قمة الرياض وطاقات الامة

اشت الرياض، أمس، يوماً بارزاً باستضافتها قمة التنمية الاقتصادية، ورافق وصول ضيوف المملكة الى مقر القمة ازدحام سير غير مسبوق في المملكة، وقد امتدت أرتال السيارات وصفوفها كيلومترات طويلة، عسى أن يكون ذلك فأل خير على المملكة وعلى الأمة جمعاء في إطار تنمية مستدامة، واقتصادات راسخة تعود بالخير على الشعوب العربية في أقطارها كافة.

وتأتي القمة في الرياض، على الرغم من انشغالات المملكة العديدة، لتؤكّد على المبادرات التي دأبت عليها، ولا بدّ من التذكير بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان ولياً للعهد فتقدم في قمة بيروت العربية بمشروع السلام الذي عرفت مبادرته باسمه وتضمنت معادلة الارض مقابل السلام. ولكن، وكالعادة، إسرائيل لا تريد السلام…

نحن كبيرو الثقة بأنّ القمة التي تعقد برئاسة خادم الحرمين الشريفين ممثلاً بولي العهد سيتوصل القادة فيها الى قرارات مهمة، وسيتوافقون على جدول الأعمال، ولكن المطلوب أن تكون العبرة في التنفيذ. وهنا يصبح الأمر رهن الدوائر المختصة في جامعة الدول العربية وقدرتها على المتابعة.

في لقاء لي مع وزير الخارجية المصري الأسبق إسماعيل فهمي، في عهد السادات في أواسط السبعينات، قال لي إنّ الوحدة العربية ليست بين مصر وسوريا إنما هي ما يفترض أن تكون بين مصر والسودان وليبيا. وأضاف: إنّ هذه الوحدة تنطلق من تعاون بين: المال الليبي والأرض السودانية واليد العاملة المصرية… فنحن لا نحسن الإستفادة من أراضي السودان الشاسعة، ولا نجيد استثمار الأموال الليبية الطائلة، وفي المقابل لا تجد اليد العاملة المصرية الكثيرة مجالاً للعمل.

إنني أستعيد أقوال إسماعيل فهمي للدلالة على الطاقات الكثيرة التي تختزنها هذه الأمة. فإذا أحسنّا المواءمة بينها، والإستفادة منها بمنهجية علمية، أمكننا التأمل بالمستقبل الزاهر.

السابق
عن أي دولة نبحث؟
التالي
عزاء مشترك لوحيد سيف والهجرسي