الشرق: استشهاد ضابط ورتيب بكمين والجيش يحاصر عرسال

اشتعلت جبهة حربية في بلدة عرسال في البقاع امس بين الجيش من جهة ومسلحين في البلدة اثر الالتباس الذي وقع اثناء قيام عناصر من مخابرات الجيش بتوقيف المدعو خالد احمد حميد المعروف بـ"الكترو" وهو مطلوب بمذكرتي توقيف صادرتين عن قاضي التحقيق العسكري وملاحق بتهمة الارهاب وتجارة الاسلحة والتعرض لعناصر حاجز الجيش في المنطقة.

وافيد ان مخابرات الجيش توجهت الى بلدة عرسال ظهراً في سيارة من نوع رانج روفر وحافلة ركاب على اثر تتبعها المستمر للمطلوب حميد، حيث تمكنت معتمدة عنصر المفاجأة، من اعتراض حميد بينما كان في سيارة من نوع نيسان، الا ان عناصر المهمة فوجئوا بفتح النيران.

وعلى اثر التوتر الذي ساد في البلدة تدخلت قوة مؤللة من الجيش وعملت على ملاحقة مطلقي النيران في الاعماق الجردية. وقد ادى تبادل النيران الى سقوط عدد من الشهداء في صفوف الجيش نقلت جثثهم الى مقر المجلس البلدي قبل ان يستعيدها الجيش بعد احكامه السيطرة الامنية في البلدة، كما قتل خلال الاشتباكات خالد الحميد الذي شيّع عصراً في اجواء متوترة.

بيان الجيش

وتوضيحاً للحادث صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: "أثناء قيام دورية من الجيش في أطراف بلدة عرسال بملاحقة أحد المطلوبين الى العدالة بتهمة القيام بعدة عمليات إرهابية، تعرضت لكمين مسلح، حيث دارت اشتباكات بين عناصر الدورية والمسلحين أسفرت عن استشهاد ضابط برتبة نقيب ورتيب، وعن جرح عدد من العسكريين وتعرض بعض الآليات العسكرية لأضرار جسيمة، بالاضافة الى اصابة عدد من المسلحين.

على أثر ذلك، توجهت قوة كبيرة من الجيش الى المنطقة، وفرضت طوقا أمنيا حولها، كما باشرت عمليات دهم واسعة بحثا عن مطلقي النار.

إن قيادة الجيش إذ تدعو أهالي البلدة الى التجاوب الكامل مع الاجراءات التي ستتخذها قوى الجيش تباعا لتوقيف جميع مطلقي النار، تحذر بأنها لن تتهاون في التعامل مع أي محاولة لتهريب المسلحين أو إخفائهم، وسيكون مرتكبوها عرضة للملاحقة الميدانية والقانونية".

مجزرة

بدورها ذكرت "النشرة" عن مصادر امنية رفيعة المستوى ان عدد شهداء الجيش الذين سقطوا في اشتباكات عرسال ارتفع الى ثمانية عسكريين.

وعلمت "النشرة" ان خالد الحميد الذي تسبب باشتباكات عرسال بين الجيس ومسلحين هو عضو في"جبهة النصرة".

وفي سياق متصل، علمت "النشرة" ان شقيق الحميد ينتمي بدوره لـ"كتائب عبدالله عزام" التي سبق لها ان هددت الجيش في اكثر من بيان.

وافادت وكالة "اجنبية" عن ارتفاع حصيلة القتلى الى خمسة في الاشتباكات الدائرة بين الجيش اللبناني ومسلحين في عرسال. كما اوضحت ان المسلحين وضعوا جثث شهداء الجيش على سياراتهم وطافوا بها في ارجاء البلدة وصولاً الى مبنى البلدية حيث استعادهم الجيش.

ولاحقاً افادت معلومات "ان الصليب الاحمر اللبناني نقل شهيدين للجيش وستة جرحى الى مستشفى دار الامل بعد اشتباكات عرسال".

رئيس بلدية عرسال

بدوره لفت رئيس بلدية عرسال علي الحجيري في حديث لـ"lbc" الى أن "دورية الجيش اللبناني أتت الى البلدة من دون تنسيق مع أحد من الفاعليات وبلباس مدني ومن دون أن يعرف الأهالي انهم جهة رسمية، فاعتقدوا انهم عصابة قتلت أحد أبناء البلدة فحصل ما حصل والجميع مصدوم مما جرى".

وفي حديث آخر، وصف الوضع في عرسال بالـ"منيح" والكلام عن وجود أفراد من جبهة النصرة بالـ"كاذب"، محملاً قيادة الجيش مسؤولية ما حصل، وأضاف: "بعد اجراء الإتصالات، خصوصاً مع الجيش، واكبتنا 4 آليات تابعة له الى الجرد للتصدي للدورية التي قامت بعملية الإعتقال، فكيف يمكن أن نحمل الأهالي المسؤولية بعد ذلك؟".

وأوضح الحجيري أن "سيارة فان مدنية بيضاء اللون أتت وقتلت خالد الحميد وأخذت جثته وتواصلنا مع القوى الأمنية كافة وطلبنا من الجيش تسيير دورية في عرسال.

هذا وشجب وزير الدفاع الوطني فايز غصن بشدة الاعتداء الذي تعرضت له دورية من الجيش اللبناني في عرسال على يد عدد من المسلحين، واضعاً "الاعتداء في خانة التعدي على الاستقرار الوطني، والعبث بالامن الداخلي ومحاولة المساس بهيبة الدولة".

وقال في بيان: "ان ما حصل اليوم (امس) في عرسال خطير جداً، فالتعرض للجيش ولعناصره هو تعرض لكل الوطن، وهذا ما لا يمكن السكوت عنه"، مؤكداً ان "الجيش اللبناني لم ولن يكون يوماً مكسر عصا لأحد، وان كل من يتعرض او يتطاول على الجيش لن يكون بمنأى عن الملاحقة والتوقيف ونيل العقاب اللازم".

وشدد غصن على "عدم وجود اي منطقة عصية على الجيش اللبناني الذي ستطاول يده كل مطلوب للعدالة وكل عابث بالامن، مهما علا شأنه".

ودعا "الجميع في عرسال الى ادراك خطورة ما حصل في بلداتهم اليوم (امس) واقفال ابوابهم في وجه كل من تجرأ على الجيش اللبناني، وازهق دماء عناصره، وعدم ايواء او اخفاء اي مسلح، وترك الجيش اللبناني يقوم بمهامه، فالجيش في النهاية هو الضمانة لجميع اللبنانيين الى اي فئة او منطقة انتموا".

وختم غصن بتوجيه "تحية اكبار للشهداء الذين روّت دماؤهم تراب هذا الوطن"، متمنياً للجرحى والمصابين الشفاء العاجل.

وليلاً، قطع اهالي المريجات الطريق الدولية في ضهر البيدر، احتجاجاً على استشهاد النقيب بشعلاني.
  

السابق
المستقبل: حادث دموي مؤسف في عرسال والمستقبل يرفض المس بهيبة الدولة
التالي
الأخبار: الادعاء على الحايك بمحاولة قتل حرب