نواف الموسوي: الحرص على الوطنية يوجب تقديم الدعم للجيش

تقدم عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب السيد نواف الموسوي في كلمة ألقاها في إحتفال تأبيني في ذكرى اسبوع ربيع محمود فارس في بلدة كفركلا الجنوبية، من قيادة الجيش وضباطه وجنوده بأحر التعازي، معبرا عن "بالغ الأسى والحزن على ما أصاب هؤلاء الشجعان".

وقال: "لا يسعنا الا ان نقول اننا نقدم الدعم الكامل لهذا الجيش في مهمته الوطنية وفي عقيدته القتالية التي حددت العدو الاسرائيلي عدوا أوحدا له، وأوكلت اليه مهمة وحيدة في الداخل وهي مهمة الدفاع عن الوحدة الوطنية التي من دونها لن يكون للبنان وجود، بل سيتحول الى جثة مقطعة الاشلاء بين من يتكالبون عليها، وأن ما ينبغي توضيحه في هذا الصدد هو أن الحرص على الوحدة الوطنية يوجب تقديم الدعم لهذا الجيش لأداء مهامه في القبض على القتلة والمجرمين وانزال العقاب بهم لا الانكفاء الى ثكناته او معسكراته".

وأكد أن "الجيش نشأ في كنف الوحدة الوطنية التي لا يمكن أن تستمر بعافيتها إلا بجيش قوي يسهر على حمايتها، وأنه لا يتذرعن أحد بحمايتها كي يكشف الجيش ويجعله عرضة لمن يتربص به لأن الحرص على الجيش والوحدة الوطنية يوجب اطلاق يده في مواجهة المجرمين والقتلة، إذ أن ثمة مخططا واضحا للقضاء على هذه القلعة المنيعة التي لا زالت الحصن الذي يكاد يكون الوحيد في الدفاع عن لبنان وعن وحدته في مواجهة العاملين على تقسيمه".

ولفت إلى أن "الناظر في التاريخ السياسي للبنان يدرك انه في كل مرة انكفأ فيها الجيش عن اداء مهماته الوطنية، كان لبنان ينزلق الى حرب اهلية دامية"، معتبرا أنه "لا يجوز ان نكرر تجارب التاريخ الاليمة"، داعيا "القوى السياسية جميعا وفي طليعتها المعارضة إلى الكف عن التخفيف من وطأة ما جرى أو تبرير ما وقع من عدوان على الجيش اللبناني، وان تستبدل هذه المواقف التبريرية بموقف داعم بالمطلق للمؤسسة العسكرية لكي تستعيد قوتها وهيبتها ودورها في الدفاع عن لبنان وعن وحدته الوطنية، وهو الذي يمر اليوم في حالة خطر محدق إذ أن الانقسامات بالغة فيه ولا يمكن المغامرة بأي حدث عبر التهوين من شأنه لأن ذلك سيؤدي الى ما هو اشد".

وقال: "ان الساكت اليوم على جريمة يذهب ضحيتها ضابط ورتيب سيكون مسهلا في المستقبل لجرائم تذهب لما هو اكثر من ذلك، وأنه لأجل هذا وجب الضرب وبقوة على يد المجرمين والقتلة لأن حياة لبنان الآن على المحك، وهو الذي جرب صيغا سياسية مختلفة منذ نشأة الجمهورية اللبنانية الى الآن، وحفل تاريخه بالأزمات التي تتناسل والتي يعقب بعضها بعضا".

وأشار إلى أن "لبنان شهد العديد من الصراعات كما وكان تاريخه مليئا بالأزمات، وأنه لطالما كان النظام الأكثري هو آلية الاقتراع المعتمدة لتشكيل السلطات الدستورية بدءا من تشكيل المجلس النيابي"، متسائلا "أما سأل احد نفسه هل أن هناك علاقة بين الازمات اللبنانية المتلاحقة وبين النظام الإنتخابي القائم على آلية الاقتراع الاكثري"؟

وتابع: "ان الازمة اللبنانية ببعدها الداخلي مرتبطة ارتباطا عضويا باعتمادها الاكثرية في الانتخاب لأن كل قوة سياسية أو كل ائتلاف قوى يسعى الى السيطرة على الاغلبية المطلقة ليتصرف من بعد ذلك على نحو اقصائي والغائي للخصوم الذين يضطرون لكونهم خارج المؤسسات الدستورية الى استخدام الشارع واساليب غير الاساليب الديمقراطية المعتمدة داخل المؤسسات الدستورية ما يخرج لبنان من حالة الاستقرار في المؤسسات الى حالة التأزم في الشارع بل وفي الخندق ايضا".

وشدد النائب الموسوي على أن علة الأزمات في لبنان ببعدها الداخلي، كانت بسبب طغيان الاكثريات وتصرفها على نحو إلغائي، وهي التي لا تمت الى الحقيقة بصلة والتي تفارق الواقع لأنه بالفعل لا اكثريات مطلقة في لبنان، بل هي اكثريات نسبية متحولة فمن هو اليوم في موقع الأكثرية قد لا يكون بالضرورة غدا في الموقع نفسه، بل يمكن أن يتحول إلى أقلية"، مؤكدا أن "ما نقوله اليوم لا يأتي لأننا في موضع على مقربة من الانتخابات النيابية أو على ابواب استحقاق نيابي فحسب، بل لأن النسبية بحد ذاتها هي الدواء الناجع للأزمات اللبنانية التي كانت جذورها في عقلية السيطرة الأكثرية".

ودعا الى ان "نخرج لبنان من تاريخه المأزوم من العقود التي مرت ونحن نجرب النظام الأكثري الذي لم ينتج إلا الأزمات، وأن نجرب صيغة اخرى نعتقد انها تشكل معادلا طبيعيا للتنوع اللبناني، اذ أننا باعتمادنا للنسبية نحافظ على التنوع والتعددية وعلى كل قوة بحجمها"، مشيرا إلى "أننا نتحدث عن القوى السياسية وليس عن الطوائف لان لبنان قد اعتمد صيغا ثابتة في توزيع المقاعد على الطوائف والمذاهب".

وختم: "إننا ندعو الأطراف جميعا لمحاولة الخروج من الأزمات المتكررة باعتماد النسبية كآلية اقتراع، فالنسبية وبحسب اعتقادنا هي الدواء الناجع لأنها التعبير الفعلي عن الارادات السياسية، في حين أن الذين يعترضون على النسبية كانوا ولا يزالون مهجوسين بفكرة السيطرة المطلقة التي تلغي الآخرين والتي لا تعبر عن اكثريتهم الفعلية، لأنهم لو كانوا كذلك لارتضوا النسبية لأنها تكشف حجمهم الاكثري الفعلي إن كانوا كذلك و هم ليسوا كذلك".
  

السابق
حرب: موقف المدعي العام أعانني في كشف أمور كنت أفضل السكوت عنها
التالي
فضل الله: لا مجال لإسقاط مخططات العدو إلا بالوحدة