البناء: إمارة عرسال تكمن للدولة ردود فعل سياسية وشعبية

مرّة جديدة تلجأ عصابات ما يسمّى تنظيم القاعدة وجبهة "النصرة" وبتنسيق مع "الجيش السوري الحر" وعناصر مسلّحة ينتمون إلى تنظيمات محلية معروفة في عرسال إلى الاعتداء على قوى الجيش اللبناني، ما أدى إلى استشهاد النقيب (بيار بشعلاني) والرتيب (ابراهيم زهرمان) وجرح عدد من العسكريين وذلك خلال عملية إلقاء القبض على أحد المطلوبين في البلدة.

واستبَقت هذه العصابات ارتكاب المجزرة باستباحة بلدة عرسال وجردها، في محاولة مكشوفة لضرب السّيادة اللبنانية هناك، وجعل هذه المنطقة معرّضة لكل أنواع القتل والإرهاب والسلب وعمليات المافيا، فيما لوحظ أن عناصر معروفة الانتماء في عرسال عمدت إلى مؤازرة هذه العصابات التي تحرّكت ضمن مجموعات، إسناداً للمسلّحين الذين قاموا بمهاجمة عناصر الجيش بعدما نصبوا لها كميناً هناك.

وفيما حذّرت قيادة الجيش من أنها لن تتهاون في التعامل مع أي محاولة لتهريب المسلّحين أو إخفائهم، صدرت سلسلة واسعة من الاستنكارات المندّدة بهذه الجريمة، أبرزها لوزير الدفاع فايز غصن الذي اعتبر أن الجيش لن يكون مكسر عصا لأحد، كما يُنتظر أن تكون هذه العملية الإجرامية محلّ شجب على كل المستويات.

وفي وقت ينتظر أن يعقد مجلس الدفاع الأعلى جلسة طارئة له اليوم، خيّم الصّمت على فريق "14 آذار" وبالأخص "تيار المستقبل" ولوحظ أن رئيس بلدية عرسال علي الحجيري المسؤول في "تيار المستقبل" حمّل الجيش اللبناني مسؤولية ما حصل قائلاً "إللي بدّو يصير يصير"!. وكذلك لجأ عضو كتلة "المستقبل" معين المرعبي إلى وضع اللّوم على قيادة الجيش والمخابرات، محذّراً ممّا وصفه "استهداف أهل السنّة في عرسال!
مصدر عسكري لـ"البناء"

وفي هذا الإطار، أكد مصدر عسكري لـ"البناء" أن دم الجيش اللبناني لن يذهب هدراً، ولن يكون في مهبّ التراضي اللبناني في أيّ شكل من الأشكال، مشدّداً على أن الردّ سيكون حازماً وحاسماً وسريعاً.
وقال: "إن ما حصل ليس له أي مبرّر، والجيش دخل إلى البلدة لإلقاء القبض على أحد المطلوبين، وأنجز مهمّته ليفاجأ بعد ذلك بكمين مُحكم في جرود عرسال من قِبل مسلّحين، ما أدّى إلى حصول اشتباك أسفر عن استشهاد وجرح عدد من عناصر الجيش، وهذا ما لن نسمح بمروره مهما كلّف الأمر.

كمين العناصر المسلّحة
وكانت عناصر إرهابية مسلّحة نصبت كميناً لدورية من الجيش اللبناني قامت بتوقيف المدعو خالد حميّد الذي ينتمي "إلى جبهة النصرة" والمتّهم بالمشاركة في خطف الأستونيين السبعة. وأفيد أن عناصر محلية مسلّحة من بلدة عرسال شاركت في الهجوم على دورية الجيش بينهم عناصر من "الجيش السوري الحر". وقد نتج عن ذلك اشتباك استمر لساعات نتج عنه استشهاد عنصرين من الجيش، كما أدى إلى مقتل المدعوّ حميّد وعدد من المسلّحين.
وفور حصول الاشتباك أرسل الجيش تعزيزات إضافية إلى المنطقة وقام بملاحقة المسلّحين في جرود عرسال.

