الراعي: منطلق المصالحة قانون انتخابات على قياس الوطن

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي وفدا كبيرا من أهالي كفرسلوان في المتن الأعلى، ضم ابناء البلدة المسيحيين والدروز برئاسة الشيخ حسين المغربي ورئيس البلدية بسام حاطوم في زيارة للتهنئة بالكاردينالية وبالأعياد المجيدة، ومناشدته السعي لإتمام المصالحة التي لم تحصل حتى اليوم.

حاطوم
وألقى حاطوم بإسم الوفد كلمة قال فيها: "بجوار تلة حريصا العابقة بشذى الإيمان، وفي هذا الصرح الوطني الكبير، أرزة دهرية، بل دوحة ظليلة، جذورها في أرض لبنان وشعبه، وفروعها تستروح السماء.

جئنا نحن أبناء بلدة كفرسلوان، بلدة التعايش الوطني العريق، للقائكم يا صاحب الغبطة والنيافة، وقلبنا يخفق محبة وتقديرا لشخصكم الكريم،

جئنا لقول كلمة تهنئة وشكر ورجاء. التهنئة لنا قبل كل شيء على تبوئكم سدة الكاردينالية على يد قداسة الحبر الأعظم، كيف لا وأنتم البشارة التي تجلت على الرعاة يوم مولد الطفل يسوع، والراعي الصالح الذي يرعى رعيته لبنان، فإذ بي مع متى الرسول أردد ما ورد في إنجيله عندما قال عن يسوع: "كانت تأخذه الشفقة على الناس لأنهم كانوا تعبين رازحين كغنم، لا راعي لها".

والشكر كل الشكر للزيارة الرعوية التاريخية لبلدتنا كفرسلوان، هذه البلدة الوديعة، قد ابصرت عينيها خلاصها عندما حطت أقدامكم أرضها، فنالت بركتكم الأبوية.

أما الرجاء، فإننا يا صاحب الغطبة، ما زلنا على الوعد القاطع والأمل المنشود، ننتظر بشغف تحقيق المصالحة التي رسمتم قواعدها وأساساتها في نفوس الكبار والصغار، وكبلدة بريح العزيزة التي رعيتم بالأمس أواصر المصالحة بين أبنائها، تترقب بلدة كفرسلوان رعايتكم الكريمة لإنجاز هذه المصالحة وأنتم من اتخذ شعار "شركة ومحبة" وهو شعارنا، بل شعار أبائنا وأجدادنا الذين سبقونا في تجسيد الشراكة الأهلية والتقارب الروحي والعيش المشترك بروح المحبة الصادقة والحس المرهف والذات البريئة غير المصطنعة والعابقة بشذى تقاليدنا القروية الموروثة. فنحن يا صاحب الغبطة، أبناء جبل، لا يفوتهم الزمان ولا تسبقهم قافلة الحياة المتطورة. فالمحبة هي عندنا كل شيء ولا شيء لدينا إلا المحبة. المحبة لا تحتد ولا تظن السوء ولا تطلب ما لنفسها، لا تفرح بالظلم بل تفرح بالحق. كما جاء على لسان بولس الرسول، فيخيل الينا إننا مع شعاركم يا صاحب الغبطة، من برنامج المحبة هذا. فالرجاء كل الرجاء أن نغرف من المحبة والمصالحة لبلدتنا وبلدتكم الحبيبة كفرسلوان القوة لكتابة التاريخ يوم نعبر المستقبل في كل يوم وفي كل زمان. أمدكم الله بالعمر الطويل، ولسنين عديدة ياسيد".

المغربي
كما كانت كلمة للشيخ حسن المغربي شكر فيها البطريرك الراعي على "الزيارة الكريمة لبلدتكم كفرسلوان"، مقدما التهاني بمناسبة الأعياد المباركة، متمنيا "أن يعيد الله على وطننا لبنان بالإلفة والمحبة والعيش المشترك الكريم بين إخواننا في هذا الوطن".

وقال: "لا بد لي هنا أن ألفت نظر غبطتكم بأن يوجه اهتماما أكبر لبلدتكم كفرسلوان، وأتوسل الله تعالى عز وجل بأن يعم السلام جميع المناطق في وطننا كي ننعم بالسلام ولكي يتلقي الأخوة مع بعضهم البعض وتزول الحسرة من القلوب".

الراعي
ورد البطريرك مرحبا وشاكرا وقال: "ان النقطة الأساسية من زيارتكم اليوم لهذا الكرسي البطريركي هي المصالحة والتي هي عزيزة على قلب الجميع وهي واجب علينا نحن البشر. ربنا صالحنا ويصالحنا دائما، ونحن، مسيحيا، نؤمن بأن ربنا صالحنا بدم المسيح، وأعتقد ان إخواننا المسلمين كلهم يقدرون دور الرب يسوع الفادي. واذا كان ربنا اتخذ المبادرة وصالحنا بثمن كبير جدا إنما ليس بالفضة والمال بل بدم يسوع المسيح، لذلك نحن مجبورون أن نعيش المصالحة مهما كلف الأمر، وإلا لا أحد منا يعيش برجاء، فمن منا لا يخطىء، ولكن لدينا يقين اننا إذا تبنا وعدنا لربنا فانه سيغفر لنا".

