لماذا لا يهجم جيش المهدي على إسرائيل؟

في الوقت الذي تحتدم فيه ثورة الشعب السوري الحر, وتدخل مراحلها الحاسمة , وفي الحين الذي يسير فيه شعب العراق الحر نحو الانعتاق والتخلص من اوزار ورزايا العصابات الإيرانية التي تغلغلت في العراق مهددة نسيجه الحيوي ووحدته الوطنية وسلامته الإقليمية, وحيث يخط المنتفضون العراقيون مسارا جديدا في كفاحهم السلمي والحضاري, الطارد للشعوبيين والصفويين, ومن يلوذ بهم ويأخذ برؤاهم المريضة , فإن مقتدى الصدر يتراقص بين المواقف , ويصدر التصريحات المضحكة المعبرة عن خوائه الفكري وعن الزمن العراقي الأغبر الرديء الذي حوله زعامة ورقما صعبا في المعادلة العراقية التائهة في بحور الفشل والأزمات المتوالدة , فكانت آخر مواقفه البهلوانية دعوته النظام السوري المجرم للرد على الغارة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت تدمير سلاح صاحبه الرفيق المناضل حسن نصر الله! وقد يبدوغريبا أن يدعوالصدر لإشعال الحرب مع إسرائيل في الوقت الذي يعلم فيه تمام العلم من أن النظام السوري غير مصمم أصلا للصراع العسكري مع إسرائيل ? لأن عقيدته القتالية وتوجهاته الستراتيجية ووجوده الإقليمي مرتبط أساسا بتفعيل ملف الصراخ والعويل وليس الصراع وإدارة الأزمة , ثم أن جيش "أبوشحاطة" السوري مشغول اليوم في تدمير شعبه بالتعاون مع عصابات الحرس الإرهابي الثوري الإيراني , وعصابة حسن نصر الله , إضافة الى مشاركة عصابة مقتدى الصدر التي تقاتل في ريف دمشق وفي منطقة السيدة زينب تحديدا وتحت تسمية ما يسمى لواء "أبوالفضل العباس"! بحجة حماية ضريح السيدة زينب "رض )! وهذه الحجة غريبة لأن أحرار الشام ومقاتلي الجيش السوري الحر ليسوا أبدا في وارد هدم الأضرحة والمزارات, وهم لا يفكرون بذلك أصلا , بل أن هدفهم النهائي تهديم النظام المجرم وتقديمه للمحاكمة العادلة , وبالتالي فإن أي ميليشيات طائفية تقاتل في الشام, وتحت أي عنوان أو يافطة أوحجة فهي بمثابة جماعة من المرتزقة والإرهابيين تقاتل الشعب السوري وتساند جلاديه , وأرض السيدة زينب هي جزء من أرض الشام وبالتالي لا توجد أي شرعية ولا مسوغ لأي طرف غير سوري بالتدخل , ولكن يبدو أن مقتدى الصدر في تصريحاته الأخيرة قد شرب حليب السباع ! وقرر كعادته تسخين الموقف والانطلاق في تصريحات غريبة وعجيبة ومثيرة للسخرية , فهوينصح صديقه بشار بالهجوم على إسرائيل! فيما لا يستطيع بشار وقواته السيطرة على المدن السورية في إدلب وحلب وحمص ودرعا, وحتى في دمشق الشام نفسها التي يقاتل الجيش السوري الحر اليوم في عمقها وعلى تخومها الجنوبية, ويقصف القصر الجمهوري, بل ويحاصر فروع المخابرات كفرع فلسطين السيئ الصيت والسمعة , فكيف يتمكن بشار بعد ذلك من الهجوم على إسرائيل وخرق اتفاق "الجنتلمان" الذي عقده والده مع الإسرائيليين ? فهل يعي مقتدى حقيقة الموقف ? أم أنه كالعادة خارج التغطية مرددا شعار : "إنت فين والحب فين.. يامسهرني"! وبدلا من حض مقتدى لصديقه بشار على دخول معمعة الحرب التي ستنتهي خلال ست دقائق فقط لاغير , فإنني اقترح على الرفيق المناضل مقتدى الصدر الخطوات التالية :
استدعاء اللواء الركن أبو درع اللامي وتكليفه قيادة قوات "جيش المهدي" معبئين بكميات وفيرة من حبوب الكبسلة الوردية وتحت قيادة الرفيق جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني, والرفاق قاسم سليماني الأعور , وسعيد جليلي وعلي أكبر ولايتي ولاريجاني يتقدمهم مقتدى الصدر نفسه الذي سيزنر نفسه بحزام ناسف لاقتحام حقول الألغام الإسرائيلية في الجولان وفتح الطريق أمام "شبيحة" الأسد ونصر الله, وجماعة "جيش المهدي" لابتلاع إسرائيل بالكامل والقضاء على حصونها الدفاعية مع الاستعانة ببراميل قاذورات بشار الأسد لتدمير المطارات الإسرائيلية ! مع الاستفادة من خبرات قيس الخزعلي زعيم "العصائب" وواثق البطاط زعيم حزب "خدا" العراقي ! في ذبح الناس! على أن يقود المفاوضات الرفيق عزة الشابندر الذي سيوقع على قرار استسلام الجيش الإسرائيلي, وتسليم راية التحرير لجيش مقتدى أفندي! وحيث سيعلن تتويج بشار الأسد كبطل للتحرير القومي!
يبدو أن هلوسات الرفيق مقتدى افندي الصدر قد بلغت الذروة, ويا محلى النصر بعون الله! فبدلا من نصح بشار بالرد على إسرائيل نتمنى من مقتدى الصدر أن يحرك "جيش المهدي" لأداء المهمة ليكتمل الفرح والسرور?   

السابق
لماذا ينتحر لبنان؟
التالي
إيران وإسرائيل والثورة السورية