بيان قيادة الجيش
وأعلنت قيادة الجش في بيان لها أنه "أثناء قيام دوريّة من الجيش بعد ظهر اليوم (أمس) في أطراف بلدة عرسال بملاحقة أحد المطلوبين إلى العدالة بتهمة القيام بعمليات إرهابية عدة، تعرّضت لكمين مسلح، حيث دارت اشتباكات بين عناصر الدورية والمسلحين أسفرت عن استشهاد ضابط برتبة نقيب ورتيب، وعن جرح عدد من العسكريين وتعرُّض بعض الآليات العسكرية لأضرار جسيمة، بالإضافة إلى إصابة عدد من المسلحين".
ولفتت إلى أنه "على إثر ذلك توجّهت قوّة كبيرة من الجيش إلى المنطقة، وفرضت طوقاً أمنياً حولها، كما باشرت عمليات دهم واسعة بحثاً عن مطلقي النار".

وإذ دعت أهالي البلدة إلى "التجاوب الكامل مع الإجراءات التي ستتّخذها قوى الجيش تباعاً لتوقيف جميع مطلقي النار"، حذرت من أنها "لن تتهاون في التعامل مع أي محاولة لتهريب المسلحين أو إخفائهم، وسيكون مرتكبوها عرضة للملاحقة الميدانية والقانونية".

قطع الطريق الدولية
ومساءً أفيد أن أهالي بلدة المريجات قطعوا الطريق الدولية في ضهر البيدر احتجاجاً على استشهاد النقيب بيار بشعلاني.

مصدر سياسي
في السياق ذاته، توقّع مصدر سياسي أن ينعقد مجلس الدفاع الأعلى في غضون الساعات القليلة المقبلة لاتخاذ القرار المناسب في هذا الشأن، وتساءل المصدر قائلاً: ألا يحقّ للجيش التحرّك لملاحقة أحد المطلوبين، ومن أين أتى هؤلاء المسلّحون؟ ومن هي الجهة الداعمة التي تؤمّن الغطاء لهم، وهل يجب أن نستمر تحت وطأة المحميّات السياسية؟
كل هذه الأسئلة برأي المصدر بحاجة إلى إجابات واضحة ينتظرها اللبنانيون، لأنه لا يجوز بعد اليوم، أنه وكلما أراد الجيش اللبناني أو أي جهة أمنيّة أخرى تنفيذ أيّ مهمّة وفي أي منطقة من المناطق أن تُستهدف كما تعرّض له الجيش اللبناني في أكثرَ من منطقة.

مبادرة الحريري وُلدت ميّتة
في الشأن السياسي الداخلي، بقيت الأمور تراوح مكانها حول قانون الانتخابات بانتظار اجتماعات اللجنة النيابية الفرعية، بدءاً من يوم الإثنين المقبل، فيما لوحط أن ما سمّي بمبادرة رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري التي كان أعلن عنها مساء أول من أمس قد ولدت ميتة، كونها لم تأتِ بأي موقف جديد حول قانون الانتخابات، بعد أن كانت كتلته النيابية قد كرّرت اقتراحها الداعي إلى اعتماد الدوائر الصغرى، بينما يدرك الحريري أن دعوته لقيام مجلس الشيوخ في هذه الظروف غير قابلة للتطبيق، بل هي محاولة لإرضاء النائب وليد جنبلاط لكي يقبل بالدوائر الصغرى.

… وتستهدف الإبقاء على الستين
وقال مصدر نيابي بارز في 8 آذار لـ"البناء" إن ما طرحه الحريري هو عبارة عن قنبلة دخانية هدفها "القوطبة" على عمل اللجنة الفرعية وإرهاق الساحة، بمزيد من المشاريع الوهمية القصد منها الإبقاء على قانون الستين الحالي.
أضاف، إن الدليل على ذلك هو أن ما طرحه كان مجرد صيغة تدخل أزمة النظام بقانون الانتخابات على طريقة تكبير الحجر لكي لا يصيب.
ورأى أن الحريري الذي تكلّم عن اتفاق الطائف، هو الذي خرقه في طرحه من خلال الترجمة الخاطئة، لا سيّما بالإبقاء على انتخاب المجلس النيابي طائفياً مع صيغة
مجلس الشيوخ.

