المستقبل: سمك لبن تمر هندي

سعد الحريري راجع»، هذا ما تؤكّده مصادر تيار المستقبل، تحضيراً للمعركة الانتخابية المقبلة. وما ينتظر الشيخ، المتلهّف للعودة، الكثير من التراكمات الإدارية والمالية وسوء التنظيم. تياره يعيش أزمة في هيكليته، فبات أقرب إلى ما تعبّر عنه المقولة الشعبية المصرية «سمك لبن تمر هندي». وجديد مآزقه ظهر في قصر العدل في بيروت: دعوى قضائية تطالبه بديون لم يسدّدها
لم تعُد أزمة رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري مقتصرة على الشق المالي. يواجه رئيس الحكومة السابق، الذي نفى نفسه بعد خروجه من السرايا الحكومية، مشاكل كبيرة في مؤسساته، نتيجة سوء الإدارة التي ينتهجها هو والمسؤولون عن متابعة الأمور التنفيذية. قبل فترة، ظهرت إلى العلن بوادر إرباك تنظيمي وسياسي وإداري في المستقبل أدّت إلى إقالة أو استقالة العديد من منسّقي التيار في المناطق عدة، منهم منسّق بيروت محمود الجمل والمنسّق الإعلامي أيمن جزيني ومنسّق البقاع الغربي محمد قدورة. ترافق ذلك مع إقالة مسؤولين محليين في أكثر من منطقة. لن يكتفي الزعيم المهاجر بهذه الأسماء. في جيبه لائحة «طويلة عريضة» لمسؤولين انتهت مدّة «صلاحيتهم»، وباتت هناك حاجة إلى استبدالهم.

من الواضح أن إعادة الهيكلة، كما يُسمّيها «كبار» التيار، لم تؤتِ ثمارها، بل تركت آثاراً سلبية أوقعته في ورطات متفاقمة، ورغم أن عدداً من الكوادر يرون أن ما يحصل «بداية إيجابية لإعادة التنظيم الذي افتقده التيار بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري»، والهدف منه «إجراء تغييرات جوهرية في مختلف مؤسساته». إنقسم المستقبليون حول هذا الإجراء. طرف يؤيّد «النفضة» بحجّة أنها «تساعد في شدشدة عصب المناصرين الذين أبدوا في الآونة الأخيرة نفوراً واضحاً من أسلوب الناشطين والمنسّقين»، وآخر معارض يطالب بـ «تأجيل الخطوة إلى ما بعد الإنتخابات النيابية، ومعرفة الوضع الذي سيستقر عليه التيار بعد عودة زعيمه».
يبدو أن المعارضين كانوا على حقّ. في بيروت، لم تمُر الإقالات مرور الكرام، ولا سيما مع منسّق بيروت محمود الجمل. الرجل لا يزال ممسكاً بإدارة شبكة من المجموعات الناشطة في أكثر من حي في العاصمة، وهو لا يزال يؤثر، بقوة، على أكثر من نصف الناشطين في الطريق الجديدة. لذلك، استدعاه الحريري الى السعودية من باب «الاحتواء»، وسلّمه موقع «مستشار الرئيس لشؤون الشباب البيروتي»، بعدما اعترض على حركة التيار التي «تنحصر في عناوين عامة يُقصد بها شدّ العصب والإستهلاك الإعلامي». وحمّل الجمل «المقربين من الرئيس» المسؤولية عن «هذا النوع من العمل الذي ينعكس تململاً في القواعد».
يؤكّد مسؤول بيروتي في التيار أن «تطيير الجمل حصل بسبب خلاف الأمين العام للتيار أحمد الحريري وشقيقه نادر» مدير مكتب الرئيس الحريري. الأول متمسك بالجمل، انطلاقاً من رغبته في «إعادة تموضع صقور التيار الذين حملوا السلاح في مواجهة حزب الله في 7 أيار إستعداداً لأي مواجه». والثاني يُصر على «حماية» بشير عيتاني الذي عُيّن خلفاً للجمل، بعدما عمل رئيساً للماكينة الإنتخابية للمستقبل في دائرة بيروت الثانية في الدورات الإنتخابية الماضية.
نزل عيتاني «بثقله» فور تسلّمه منصبه الجديد. هو اليوم في صدد «تحضير تشكيلة تنظيمية للإشراف على الإنتخابات المقبلة». وتضمّ اللائحة التي رشّحها عيتاني، وأُرسلت إلى الحريري، «أسماء بيروتية نخبوية، بعيدة عن الشارع ولا نشاط سياسياً لها»، ما «أثار حفيظة الجمل ومدير العلاقات العامة سامر الترك (المختار)، ومنسق الطريق الجديدة الأولى في التيار مروان زنهور، وبعض مسؤولي القطاعات في منطقة الطريق الجديدة، ودفعهم الى زيارة بيوت مؤيدين ومهاجمة عيتاني واتهامه بالتلاعب بأموال الإنتخابات عامي 2005 و 2009».

السابق
الكتيبة الكورية قدمت حفلا موسيقيا في صور
التالي
توقيف ضابط ورتيب