أين العدالة الدولية؟

إذا كان 65 ألف قتيل من ضحايا النظام لا يستحقون أن يتخذ مجلس الأمن الدولي قراراً قد يسهم في وقف المجزرة ضد الشعب السوري، فما الذي يستحق الإحالة على المحكمة الجنائية الدولية؟

وإذا كانت هذه المحكمة ليست لمثل هذه المذابح المستمرة من دون توقف منذ سنتين، فلأي جرائم هي وُجدت؟

يومياً، منذ سنتين، ومن دون انقطاع، تُسال دماء الشعب السوري، والأكثرية الساحقة من الضحايا هم من الأبرياء… ولا يزال هذا العالم يتفرّج.

ولا تزال هذه العدالة الدولية المزعومة مكتوفة اليدين، عاجزةً ليس فقط عن إنصاف السوريين وإحقاق حقوقهم، بل عن منحهم أملاً، مجرّد أمل؟

هذا كي لا نتحدّث عن مئات آلاف المصابين، وعشرات آلاف المعوقين، ونحو مليون سوري مهجّرين في الخارج بين لبنان والاردن وتركيا، ونحو ثلاثة ملايين سوري مهجرين في الداخل… ولا يفوتنا أن نذكر مئات ألوف المعتقلين!..

معقول ألا يرف جفن لهذه المزعومة عدالةً دولية، أي للقيمين عليها؟!.

معقول ألاّ يجد حكّام الكرملين ما يستثير إنسانيتهم في هذه المجزرة بالغة الخطورة والتي تكاد تكون غير مسبوقة، في هذا العصر، بين نظام سفاح وشعب يُراق دمه، وتهدم مدنه وقراه وبيوته على الرؤوس، أمّا حرياته فمكبوتة، وأمّا حقوقه فمسلوبة؟!.

65 ألف ضحية بريئة ويعجز مجلس الامن بـ»فضل» الڤيتو الروسي، عن وقف هذه المجزرة!

وهل ورث هذا النظام في جمهورية روسيا الاتحادية «فضائل» الاتحاد السوڤياتي السابق في عدم الإكتراث بإنسانية الناس، وبكرامات الناس، وبحقوق الناس، وبحريات الناس وبمستقبل الناس؟!.

عيب! هذه اللاعدالة الدولية!

عيب! هذا الضمير العالمي المغيّب!

عيب فقدان معايير الأخلاق والقيم على مستوى سكان هذه المعمورة المغلوبين على أمرهم كما هي حال الشعب السوري في معاناته الطويلة!

أما لهذا الليل السوري من آخر؟

بلى، إنّ لهذا الليل نهاية، وهي قريبة مهما طالت، وستنتصر إرادة هذا الشعب الصابر الصامد المناضل الذي يقدّم أغلى التضحيات في سبيل حقه في الحياة الحرّة الكريمة.

السابق
الهوة تتسع بين أوباما ونتانياهو
التالي
طورسركيسيان: الفريق الآخر يريد الهيمنة على البلد