «المنزل كان يخضع لعملية ترميم بإشراف مهندسين مختصين، ولم يكن وضعه يؤشر إلى خطر السقوط، خصوصاً أنه قائم على ثلاثة عقود حجرية، إلا أنّ ما حدث كان مفاجئا للجميع». كما حضر النائب فادي كرم، قائمقام الكورة كاترين كفوري انجول المجاور منزلها للمبنى المنهار، مسؤول «تيار المستقبل» في الكورة ربيع الأيوبي، مدير مكتب النائب فريد مكاري نبيل موسى.
وحضر أيضاً يوسف سكاف، نجل الضحية كفى، وأشرف على انتشال جثث والدته وشقيقتيه الى جانب عناصر الصليب الأحمر.
وقد عم الأسى أرجاء بلدة أنفة وقرعت أجراس الكنيسة حزنا على كفى، وسهام وعايدة المعوقتين اليتيمتين اللتين افتقدتا حنان الوالد قبل سنوات ليعشن من بعده كفاف يومهنّ.
وتستعد أنفة لتشييع جماعي للضحايا في كنيسة البلدة، وذلك الثالثة والنصف من بعد ظهر يوم غد الخميس.

السابق
النهار: هيئة الإشراف على الانتخابات لا تقرّ اليوم
التالي
قطع طريق بعلبك احتجاجاً على زيارة الاسير الى عرسال