غارة على قافلة أسلحة من سوريا للبنان

لا تزال الأنباء عن غارة نفّذتها القوات الإسرائيلية على الحدود اللبنانيّة – السوريّة غير واضحة حتى الساعة، على الرغم من تأكيد أكثر من مصدر معنيّ حصولها في داخل الأراضي السوريّة.

في هذا السياق أفادت مصادر دبلوماسية غربية وأخرى أمنية إسرائيلية عن قيام القوات الإسرائيلية بمهاجمة هدفاً على الحدود السورية – اللبنانية أثناء الليل، في حين ذكرت صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و"جيروزاليم بوست" الإسرائيليتين أن الجيش الإسرائيلي قصف منطقة حدودية بين لبنان وسوريا، وقالتا إن الهدف يقع على الجانب السوري.

مصادر لبنانية مطلعة نفت في حديثٍ إلى موقع "NOW" أن يكون الطيران الحربي الإسرائيلي نفّذ في اليومين الماضيين أي غارة جوية على طول الحدود اللبنانيّة-السوريّة من جهة الحدود اللبنانية، مشيرةً إلى أنّ الأجهزة الأمنيّة لم تسجّل أي عمل عسكري أو إصابة أهداف أو إنفجار على طول الحدود من مزارع شبعا حتّى القاع. وأكّدت المصادر عينها أنّ الأجهزة الأمنيّة التابعة لقيادة الجيش ولوزارة الداخليّة لم تسجّل "أي عمل عسكري"، لكنها ذكرت أنّ هذه الأجهزة رصدت في اليومين الماضيين طلعات جوية كثيفة للطيران الحربي الإسرائيلي ليلاً وفجراً في منطقة البقاع وعلى الحدود الشرقية.

وأوضحت المصادر اللبنانية أنّ عدم تسجيل أي عمل عسكري إسرائيلي في الجانب اللبناني من الحدود مع سوريا "لا ينفي احتمال حصوله داخل الأراضي السورية، لأنّ القوى العسكرية اللبنانية لا تستطيع رصد العمليات العسكرية التي تحصل في سوريا"، مشيرة إلى كثافة العمليات العسكرية الجارية بين الجيشين السوري الحر والنظامي المستمرة من حمص إلى الزبداني إلى ريف دمشق.

من جهةٍ أخرى، أشارت وكالة الصحافة الفرنسيّة "فرانس برس" إلى أنّ إسرائيل شنّت غارةً في ساعات الليل على قافلة عبرت الحدود من سوريا إلى لبنان، وقالت مصادر أمنيّة للوكالة إنّ "الطيران الإسرائيلي دمر قافلة عبرت الحدود من سوريا إلى لبنان"، دون الإفصاح عن الموقع الدقيق للغارة أو عن محتوى القافلة.

مصدر ميداني لبناني قال من ناحيته لموقع "NOW"، إنّ "القافلة كانت محمّلة بالسلاح من سوريا إلى لبنان، وتعرّضت لضربة جويّة على الحدود في منطقة القصير في طريقها إلى الهرمل"، مشيراً إلى أنّ "الضربة لم تكن من جهة الحدود الشماليّة كما أشيع سابقًا"، وأفاد أن القافلة "كانت محمّلة بأسلحة نوعيّة منقولة إلى "حزب الله"، واستهدفتها إسرائيل".

وفي المجال نفسه، أكّدت مصادر عسكريّة إسرائيليّة لـ"رويترز" أنّ طائرات إسرائيلية قصفت قافلة "أسلحة إيرانية متجهة إلى لبنان" بالقرب من الحدود اللبنانية السورية فجر اليوم.

شاهد عيان من بلدة مشتى حمود الحدوديّة اللبنانيّة المواجهة لبلدة تلكلخ السوريّة أفاد "NOW" عن عدم حصول أي تحليق للطيران أو وقوع أي إنفجار في المنطقة، الأمر الذي أكّدته أيضاً "الوكالة الوطنيّة للإعلام" التي نفت حدوث أي غارة إسرائيليّة داخل الأراضي اللبنانية، ما يعزّز بالتالي حصولها داخل الأراضي السورية، إذا ما صحّت فعلاً فرضية حصول الغارة.

وفي حين رفضت متحدثة بإسم الجيش الاسرائيلي الادلاء بتعليق لوكالة "فرانس برس"، أكد مصدر أمني أن الطائرات الحربية الاسرائيلية ضربت قافلة يبدو أنّها تحمل أسلحة متجهة الى لبنان ولكنه قال ان ذلك حدث في الجانب السوري من الحدود. ونقلت وسائل الإعلام عن وزارة الخارجية الأميركية تأكيدها أن الطائرات الحربية الإسرائيلية نفّذت ضربة عسكرية داخل الأراضي السورية ضد هدف معين.

وكانت إسرائيل حذّرت مراراً على لسان قادتها العسكريين والسياسيين بأنها لن تسمح بحصول عمليات انتقال للأسلحة النوعية من سوريا التي تخوض مواجهات دامية وعنيفة منذ قرابة العامين إلى "حزب الله"، وأكّدت أنها ستتدخل لمنع ذلك.

السابق
هآرتس: حزب الله الأكثر إشكالية في معادلة الرد
التالي
نحن مع اي طرح يمكن ان يؤمن الشراكة