وأضاف: "لبنان لا يستطيع استعادة دوره في هذا الشرق وسعادة حياته الداخلية من دون المصالحة، بدأت المصالحة في الجبل ونشكر الله على انها تتواصل ووصلنا الى كفرسلوان وجوار الحوز، وعندما زرناكم كنا حاملين في قلبنا موضوع المصالحة ونعمل على هذا الموضوع مع وزير العدل شكيب قرطباوي ومع غيره، ونحن نتابع معهم هذا الموضوع وانه يجب الوصول الى المصالحة في كفرسلوان وجوار الحوز. هذا الموضوع نحمله معنا منذ يوم زيارتنا لكم، ونحن ننتهز الفرص كي نخطو هذه الخطوة الى الأمام، والجميع متفقون على انه دون المصالحة لا حياة لجوار الحوز وكفرسلوان، وعندما زرناكم ورغم ما لمسنا من محبة والفة فقد شعرنا انه ناك جرحا في بلدتكم، لذلك يجب علينا أن ننطلق الى آلية المصالحة وما هي الصعوبات التي تعترضنا وكيفية معالجتها وإيجاد الحلول لها".

وقال: "نحن ملتزمون بالمصالحة ومتفقون عليها ونؤمن بها ويجب أن تتم، ونحن ملتزمون بالمصالحة على صعيد لبنان ككل، ولبنان لا يستطيع الإستمرار والإنطلاق الى الأمام إذا لم تكن هناك ثقة ومصالحة وطي صفحة الماضي فلن تكون لنا حياة سعيدة، والموضوع ليس محصورا بكفرسلوان وجوار الحوز إنما بالذهنية اللبنانية، ونحن لا نستطيع الاستمرار في ظل وجود فريقين يقسمان البلد الى قسمين، فهذا ليس لبنان، ولبنان بذلك يفقد دوره ومعنى وجوده، في حين ان العالم العربي يتخبط ويبحث عن هويته".

واضاف البطريرك الراعي: "في لبنان، المطلوب منا دور أساسي وهو إعطاء المثل الصالح وأن نكون نموذجا للعالم العربي الذي يتخبط بالعنف، ونحن مررنا بالعنف، وطوينا الصفحة وعدنا الى بعضنا البعض، وثقافة العيش المشترك في لبنان تخطت كل ما حصل من قتل وآلام وعنف وثقافة. العيش معا هو الذي ربح وهذا ما أنقذ لبنان. لذلك فإن المصالحة هي واجب وطني وإنساني واجتماعي وعربي، ولبنان منتظر منه أن يلعب دورا كبيرا، والجميع ينظر كيف اننا نعيش مع بعضنا لكي يستطيعوا هم أن يجدوا الحلول حيث ان العالم العربي يتخبط بالعنف والخراب والدمار، وهذا ما نراه في سوريا والعراق ومصر وليبيا وتونس وغيرهم، ولكن على لبنان أن يعطي النموذج".

وتابع: "نتمنى أن نخرج من الإنقسام الكبير الحاصل عندنا لان هذا ليس من شيمنا اللبنانية، في حين ان البحث اليوم في قانون الإنتخابات الذي هو منطلق للمصالحة وللقاء اللبنانيين بثقة مع بعضهم البعض، نحن لا نستطيع القبول بقانون انتخابي مفصل على قياس الأشخاص، بل نريد قانونا على قياس الوطن لبنان، لذلك نحن نطالب المسؤولين بأن لا يفصلوا قانونا على قياسهم وإلا ستبقى الخلافات والنزاعات قائمة وعندها تكون المصالحة "ضحك على الذقون".

استقبالات
واستقبل الراعي عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس اده ورئيس "حزب السلام اللبناني" روجيه إده، وتم عرض للتطورات والمستجدات محليا وإقليميا وموضوع الإنتخابات النيابية.

والتقى سفير الباراغوي حسين ضيا في حضور راعي ابرشية البرازيل المارونية المطران ادغار ماضي، وبحث معه في موضوع الزيارة المرتقبة للبطريرك الراعي الى اميركا اللاتينية.

كما استقبل وفدا من "التجمع الوطني للاصلاح الإقتصادي" برئاسة الدكتور ايلي يشوعي، ثم التقى رئيس "الحركة الإجتماعية اللبنانية" المهندس جون مفرج.
  

السابق
ثانوية الامجاد في برج الشمالي احيت ذكرى المولد النبوي
التالي
خالد الضاهر: التفجير في حي السلم نتيجة تصفيات داخلية في كوادر حزب الله