فرنسا تكمل حربها ضد الارهاب والجزائر الخاسر الاكبر

راى خبير عسكري ان فرنسا استعجلت التدخل العسكري في مالي بعدما استصدرت قرارا دوليا في مجلس الأمن منتصف الشهر الماضي بتقديم الدعم اللازم لحكومة مالي في منع تقدم القوات إلى عاصمة البلاد، ودعم قوة عسكرية من منظمة غرب إفريقيا "الإيكواس" وتدريبها لحفظ الأمن والإستقرار في البلد الإفريقي. وفاجئ التدخل العسكري المراقبين وأثار ضجة كبيرة خصوصا في الجزائر والدول التي ما فتئت تؤكد على ضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة.
ومن المستغرب أن هولاند حسم أموره بسرعة رغم معرفته أن الولايات المتحدة لا تبدو متحمسة كثيراً لفكرة التدخل، بعدما جربت ذلك كثيراً في أفغانستان والصومال والعراق وليبيا، وقد درست بالفعل خيارات بديلة، ومنها تدريب وتسليح الجيش المالي ليتمكن من قتال المسلحين بنفسه.
وربما لم يرغب الفرنسيون الانتظار أشهرا عدة حتى يتم الانتهاء من أمر التسليح والتدريب نظرا لأن وجود القاعدة يهدد مصالحها ومصالح دول لطالما ربطتها بها علاقات متميزة، وإن غابت عنها الندية في معظم الأحيان جراء سنوات الاستعمار الفرنسي لأجزاء واسعة من القادرة السمراء.
وأثار موقف الجزائر السماح للفرنسيين باستخدام أجوائها موجة من الانتقادات من قبل المعارضة التي اعتبرتها ضربة للجهود الدبلوماسية الجزائرية لحل الأزمة سلميا، وحذرت من التورط في حرب صعبة تعرض أمن البلاد إلى الخطر، وتعيد إلى الذاكرة مشاهد العشرية الدموية في تسعينات القرن الماضي وهو آخر ما يصب في مصلحة الجزائر وأهلها.
وتتخوف أوساط جزائرية من تورط بلادهم في الحرب لأن نيران الحرب يمكن أن تطال كل شعوب المنطقة. ويمكن أن يتسبب دعم الجزائر للحرب، ولو في شكل غير مباشر، مثل فتح المجال الجوي إلى استعداء طوارق جنوب الجزائر المتصلين بعلاقات قربى ونسب مع طوارق شمالي مالي الذين يروا أن إصرار الرؤساء الأفارقة على التدخل واستعمال القوة والترهيب مدفوعين من فرنسا يعتبر خياراً غير موفق ويعبر عن قصر نظر فضلاً عن كونه يمثل انحيازاً واضحاً لفئة من الشعب المالي ضد فئة أخرى طالما عانت من الظلم والتهميش والحرمان، وسيؤدي هذا التدخل إلى تفاقم الأوضاع وإضاعة فرصة تاريخية للإبقاء على مالي كدولة موحدة. كما لن تستطيع الجزائر ضبط الحدود الطويلة مع مالي مما يعرض منشآتها النفطية في الجنوب إلى الخطر وهي أهم مصادر الدخل في الجزائر. وسوف تدفع الجزائر فاتورة إنسانية واقتصادية باستقبال اللاجئين . وسوف تضطر إلى تخصيص موازات ضخمة للدفاع والأمن خصوصا في ظل التوقعات بأن يطول أمد الحرب.

السابق
من يُهدّد بري ولماذا؟
التالي
صقر يستأنف المفاوضات لاخراج المخطوفين..ومجلس الأمن فشل بإدانة الارهاب