سلاح حزب الله علاجه في إيران

تثار في أوساط رسمية وسياسية وشعبية اسئلة كثيرة عن "حزب الله" وكيف سيتصرف خلال الأزمة السورية وبعدها ايا تكن نتائجها والحلول التي تضع حدا لها.
البعض تساءل هل يقدم الحزب على خطوات تبدد الخوف على الامن والاستقرار بسبب الازمة السورية فيعلن التزامه عدم استخدام سلاحه في الداخل لأي سبب لأن هذه ليست وظيفته انما وظيفته هي توجيه السلاح نحو العدو الاسرائيلي فقط، ليظل محتفظا بصفة السلاح المقاوم؟ عندما يلتزم الحزب ذلك فلا يعود ثمة خوف على الامن والاستقرار في لبنان ولا خطر على السلم الاهلي، لأن لا طرف سواه يستطيع تعكير الامن والاستقرار، او هل يقدم الحزب على خطوة اخرى جريئة فيعلن استعداده لوضع سلاحه في تصرف الجيش اللبناني ما دام موضوع ثقته وثقة كل اللبنانيين؟ ان مثل هذه الخطوة هي التي تعيد اركان الحوار الى الطاولة في قصر بعبدا، ويصير في الامكان البحث في ما يحصن لبنان حيال الاخطار وعزله عن تداعيات كل ما يجري حوله ويمنع امتداد النار اليه وذلك بجعل وحدته الداخلية قوية لتشكل عازلا بين لبنان ونار دول الحوار القريب والبعيد.
وبالعودة الى طاولة الحوار، بفضل هذه الخطوة الجريئة اذا ما اقدم الحزب عليها يصير في الامكان البحث في تشكيل حكومة جديدة ويكون الوفاق الوطني الحقيقي قد شكلها، لأن الحكومة وان سميت حكومة وفاق قد لا تحقق ذلك خصوصا اذا تحولت بفعل المناكفات وسوء الممارسة الى حكومة انشقاق.
ومن جهة اخرى، تجعل خطوة جريئة كهذه الانتخابات النيابية المقبلة تجري في اجواء صافية وهادئة وتبعد عنها التشنجات والتوترات، يتحول الحزب حزبا سياسيا له دوره المؤثر في اتخاذ القرارات، ويصبح مثله مثل كل الاحزاب خاضعا لسلطة الدولة وقوانينها. ولتأكيد ذلك يعلن استعداده لتسليم المتهمين بارتكاب جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه الى القضاء وكذلك المتهم بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب وعندها يتساوى جميع اللبنانيين امام القانون والعدالة تنصف الجميع. وبعد العدالة يأتي الصفح والغفران وتطوى صفحة الماضي بكل مآسيها وآلامها وتفتح صفحة جديدت تحتح عنوان "مضى ما مضى".
لكن بعضا آخر يستبعد اقدام "حزب الله" على اي خطوة من هذه الخطوات لأن لسلاحه اهدافا خارجية واحيانا اهدافا داخلية. والكلام على مصير هذا السلاح لا يكون مع حامله انما مع مصدر، الذي له ايضا اهداف ليس في لبنان فحسب بل في المنطقة، وهو غير مستعد للبحث في مصيره قبل ان تتحقق. فكما ان السلاح الفلسطيني تحول ورقة ضاغطة في يد سوريا لتحقيق اهدافها في لبنان، وقد تحققت بفرض وصايتها عليه مدة 30 عاما وتولت في مقابل ذلك اخراج هذا السلاح والمسلحين من لبنان الى تونس، وكما ان سلاح الميليشيات في لبنان جعله ساحة لحروب الآخرين على ارضه، وانتهى دوره مع انتهاء هذه الحروب وتحقيق اهدافها، فإن سلاح حزب الله هو ورقة ضاغطة في يد ايران لتحقيق اهدافها في لبنان والمنطقة.
لذلك لا شيء ينهي دور هذا السلاح ووظيفته غير التوصل الى اتفاق مع ايران على برنامجها النووي وخريطة نفوذها في المنطقة. والى ان يتم التوصل الى هذا الاتفاق، فإن موضوع سلاح حزب الله يبقى عرضة للخلافات والتجاذبات المحلية والعربية والاقليمية والدولية. فالبعض يصفه بالسلاح المقاوم لتحرير ما تبقى من الاراضي اللبنانية التي تحتلها اسرائيل، والبعض يصفه بالسلاح الميليشيوي عندما يرتد الى الداخل لتحقيق مكاسب سياسية لطرف على حساب طرف آخر، والبعض الآخر يصفه بالسلاح الارهابي عندما يقوم بعمليات خارج لبنان، كما حصل اخيرا في بلغاريا.
والسؤال المطروح هو: هل يستطيع سلاح حزب الله ان يحقق اهدافه في الداخل اللبناني فيغير المعادلات ويعيد توزيع الصلاحيات بين السلطات على نحو افضل ما فعل اتفاق الطائف.
ويحقق بالتالي اهداف ايران في المنطقة حتى اذا لم تتحقق بالتفاوض السلمي، فإنه قد تتحقق بالمواجهات العسكرية.
الواقع ان معالجة اي سلاح لا يكون مع حامله انما مع مصدره وبالوسائل السلمية او بالوسائل العسكرية. وذلك على اساس ان السلاح لا يسقطه سوى السلاح. وعلى لبنان ان ينتظر بهدوء ايا من الوسيلتين ستعتمد، خلال فترة بالانتظار والا فتح على نفسه ابواب المجهول.

السابق
التالي
عرسال: طبخة التسوية استوت؟