لمصلحة من حادثة عرسال؟

بداية لا بد من الترحم على الشهداء والدعاء للجرحى بالشفاء العاجل والتقدم من المؤسسة العسكرية بالتعازي, هذه المؤسسة العزيزة على قلب كل لبناني.
فما حصل مؤخرا في بلدة عرسال العزيزة ايضا على قلوبنا ليس بالحادث العادي , وخاصة ما تردد من روايات مختلفة عن حقيقة ما جرى.
فالأهالي قالوا ان من قتل خالد الحميد هم مسلحين بلباس مدني أمطروه بالرصاص مما أثار اهالي القرية للانتقام له ظنا منهم ان عصابة مسلحة من قامت بتلك العملية ومن ثم تدخل عناصر الجيش وحصل لغط ما ووقعوا الاهالي في الفخ كما قال الاهالي, وذكر ايضا رئيس البلدية انه اتصل بجميع الاجهزة الامنية للاستفسار اذا ما كانت هذه المجموعة تنتمي الى احدى الجهات الامنية وكان الجواب بالنفي , فنحن لسنا في صدد اجراء تحقيق فهذا ليس من تخصصنا , ولكن من واجبنا كمواطنين لبنانيين ان نسأل عن حقيقة ما حدث , وأن نطالب بالبدء باجراءات تحقيق شفاف وعادل لاظهار الحقيقة والحق .
فما حصل في عرسال ليس فقط استشهاد ضابط ورتيب من الجيش اللبناني , ما حصل في عرسال مشروع فتنة بدأ مع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري , هو مشروع استهداف فئة معينة في لبنان والتسويق اليوم انها فئة ارهابية قاتلة لتشريع قتلها ونجحوا اليوم في ايقاعها في فخ الصدام مع الجيش , فعرسال هي من اهم خزانات الجيش اللبناني وأهلها من أشد المساندين للمؤسسة العسكرية وممن قدموا التضحيات دفاعا عن هذه المؤسسة وعن الوطن , فمن المستحيل ان يكون اهالي عرسال ضد المؤسسة العسكرية بل هم درعها وسيفها.
بالعودة الى النقطة الاساس والتي هي الفتنة ما بين اهالي عرسال والمؤسسة العسكرية , والموضوع بكل صراحة ليس فقط عرسال بل من وراء عرسال الطائفة السنية , فمنذ الدقيقة الاولى للحادثة بدأت عملية تحريض ممنهجة ضد أهالي عرسال وأهل السنة تتهمهم بالتطرف والارهاب , هذه المؤسسات والابواق المحرضة التي تمتهن هذه المهنة التحريضية منذ زمن , بدأت بالتحريض على رفيق الحريري و على فرع المعلومات وعلى وسام الحسن وعلى اهالي الشمال وعرسال أي على فئة معينة وللصدف ان جميع المستهدفين اعلاميا استهدفوا امنيا .
يقال ان خالد الحميد مطلوب لانه يساند الثوار السوريون , فماذا عن من يجاهر بالقتال مع النظام في سوريا ويشيع قتلاه كالمجاهدين الفاتحيين ؟
ماذا عن حادثة استشهاد الشيخ عبد الواحد وأين أصبح التحقيق وعقاب الفاعليين؟
ماذا عن قضية استشهاد النقيب سامر حنا وعقاب قاتله؟
ماذا عن المطلوبيين في قضية استشهاد رفيق الحريري ؟
ماذا عن ميشال سماحة ومتفجراته؟ماذا عن المطلوب في قضية بطرس حرب ؟
ماذا وماذا وماذا؟
المشكلة بكل صراحة , مشكلة ثقة في لبنان , المشكلة ان هناك فئة في لبنان تشعر انها مستهدفة في كل زمان وكل مكان .
فنقول للعقلاء أن للسنة اليوم هواجس , وان القانون يجب ان يطبق على الجميع والعدالة تسود جميع الاراضي اللبنانية ,وأن تكون الدولة حاضنة لجميع مكونات الشعب ,وأن تحكم لغة العقل على لغة العنف .
عندما يشعر البعض ان القانون يطبق في منطقة دون سواها , وعندما يشعر مواطن انه درجة ثانية وثالثة وغيره فوق القانون , فماذا تنتظرون ؟
فنحن لسنا في صدد الدفاع عن احد ولكن القانون يجب ان يطبق على الجميع والعدالة يجب ان تسود جميع الاراضي اللبنانية , فعندما يطبق القانون على الجميع لن يشعر احد بالغبن والظلم .
فمن العار قطع الطرقات بحجة التضامن مع الجيش والمتاجرة بدماء شهدائه من بعض المحرضين على الفتنة , فالفتنة اشد من القتل وللذهاب الى تحقيق عادل وشفاف.
بلال حسن وهبة

السابق
نتنياهو في ولايته الثانية
التالي
عرسال: المطلوب تعطيل دورها السوري