الاسد مطمئن ومستمر بالقضاء على “الارهابيين” مهما كلف الامر

بدأ المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي زيارة إلى نيويورك، يجري خلالها مجموعة من اللقاءات حول سوريا.
ويلتقي الإبراهيمي اليوم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، على أن يعقد مؤتمراً صحافياً بعد ذلك. كما سيلتقي خلال اليومين المقبلين مندوبي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، قبل اجتماع على مستوى وزراء خارجية هذه الدول أو نوابهم، في 26 أو 27 أو 28 كانون الثاني الحالي، ويسبق جلسة مغلقة لمجلس الأمن في 29 الحالي، سيقدم خلالها الإبراهيمي ملخصاً حول زيارته إلى دمشق واللقاءات التي أجراها مع المعارضة السورية.

واذا كانت الاشارات الاولى لجولة الابرهيمي الاخيرة في المنطقة قد أظهرت تصلبا متواصلا في موقف الرئيس السوري من حيث رفضه اي تسوية، فان الخطاب الاخير لبشار الاسد عزز المؤشرات في هذا المجال. وهو ما اعتبرته مصادر ديبلوماسية متابعة "رسالة الى العالم" مفادها ان جهود الوساطة العربية الدولية لا تبدو ذات اهمية من وجهة نظر النظام.

تجدر الاشارة، الى انه بعد أقل من شهرين تكمل الأزمة السورية عامها الثاني. الرئيس الأميركي باراك أوباما طالب للمرة الأولى برحيل نظيره السوري بشار الأسد في 18 آب عام 2011. مر على ذاك الموقف عام و6 أشهر. سبقه إلى ذلك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في 28 أيار 2011. لم يرحل الرئيس السوري، وبينهما تحدث الأتراك وقادة عرب مرات عديدة عن قرب الرحيل. وها هو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يؤكد أن رحيل بشار الأسد مستحيل، ويتبعه مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي بالقول إن الأسد خط أحمر، ثم يخرج وزير الخارجية السوري وليد المعلم لينفي كل ما قيل سابقاً (بما في ذلك ما قاله نائب الرئيس فاروق الشرع)، ويؤكد أن من يريد رحيل الأسد يتسبب في استمرار الحرب السورية.

يستنتج المرء مما تقدم، أن محور روسيا إيران سوريا قد صمد ولعله يتجه إلى تحقيق انجازات أمنية وسياسية تدفع إلى التساؤل فعلياً عن أسباب ومآل ما حصل، أسباب قد تنعكس قريباً على مستقبل الوضع اللبناني وما يجري الإعداد له من قوانين انتخابية وغيرها. فمن موسكو وطهران إلى سوريا ولبنان، ثمة قناعة بأن ما يجري في سوريا الآن هو تجليات حرب كونية باردة، وأن دمشق باتت ساحة انتصار أو هزيمة واحد من المشروعين، ما لم تحصل تسوية كبيرة.

الذين زاروا الأسد في الأيام الأخيرة فوجئوا بحجم الاطمئنان عنده. يتحدث الرئيس من قصره (الذي لم يغادره خلافاً لما قيل) عن الوضع الحالي من منطلق أن المعادلة انقلبت. يقول إن الدولة ستستمر بترسيخ أقدامها حتى ولو طالت الحرب. يشرح أن المعركة ما عادت بين سلطة ومعارضة وإنما بين الدولة و "إرهابيين" وان القتال سيستمر حتى القضاء عليهم مهما كلف الأمر.

السابق
تبادل صيغ وفيتوات وتناقضات انتخابية وبري يسلك
التالي
شهيب: النقاش في مشاريع القوانين المطروحة لا يعني الموافقة المسبقة على أي منها