التنسيق تقرّر الإضراب المفتوح
في 19 شباط
على الصعيد المطلبي والحياتي، أعلنت هيئة التنسيق النقابية الإضراب العام المفتوح بدءاً من 19 شباط الحالي، مع اعتصام مركزي في شارع المصارف، وذلك احتجاجاً على عدم إحالة سلسلة الرتب والرواتب إلى مجلس النواب.

ودعت الهيئة في مؤتمر صحافي عقدته في الأونيسكو، الجمعيّات العموميّة ومجالس المندوبين للانعقاد ما بين 14 و15 شباط لمناقشة إقرار الإضراب العام الشامل. كما دعت لعقد جمعيّات مشتركة للأساتذة والمعلّمين والموظفين الإداريين والمتعاقدين يوم الثلاثاء 12 شباط لتشكيل لجان الاعتصام المفتوح وبرنامجه في كل المناطق.

رئيس الأركان السوري
أما في شأن الوضع في سورية، فقد أكد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلّحة العماد علي عبدالله أيوب "خطأ كل من يتوهّم أنه قادر على وضع القوات السورية موضع الاختبار" وقال خلال جولة ميدانيّة على عدد من تشكيلات الجيش إننا في سورية ثابتون على مواقفنا الوطنية والقومية ولن نتخلى عنها مهما حاول الأعداء القيام بأعمال استفزازية أو عدوانية، موضحاً أننا ندرك حجم التحدّي الذي نواجهه نتيجة تمسّكنا بمواقفنا وحقوقنا، ونعرف في الوقت نفسه حجم قدراتنا وجاهزيتنا لاستخدام هذه القدرات في الوقت المناسب.

وأضاف العماد أيوب إن المعركة مع العدو الصهيوني مستمرّة وهي لم تتوقف يوماً، مشيراً إلى الارتباط الوثيق بين الكيان الصهيوني وأدواته من عصابات القتل والإجرام التي تُمارس الإرهاب الممنهج بحقّ وطننا وشعبنا.

ونوّه في ختام جولته بجاهزية القوات السورية وروحها المعنويّة العالية، مؤكداً أن النصر آتٍ لا محالة بصمود شعبنا الأبيّ وبعزيمة جيشنا الباسل وإرادته الصّلبة التي تشكل الضامن لأمن الوطن واستقراره في مواجهة المؤامرات.

وفي سياق التعليقات الغربية والصهيونية على العملية العدوانية التي نفذتها طائرات حربية "إسرائيلية" ضد منشأة علمية في ريف دمشق، لفتت صحيفة "الأندبندنت" في افتتاحيتها إلى أن "الهجوم الجويّ "الإسرائيلي" الأخير في سورية ينذر بخطورة اتساع رقعة ما وصفته بـ"الحرب الأهلية" الضارية فيها وتحوّلها إلى صراع إقليمي".

تأهّب في كيان العدو
كذلك، أشار العديد من الصحف "الإسرائيلية" أمس الى أن "الجيش "الإسرائيلي" والدوائر الأمنية كافة بما فيها الاستخبارية، وضعت في حالة التأهب القصوى".
وقالت صحيفة "معاريف" إن الأجهزة الأمنيّة في كيان العدو تخشى من احتمال قيام الأطراف المعادية باعتداءات انتقاميّة ضد أهداف "إسرائيلية" في الخارج".
وأشارت "هآرتس" "الإسرائيلية" الى تحذير سورية "لإسرائيل" من تبعات هذه الغارة وإلى حديث السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي. كما أشارت إلى الاستنكار الإيراني للغارة على لسان وزير الخارجية علي أكبر صالحي، وإلى الحديث الروسي عن أن موسكو لا زالت تدقّق في الموضوع. كما لفتت الصحيفة أيضاً إلى تأكيد حزب الله تضامنه مع سورية واستنكاره للحادثة.

… الاتحاد الأوروبي وألمانيا
في المقابل، لفت المتحدث باسم ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، مايكل مان إلى أن "الاتحاد الأوروبي يتابع عن كثب التقارير عن الهجوم الجوي "الإسرائيلي" على الأراضي السورية".
بدوره، طالب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله "بنزع فتيل الأزمة بين سورية و"إسرائيل"، موضحاً أنه "يجب علينا وبجميع السبل الحيلولة دون اتساع دائرة العنف".

