الاخبار: 14 آذار تجهض مبادرة الحريري

في موقف يزيد التباعد بين الرئيس سعد الحريري وحلفائه المسيحيين، أسقط هؤلاء مبادرته الانتخابية قبل أن يطلقها؛ لكونها تأتي متأخرة، وبعد حصر عمل لجنة الاتصال النيابية بدرس النظام الانتخابي المختلط، فضلاً عن أن قوى 8 آذار قاطبة ضد المبادرة

يطل الرئيس سعد الحريري مساء اليوم ليطلق مبادرة تلفزيونية تتعلق بقانون الانتخاب. وعشية هذه الإطلالة، أجرى الحريري اتصالاً برئيس مجلس النواب نبيه بري وتداول معه في الأوضاع العامة، بحسب بيان للمكتب الإعلامي للحريري أشار إلى أنه جرى التركيز خلال الاتصال «على ضرورة صون الوحدة الوطنية والحفاظ على قواعد العيش المشترك في إطار الإمكانات التي يتيحها دستور الطائف، في هذه المرحلة التي يواجه فيها لبنان مختلف التحديات المحلية والإقليمية».

لكن مصادر بري قللت من أهمية اتصال الحريري به، مشيرة إلى أنه من ضمن الاتصالات المعتادة بينهما. ويبدو أن لقاءات الحريري مع شخصيات مسيحية من 14 آذار في باريس لم تعالج الصدع الذي اعترى العلاقة بين الجانبين. فقد استبقت أوساط القوى المذكورة ما سيعلنه زعيم المعارضة بإسقاط مبادرته، مشيرة إلى أنها متأخرة، «فما تحقق أمس في مجلس النواب من تمديد لعمل اللجنة النيابية لمدة خمسة عشر يوماً لا يشمل مطلقاً البحث في أي مشروع قانون انتخاب جديد؛ لأن اللجنة كانت واضحة بتحديد عملها بمناقشة مشروع الجمع بين النظامين الأكثري والنسبي، ولا يمكنها تالياً أن تناقش أي مشروع آخر، وهذا أمر لا يقبل أي جدل. وعلى هذا الأساس، فإن اقتراح الحريري إذا تحول مشروعاً متكاملاً لن يكون على طاولة البحث بين أعضاء اللجنة، وسيترك إلى جلسة اللجان النيابية المشتركة أسوة بغيره من الاقتراحات المطروحة على بساط البحث، مع الأخذ في الاعتبار أن نواب المستقبل قد يمتنعون عن حضور اجتماع اللجان إذا شاركت الحكومة فيه، للبحث في مشروع قدمه الحريري نفسه». كذلك، أكدت مصادر قوى 8 آذار لـ«الأخبار» أنها مجتمعةً أعلنت رفضها مبادرة الحريري.
في المقابل، أمل الرئيس فؤاد السنيورة بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في بكركي «أننا أمام تحديات جمّة لا يمكن أن نفوز بها إلا من خلال الاعتراف برأي الآخر وبضرورة التوصل إلى قواسم مشتركة تؤكد العيش المشترك للبنانيين». وبدا لافتاً أمس قول عضو كتلة المستقبل النائب معين المرعبي إنه «قبل المناصفة يجب ان تكون هناك عدالة عددية»، لافتاً إلى انه من «المعيب» أن يشارك جزء من 14 آذار في جلسات تحضرها الحكومة.
على خط آخر، بعد محاولات رئيس الجمهورية ميشال سليمان إحياء قانون الستين المرفوض بالإجماع المسيحي، إضافة إلى الثنائي الشيعي، رأى رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية أن رئيس الجمهورية أصبح فريقاً في المعركة الانتخابية، لافتاً إلى أن الأخير «ربما وعد دولة ما أو جهة ما بأنه سيجري الانتخابات على قانون الستين»، مؤكداً أن «نفس الأسباب التي تجعل القانون الأرثوذكسي غير دستوري تجعل قانون الستين غير دستوري»، مشدداً على أن «قانون الستين بات غير موجود».
وأعلن فرنجية في حديث لـ«قناة المنار» تمسكه بالقانون الأرثوذكسي، مؤكداً انفتاحه على أي قانون انتخابي يحقق التمثيل الصحيح. ورأى أن «حزبي القوات والكتائب محرجان مسيحياً، ولا يمكنهما الوقوف ضد القانون الأرثوذكسي».
ورأى فرنجية أن «تيار المستقبل لن يطرح أي شيء يجعله يخسر ما لديه اليوم»، مشيراً إلى أنه لا يعتبر رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط «في 8 آذار ولا أضع حساباً على أنه حليف في المرحلة المقبلة».
وعلى الصعيد الانتخابي، أكد النائب ميشال المر بعد استقباله السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي، أنه «منفتح على الجميع في المتن الشمالي، ولا يوجد تموضع سياسي أو انتخابي جديد قبل صدور قانون الانتخاب».
ووسط السهام التي أطلقت على مشروع اللقاء الأرثوذكسي، أكد اللقاء في بيان له أنه يعمل على إحقاق المناصفة الموضوعية في لبنان للمحافظة على الوجود ولمعالجة الإجحاف والغبن بالعدل والحق، كذلك فإنه يعمل على معالجة الطائفية المتلاشية والفوضويّة بالطائفيّة المتوازنة والخلاّقة التي تقوم على تجانس جميع العائلات الروحيّة في سلوكيات ميثاقيّة تحدّد الحضور السياسيّ والواعي.
وأوضح أن الأسباب الموجبة لمشروعه الانتخابي خالية من الانغلاق الطائفي وأنها جاءت نتيجة تراكمات أدّت إلى انفجار الوضع اللبنانيّ بسبب العطب البنيويّ في النظام والخلل الكبير القاتل.

السابق
العميد حطيط لـ”الجمهوية”: العدوان من طبيعة السياسة الاسرائيلية
التالي
معاذ الخطيب ينقلب على المعارضة ويتجه الى الحوار مع الاسد