نصرالله لكوادره: تغيّرنا وأولويتنا بناء الدولة

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن الحزب تغيّر وأولوياته تغيّرت، مؤكداً أننا نؤمن بأن هذا الوطن هو وطننا «وأولويتنا هي المحافظة على الدولة في لبنان وبناؤها».
فقد علمت «الأخبار» أن نصرالله تحدّث أول من أمس في لقاء خاص بعيداً عن الإعلام مع حزبيين ومناصرين، لافتاً إلى «أن حزب الله تغيّر، وأولوياته تغيّرت بناءً على تغيير التكليف». وقال: «في فترة من الفترات كنا نرى أن لبنان هو صنيعة الاستعمار، وأنه جزء من الأمة. كان ذلك في مرحلة بداياتنا، وكانت البلاد تعيش حرباً أهلية، وكان كل طرف ينادي بوطن على قياسه». أضاف: «الآن الظروف تغيّرت. نحن نؤمن بأن هذا الوطن هو وطننا، وهذا العلَم الذي فيه الأرزة هو علمنا الذي علينا أن نحافظ عليه أيضاً. وفي هذه المرحلة، أولويتنا هي المحافظة على الدولة في لبنان وبناؤها». وإذ لفت إلى «أن الوضع صعب، وما لدينا هو شبه دولة»، شدد على أن «علينا المحافظة عليها لأن ما هو موجود أفضل من غياب الدولة بالكامل. وعلينا التأسيس على ما هو موجود لبناء دولة قوية». وقال نصر الله للكوادر الحزبيين: «ما أحدثكم به ليس خطاباً، بل هو ما نحن مقتنعون به، وعلينا العمل على تطبيقه».