روسيا تنفي علمها بالاجتماع
بين لافروف وبايدن
في المقابل، نفى نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف تحديد أي موعد لاجتماع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بحضور الموفد الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي.
وأوضح أن "موسكو تؤيد ضرورة عقد اجتماع مجموعة العمل حول سورية جنيف "2"، لحل الأزمة القائمة في البلاد".
وقال إن "هدفنا يتمثل في مناقشة تطبيق محدد لبنود إعلان جنيف"، معتبراً أنه "من المهم توسيع دائرة المشاركين بدعوة دول أخرى مثل إيران والسعودية اللتين نعتبرهما لاعبين هامّين في عملية التسوية السّورية وهما يستطيعان الإسهام بشكل إيجابي في هذا العمل".

من جهته، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفتش عن أمله "في ألا تكون تصريحات السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد بخصوص الوضع في سورية وإعلان جنيف تعكس الموقف الرسمي للخارجية الأميركية حول الوضع القائم في هذا البلد العربي".

المناورات الروسية
إلى ذلك، أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن "المناورات التي نفذتها وحدات من القوات الحربيّة الروسية في البحر المتوسط، والتي استمرت حتى 29 كانون الثاني، اختتمت وحققت أهدافها، من ناحية إبراز القوة العسكرية في المنطقة البحرية وإبداء العزم على استخدامها".
كما أكدت في بيان، "استعداد القوات لتحقيق مهامها في البحار البعيدة".
تصدّعات "ائتلاف الدوحة"

في هذا الوقت، استمرت التصدعات داخل ما يسمّى "الائتلاف السوري" بعد إعلان رئيسه أحمد معاذ الخطيب استعداده للحوار مع الحكومة السورية، وجدد ما يسمى "رئيس المجلس الوطني السوري" المدعو جورج صبرا رفضه لأيّ حوار مع القيادة السورية "مدّعياً أن ائتلافه منفتح على الحوار بعد "رحيل الرئيس بشار الأسد"! وكذلك أعلن الموقف نفسه مدير مكتب العلاقات الخارجية في المجلس المذكور المدعو رضوان زياده.

في هذا السياق، رحّبت الخارجية الإسبانية بإعلان "الخطيب" استعداده للحوار مع النظام السوري بهدف التحرّك نحو عملية الانتقال السياسي وحقن دماء السوريين!!
أما وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس فجدّد تحريضه لزيادة العنف والقتل بزعمه أن "لا دور لمن تلطّخت أيديهم بالدماء في المرحلة المقبلة في سورية"!

عمليات نوعيّة في ريف دمشق
إلى ذلك، نفّذت وحدات الجيش السوري أمس، سلسلة عمليّات ضد المجموعات الإرهابيّة المسلّحة في مزارع حرستا ودوما والشيفونية وعربين وحران العواميد في ريف دمشق ودمّرت خلالها عدداً من التجمّعات والأوكار بما فيها من أسلحة وذخيرة وإرهابيين.
كما واصلت وحدات الجيش السوري ملاحقة الإرهابيين في مدينة داريا وأوقعت العديد من القتلى والمصابين في صفوفهم وصادرت أسلحتهم وذخائرهم كانوا يستخدمونها في أعمالهم الإجرامية ضد الأهالي.

وفي ريف إدلب، اشتبكت وحدة من القوات السورية مع إرهابيين حاولوا الاعتداء على معسكر الشبيبة في بلدة النيرب. وذكر مصدر مسؤول لـ(سانا) أنه تم إيقاع الإرهابيين بين قتيل وجريح.

كما استهدفت وحدة أخرى تجمّعاً للإرهابيين في منطقة الصناعة في مدينة أريحا، ودمّرت عدداً من آلياتهم، وقضت على عدد منهم وأصابت آخرين.

وفي ريف حمص ألحقت وحدة من الجيش السوري خسائر فادحة في صفوف مجموعة مسلّحة كانت تعتدي على الأهالي والمواطنين في بلدة كفر لاها في منطقة الحولة في ريف حمص.  

السابق
الجمهورية: إستشهاد ضابط ورتيب بمكمن في عرسال وقطع طرق في البقاع
التالي
الحياة: استشهاد عسكريَّيْن في البقاع بعد مقتل مطلوب أثناء محاولة توقيفه