أسامة سعد: ندعو إلى تشكيل حركة شعبية ضاغطة تفرض معادلة التغيير

تحول "اللقاء السياسي الذي دعا إليه التنظيم الشعبي الناصري و"اللقاء الوطني الديموقراطي"، في مناسبة الذكرى 28 لمحاولة اغتيال النائب السابق الراحل مصطفى معروف سعد واستشهاد ناتاشا مصطفى سعد والمهندس محمد طالب، إلى مهرجان حاشد في قاعة مركز معروف سعد الثقافي.

وتقدم الحضور النائب عبد المجيد صالح ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، ممثلو القوى الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وفود شعبية من أحياء صيدا والجوار، وعائلة الراحل.

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت إجلالا لأرواح الشهداء وكلمة للإعلامية لينا مياسي تحدثت فيها عن دور الراحل، وقالت: "28 عاما على محاولة اغتيال رمز المقاومة الوطنية اللبنانية الراحل مصطفى معروف سعد. 28 عاما على الجريمة النكراء التي حاول العدو الإسرائيلي عبر عملائه التخلص من المقاوم مصطفى معروف سعد الذى أفنى عمره في النضال لإقامة نظام عربي تقدمي ودولة تكون بديلة للنظام الطائفي المذهبي".

سعد
ثم ألقى سعد كلمة جاء فيها: "28 عاما على الجريمة التي استهدفت رمز المقاومة الوطنية اللبنانية المناضل الراحل مصطفى معروف سعد، وأدت إلى استشهاد ابنته ناتاشا وجاره المهندس محمد طالب، وإصابة أفراد عائلته وأصدقائه إصابات بالغة. هذه العملية المركبة، بل هذه الجريمة النكراء التي أقدمت عليها المخابرات الإسرائيلية، بالتعاون مع المخابرات اللبنانية و"القوات اللبنانية"، وبعض عملاء المدينة، أراد منها مرتكبوها النيل من مصطفى معروف سعد ومن خيار المقاومة الذي أدى إلى تحرير كل الأراضي اللبنانية، ما عدا مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وضيعة الغجر، وبعض المناطق الأخرى التي ظهرت اخيرا في خراج بلدة عديسة. هذه المقاومة الوطنية والإسلامية التي حققت هذه الانجازات، وتصدت ببسالة للعدوان الصهيوني على لبنان عام 2006 وانتصرت عليه. هذه المقاومة التي كان مصطفى معروف سعد أحد أبرز رموزها ما زالت مستهدفة من هذه الدوائر نفسها التي نفذت جريمة تفجير منزل مصطفى سعد. في تلك المرحلة أرادوا من إبعاد مصطفى سعد أن ينفذوا مشروعهم الكبير، مشروع الفرز السكاني تمهيدا لتفتيت لبنان وإنشاء كانتونات. وكان مصطفى سعد متنبها لهذه المؤامرة، وكان يعمل ليل نهار في ظل الاحتلال، في الوقت نفسه، كان يقود عمليات المقاومة في المدينة والجنوب ويشرف عليها مع إخوته ورفاقه في المقاومة الإسلامية والقوى الوطنية. كان مصطفى سعد يعمل لإسقاط مشروع الفتنة التي خطط لها العدو الصهيوني بإحكام، وكان لا بد من إبعاده عن الساحة لتنفيذ هذا المشروع، ولتقسيم البلد إلى كانتونات. وكان من نتائج هذه العملية تهجير أهلنا وإخوتنا من أبناء مدينة صيدا وأبناء قرى شرق صيدا".

اضاف: "نحن كقوى ديموقراطية وطنية تقدمية مقاومة في مدينة صيدا سنستمر في حماية هذه المدينة بأشفار عيوننا. تيارنا الوطني هو تيار ديموقراطي محاور، ولا يمكن أن يوصف لا من قريب ولا من بعيد بأنه طائفي ومذهبي. هذا التنظيم وهذا التيار الوطني في المدينة محصن إلى أقصى الحدود".

وتابع: "نحن مؤمنون ونحترم الأديان، ونؤمن بها ونقدسها ونضعها في مكانها السامي، تيارنا حواري، نتحاور ونتناقش في ما بيننا ونتخذ قراراتنا في ضوء ذلك".

وأكد موقف التنظيم الشعبي الناصري "الداعي إلى قانون انتخاب يعتمد لبنان دائرة انتخابية واحدة خارج القيد الطائفي ومع النسبية". ودعا إلى "إجراء انتخابات نيابية تعبر عن الشعب اللبناني بكل فئاته"، وقال: "نحن لا نوافق على كل الطروحات التي نسمعها من قوى 8 و14 آذار، وهم لم يشاورونا. وحذرنا سابقا من قانون الستين ولم يسمعنا أحد، ومضوا فيه وكانت له نتائج كارثية".

