استعدادات لسقوط الاسد

لتفكك سوريا وجوه كثيرة. أحدها هو قناة ماء في ضواحي حلب، والتي عندما يهبط مستواها تنكشف فيها الجثث المقيدة. او المعركة التي تجري حول مطار دمشق. وفي حالة الهجوم أول أمس ليلا، حسب مصادر أجنبية، التخوف من أن يبدأ السلاح السوري بالتسرب الى حزب الله أو الى ما هو اسوأ من ذلك.
لقد اتخذت الاسرة الدولية حتى الان جانب الحذر الشديد من التدخل بشكل واضح في الحرب الاهلية السورية. اما المستشارون العسكريون، التمويل لتأهيل الثوار، توريد السلاح فنعم. ولكن الاعمال العسكرية المباشرة حتى في الخفاء فلا. وكما أسلفنا، حسب تقارير اجنبية، كانت اسرائيل هي التي حطمت المعادلة أمس. يمكن أن نفهم لماذا؛ فخلافا للامريكيين او الاوروبيين، فان لنا حدودا مع سوريا ولبنان. والاثار علينا فورية.
كل المؤشرات تدل على أن هذه ليست بداية تصعيد. فالدول والمنظمات المشاركة ستفضل الاحتواء والتجلد في هذه المرحلة. ولكن النقطة هنا مبدئية اكثر: كلما انهارت الدولة السورية داخل نفسها، فان الضرر المرافق الخارجي سيزداد. والترددات الدولية ستتسع. والمرة تلو الاخرى سيضطر اصحاب القرار في واشنطن، انقرة والقدس الى أن يحسموا في طريقة معالجة القنبلة الموقوتة الاقليمية.
والوضع متفجر بشكل خاص لان حزب الله يجد نفسه غارقا عميقا داخل الوضع السوري. وحسب بعض التقارير، يوجد حزب الله في تعاون مع قوات الحرس الثوري في النشاطات داخل سوريا بأمر من قاسم سليماني، قائد قوة القدس الايرانية. يوجد خلاف حاد حول أعداد المقاتلين، ولكنها تتراوح بين 1000 و 5000 الاف لبناني شيعي يوجدون في سوريا وينشغلون ظاهرا في القتال في منطقة مبنية.
جوهر الامر هو أن سقوط نظام الاسد يشكل تحديا وجوديا لحزب الله، ولهذا فانه يشجعه على العمل بشكل خطير لاطالة حياة الطاغية السوري. معقول الافتراض بان التقديرات الواعية للايرانيين واللبنانيين هي أن مصير الاسد حسم، ولكنهم يتطلعون الى تلطيف وتأجيل شدة الضربة كي يصلوا الى الوضع الجديد وهم على استعداد اكبر. قسم من هذه الاستعدادات هو نقل السلاح، التكنولوجيا وغيرها من الاملاك الى خارج سوريا العملي التي سيحاول الغرب منعها بكل ثمن.
السلاح الكيميائي هو العنصر الفضائحي في هذه القصة. ولكنه ليس حقا القلق المركزي. فالاسلحة محطمة التعادل، مثل مضادات الطائرات المتطورة، تشغل بال اسرائيل بقدر لا يقل. اضافة الى ذلك، فان السلاح الكيميائي السوري يوجد تحت متابعة استثنائية من اسرة الاستخبارات الامريكية. كل حركة له سيلاحظها الامريكيون ومن غير المستبعد ان في مثل هذه الحالة، فانهم هم و/او الناتو سيعملون واسرائيل يمكنها أن تشاهد من مدرج المشاهدين. محاولة مركزية وسرية الان في الغرب هي الوصول الى اتفاقات وثيقة مع قوات الثوار لاخراج السلاح الكيميائي بسرعة ما ان يسيطروا على مخازنها. يمكن الافتراض بانه توجد قوات امريكية للتدخل السريع كل غايتها ان تخرج بسرع وبامان السلاح الكيميائي من سوريا. اما المذبحة في سوريا، بالطبع، فتجري دون عراقيل والقتل مستمر ايضا حتى بدون استخدام الغاز.

السابق
تعيين الراعي عضوا في 3 دوائر فاتيكانية
التالي
فليتشر: ضرورة ايواء النازحين السوريين والإهتمام بهم