لنعطِ فرصة للمسيحيين

من جهة أخرى، لفت السيد نصرالله في كلمة له أمس، لمناسبة عيد المولد النبوي وأسبوع الوحدة الإسلامية في مجمع سيد الشهداء، إلى أن «كل القوى السياسية في لبنان وكل الطوائف اللبنانية تنظر إلى قانون الانتخاب بحساسية نتيجة الظروف التي مرّ بها البلد والمخاوف في البلد والانقسامات الحادة، وساعد على ذلك ما يجري في المنطقة».
ورأى أن «من الطبيعي أن تكون هواجس المسيحيين كبيرة، خصوصاً بسبب ما يجري في المنطقة. فعندما يرى المسيحيون ما جرى لمسيحيي العراق وما يجري للمسيحيين في سوريا ونيجيريا، فمن حقهم أن يخافوا»، معتبراً أن «التطورات في المنطقة أضافت تعقيداً على النقاش اللبناني والنظرة اللبنانية الى قانون الانتخاب، والنظرة إليه مصيرية، وربما بالنسبة إلى البعض الجدال القائم هو إعادة تأسيس لبنان».
وأشار إلى أن القول إن حزب الله فرض الاقتراح الأرثوذكسي على المسيحيين فيه إهانة لكل المسيحيين. وقال: «هذا افتراء وكذب وغير صحيح ومبالغة أيضاً، ولو أن حزب الله يستطيع أن يملي على كل المسيحيين فسلِّمونا البلد». وأوضح أن «موقفنا سابقاً من الاقتراح كان التحفّظ بالحدّ الأدنى، لكنّ حلفاءنا تحدثوا معنا وعبّروا لنا عن هواجسهم»، مشدداً على أن «المبدأ الأساسي الذي نتطلع إليه في أي قانون انتخابات هو النسبية بمعزل عن حجمنا»، لافتاً إلى أن «الفريق الآخر يرفع شعار لا نسبية مع السلاح، وهذا أمر غير صحيح، فالمقاومة موجودة منذ قبل 1992 وقد أجرينا عدة انتخابات، فأين تم استخدام السلاح لفرض خيارات انتخابية؟». ورأى أن «كل القوى بات لديها سلاح، فبواسطة الكلاشنيكوف يمكن فرض ما يريدون». ورأى أن «الأخطر من ذلك سلاح المال»، كاشفاً أنه «سمع من مسؤول أساسي داعم للفريق الآخر أنه دفع 3 مليارات دولار في الانتخابات عام 2009، فقلت له ممازحاً: أعطونا 3 مليارات دولار وخذوا الانتخابات».
وأكد «أننا سنصوّت على ما وافقنا عليه، وإذا اجتمع غداً مجلس النواب وطُرحت القوانين للانتخابات، وإذا طُرح قانون الحكومة نصوّت عليه، وإذا طُرح الاقتراح الأرثوذكسي نصوّت عليه». ولفت إلى أن «المسيحيين يرون أن الاقتراح الأرثوذكسي يمكن أن يؤدي إلى ما يسمّونه المناصفة الحقيقية وصحة التمثيل، فلنعطهم كمسلمين هذه الفرصة ونذهب الى مجلس نيابي وانتخابات». ودعا إلى أن تكون «مناقشة قانون الانتخاب على أساس أن يكون منصفاً وعادلاً، وأن يزيلوا من رأسهم انتظار ما يجري في سوريا، خصوصاً من كان ينتظر أن تسقط دمشق، وينتظر تغييراً دراماتيكياً، ومن كان ينتظر تحوّلاً يستقوي به على بقية اللبنانيين»، مشيراً إلى أن «المعطيات الميدانية والسياسية والدولية تؤكد أن الأمور وصلت الى مكان لم تتحقق فيه أحلام كثيرين كانوا يبنون أحلاماً على أمور معينة».
ورأى أن «انشغالنا بالقانون الانتخابي يجب ألا يجعل الحكومة تتغافل عن الأمور الحياتية، لا عن ملف الأساتذة والسجون والنازحين والوضع الأمني»، موضحاً أن «الموقوفين الإسلاميين بعضهم بات لهم 4 أو 5 سنوات موقوفين من دون محاكمة، ومن غير المنصف إبقاؤهم من دون محاكمة بمعزل عن موقفنا من هؤلاء الموقوفين سلباً أو إيجاباً».
ورأى من ناحية أخرى أن «طبيعة الصراعات القائمة الآن تتجاوز العنوان الطائفي أو المذهبي، وهناك دول عربية يمكن أن يكون البلد كله من مذهب واحد ومع ذلك هناك اضطرابات»، ودعا إلى «تجنّب التعبئة المذهبية والدينية، لأن هناك البعض الذين يستطيعون إخراج المارد من القمقم ولا يستطيعون إعادته إليه، ويجب أن نكون حذرين»، معتبراً أنه «يجب حصر المشكلة في حدودها، وأي مشكلة في بلد معين نحصرها هناك ولا نربط الأمور بعضها ببعض». وشدد على أن «الحل الوحيد هو الحوار وسعة الصدر، أفضل من المسارعة الى الصدام. وحتى حيث هناك صدام يجب العودة الى الحوار والحل، وهذا ما ندعو اليه في كل الساحات من سوريا الى اليمن وتونس وليبيا ومصر والعراق ولبنان حتى لا يذهب أحدنا الى الصدام».
من جهة أخرى، شدد نصرالله على أنه «ما يجب ألا نُخدَع به في الانتخابات الإسرائيلية هو الوسط واليمين في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين والحقوق العربية، وبالأطماع الاسرائيلية والتهديد الاسرائيلي لشعوب المنطقة»، مؤكداً أن «اليمين واليسار يشبه أحدهما الآخر». ورأى أن «ضمانة غزة قوة المقاومة، وضمانة الحقوق الفلسطينية هي المصالحة الوطنية وتماسك الشعب الفلسطيني وتمسكه بالمقاومة»، مؤكداً كذلك أن «ضمانة لبنان، أياً يكن الحاكم في إسرائيل، هي معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وقوتنا الوطنية هي التي تحمي لبنان».

السابق
هكذا تحوّل قانون الانتخابات قانون إعدام
التالي
من يلحّ على لبنان في قضية اللاجئين