وتحدث عن المقاومة التي تتعرض لمحاولات للنيل منها من قوى محلية وإقليمية ودولية قائلا: "إن حماية المقاومة والدفاع عنها أمر محسوم. هذا خيار استراتيجي وطني وقومي بالنسبة الينا، وليس مسألة عابرة أو ظرفية أو متعلقة بظرف أو حالة معينة. هذا خيار استراتيجي اخترناه ومارسناه منذ عامي 1936 و1948 حيث قاد مؤسس هذا التيار الشهيد معروف سعد شبانا لبنانيين لمواجهة الصهاينة على أرض فلسطين. ونحن لن نقبل بأي حال من الأحوال أن يأتي خانع ومنهزم ومنكسر ليطعن المقاومة في الظهر".

ورأى أن "هناك قوى سياسية تدفع البلاد نحو الهاوية عبر ممارساتها وخطاباتها. وهي تهدد السلم الأهلي. وللأسف هذه القوى تمتلك من الإمكانات والقدرات من وسائل إعلام ومواقع سياسية ونفوذ في الدولة وأموال ودعم خارجي من دول مرتبطة بمشروع يستهدف وحدة لبنان واستقراره ووحدة الكثير من الأقطار العربية واستقرارها من سوريا، إلى العراق، ومصر، والمغرب العربي. والمشروع الأميركي – الإسرائيلي تتورط فيه أنظمة رجعية". وشدد على اننا "سنواجه هذا المشروع مصرون على التصدي له وقادرون على إسقاطه في لبنان وغيره".

ولفت الى ان "حجم الاستهداف ضد سوريا تجاوز النظام وباتت كدولة مستهدفة بوحدتها وجيشها وقدراتها، كما أن عروبتها مستهدفة وقيادة المقاومة فيها مستهدفة".
ولاحظ أن "وضع لبنان الاقتصادي والاجتماعي يسير من سيئ إلى أسوأ"، وانتقد بشدة اداء الحكومة ودعاها إلى "الالتفات الى مطالب مواطنيها".

ودعا إلى "تشكيل حركة شعبية ضاغطة تفرض معادلة التغيير وتكون عابرة للمذاهب والطوائف والمناطق، وتفرض إرادتها وتتحدى القهر والظلم".

واعتبر أن "أحوال مدينة صيدا ليست مريحة، وهناك هواجس عديدة حول أمنها واستقرارها وتردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية".

وتساءل عن دور نائبي المدينة في معالجة الأوضاع المتردية، وانتقدهما بشدة مثلما انتقد مفتي صيدا ودوره.

واعتبر أن "جو التوتير الفتنوي الحاصل يهدد مصالح المواطنين، ويجعل من صيدا مدينة منغلقة ومعزولة عن محيطها".

وسأل الحكومة عن "هذا الغياب في معالجة أزمات المدينة، أين حق أبناء مدينة صيدا في الوظيفة العامة؟".

وتوقف عند الحادث الأمني الأخير قائلا: "نتحمل المسؤولية كاملة وإخواننا في حزب الله. ونحن أناس مسؤولون ونتحمل المسؤولية، وقلنا للقضاء تحمل المسؤولية أيضاً، وسلمنا من اشتبه في ضلوعهم في هذه الحادثة". وتساءل عن "الانتقائية في عمل القضاء والأجهزة الأمنية، حيث يتجول مطلوبون بحرية وعلى مرأى من هذه الأجهزة من دون توقيفهم وهذا عيب شائن".

وقال: "إن مدينة صيدا تحتضن مخيم عين الحلوة وليس العكس. والسلطة اللبنانية تغطي العصبيات والتطرف وتقلب الأدوار. وإن كانت حريصة على دور الفلسطينيين وتسعى الى حل مشاكلهم، فعليها أولا عدم إذلال أبناء المخيمات على مداخل المخيم وتوفير الخدمات اليهم".

وختم: "سنستمر ونقوم بدورنا كما كنا دائما بعد غياب القائد الوطني الكبير مصطفى سعد. وسنستمر في هذا النهج في حماية هذه الخيارات التي ناضل الراحل في حمايتها ودرء الفتن ولجمها".

اتصالات
وكان سعد تلقى اتصالات عدة في المناسبة، أبرزها من الرئيسين نبيه بري وسليم الحص ومفتي صيدا الشيخ سليم سوسان.
  

السابق
مصالحة بين مخاتير حاصبيا ومؤسسة مياه الجنوب
التالي
علي فياض: هناك توجه الى إبقاء لجنة قانون الانتخابات قائمة على أن تعقد اجتماعاتها عند الحاجة