اسمح لنا‮ ‬يا فخامة الرئيس أوباما

أغرب تصريح سمعته في حياتي هو تصريح الرئيس الأميركي باراك أوباما والذي يقول فيه إنّه يدرس ماذا عليه أن يفعل بالنسبة للحرب الدائرة منذ سنتين في سوريا والتي حصدت لغاية اليوم أكثر من 300 ألف قتيل وجريح ومفقود ودمّرت البنية التحتية التي ستكلف المواطن السوري 100 مليار دولار أميركي.

والأنكى من ذلك، انه ربط ذلك بما يحصل في افريقيا حيث يقتل الآلاف.

قد يكون الربط في غير محله على رغم من أننا نقدّر سياسة أوباما القائمة على الأسس التالية:

أولاً: وعد منذ ولايته الأولى بعدم شن الحروب وصدق.

ثانياً: انسحب من العراق عسكرياً.

ثالثاً: انسحب من أفغانستان.

رابعاً: ركز اهتمامه على الاقتصاد الأميركي واهتم بإيجاد فرص عمل لحل الأزمة الاجتماعية ومشكلة البطالة.

وبناء على هذه الأسس نجح أوباما في الفوز بولاية ثانية.

وإذا كان أوباما قد حاول تبرير عدم دعمه الكافي للثوار في سوريا بسبب افريقيا، فلا بد من تذكيره بأنّه لم يأخذ مثل هذا الموقف في الحرب على معمّر القذافي حيث قدّمت الولايات المتحدة ومعها أوروبا مساعدات مباشرة الى الثوار الليبيين وتدخلت القوات الاميركية مباشرة بالطائرات والبوارج وأمطرت جيش القذافي بكل أنواع الاسلحة الأمر الذي أدّى الى انهياره.

أتفهّم أنّ أولويات الرئيس الاميركي الآن هي الاقتصاد الاميركي، وأتفهّم أيضاً أنّ الوضع الاقتصادي سيئ في أوروبا.

ولكن هل يمنع ذلك من إعطاء بعض الاسلحة التي يمكن أن تختصر هذا الاستنزاف اليومي للشعب، هذا أولاً.

ثانياً: لماذا لا تقوم أوروبا وأميركا بفرض حظر جوّي كما فعلت أميركا في العراق منذ عام 1990 ولغاية الغزو الأميركي عام 2003.

ثالثاً: لو أعطى الثوار السوريين بعض الصواريخ «ستينغر» Stinger لكان الأمر كافٍياً لمنع النظام السوري المجرم من ارتكاب جرائمه والإستمرار في مجازره.

أخيراً، يبدو أنّ إسرائيل وأميركا مسرورتان بالحرب الدائرة في سوريا اذ ليس المهم القضاء على النظام بل المهم هو تدمير الجيش السوري وتدمير الاقتصاد السوري بعدما تحققت امنيتهما الاولى بالقضاء على الجيش والدولة العراقية.

السابق
روسيا تنسحب من اتفاق التعاون الأمني مع الولايات المتحدة
التالي
شيريهان في الميدان بنفس مطالبها