غياب لبناني فاضح..


يبدو أن تَلاحُق الأحداث الداخلية بهذا الشكل الدراماتيكي، قد شغل كبار المسؤولين عن اتخاذ بعض القرارات المهمة، ذات العلاقة بالحضور اللبناني في المحافل الدولية والإقليمية.
غياب رئيس الجمهورية، أو حتى رئيس الحكومة، عن القمة الإسلامية المنعقدة حالياً في القاهرة، تقصير لا مبرر له، خاصة وأن لبنان يتميّز بين دول منظمة المؤتمر الإسلامي، بأن رئيسه هو الوحيد غير المسلم، والذي يُشارك عادة، في معظم القمم الإسلامية.
قد تكون فعالية قرارات القمة الإسلامية محدودة، والتواصل بين لبنان وغالبية الدول الإسلامية على قدر من الضعف والتباعد، ولكن هذا الواقع لا يُبرّر تخفيض مستوى تمثيل لبنان في القمة الحالية، التي يُشارك فيها عدد كبير من قادة الدول الإسلامية، وبينهم العديد من الحكام العرب، الذين تبقى الحكومة اللبنانية بحاجة إلى مزيد من التواصل والتنسيق معهم.
من المفارقة بمكان، أن يحصل هذا الغياب اللبناني عن القمة الإسلامية، في وقت يتعرّض فيه البلد إلى هجمة دبلوماسية جديدة، بعد الاتهام البلغاري الملتبس لحزب الله، بتنفيذ عملية تفجير الحافلة السياحية التي كانت تنقل سياحاً إسرائيليين خلال الصيف الماضي.
لقد وقفت منظمة المؤتمر الإسلامي، وقبلها معظم الدول الإسلامية إلى جانب لبنان دائماً، في المحافل الدولية، وإبان الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، ولا سيما حرب تموز 2006.
كما أن العديد من الدول الإسلامية تشكّل أسواقاً طبيعية للمنتجات اللبنانية، الزراعية والصناعية، إلى جانب اعتبارها مصدراً للسياحة وللاستثمارات تتسابق عليها الأسواق الأوروبية العريقة.
حتى الآن، لم نسمع مبرراً واحداً لعدم مشاركة لبنان، على مستوى القمة، في تظاهرة القاهرة الإسلامية التي جمعت 56 دولة.. فعسى أن تكون أسباب هذا الغياب الفاضح تدهور الأوضاع الداخلية… وليس أكثر!!

السابق
نجمات تركيا.. من الأغلى؟
التالي
نحاس: لمعالجة إلاتهام البلغاري لحزب الله بعقلانية وواقعية