الحياة: ماذا دار في اجتماع بكركي؟

وتعتبر المصادر أن الاجتماع أدى إلى تظهير أكثر من نقطة تلاق بين الراعي والجميل الذي أبدى مرونة في الانفتاح على الآخرين وفي الوقوف الى جانب رئيس الجمهورية. وتقول إن غياب رئيس حزب «القوات» اللبنانية سمير جعجع عن الاجتماع لم يكن لسبب أمني فقط، انما لاعتبارات سياسية دفعت في اتجاه تراجع التأييد للمشروع الأرثوذكسي على قاعدة استعداده ليعيد النظر في تموضعه السياسي لأن لا مصلحة له في تعريض قوى 14 آذار إلى مزيد من التصدع وفي تهديد علاقته برئيس تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي وإن فضل عدم الدخول على خط التصادم مع حليفيه رئيسي الكتائب و «القوات»، فإنه في المقابل لا يخفي أمام زواره التعبير عن عتبه لموقفهما الذي استغله عون.

وترى مصادر نيابية في 14 آذار أن حلفاء رئيسي «الكتائب» و «القوات» لا يعترضون على حقهما في تحسين شروطهما في أي قانون انتخاب جديد في حال تعذر عليهما تسويق القانون القائم على اعتماد الدوائر الصغرى في الانتخابات، لكنهم يأخذون عليهما أن عون نجح في جرِّهما ولو لفترة من الزمن إلى ملعبه الانتخابي.

موقف «الطاشناق»

أما في شأن موقف حزب «الطاشناق» من «الأرثوذكسي»، فكشفت مصادر نيابية وحزبية على تواصل مع قيادته، أن الحزب لا ينظر الى المشروع على أنه خياره الأمثل وان كان يفضله في غياب الخيارات الأخرى على قانون 1960. ويعزو السبب الى انه يمثل أكثر من ثمانين في المئة من الناخبين الأرمن في كل لبنان، ومع ذلك تمثَّل بمقعدين نيابيين، الأول في المتن الشمالي والثاني في دائرة بيروت الثانية بعد التوافق الذي أنتجه مؤتمر الحوار الوطني في الدوحة، بينما تتمثل الأحزاب والقوى البرلمانية الأخرى بـ 4 مقاعد في البرلمان.

وتقول المصادر النيابية إن «الطاشناق» ما زال منسجماً مع موقفه في مجلس الوزراء الداعم للمشروع الذي أحالته الحكومة على البرلمان والقائم على اعتماد النظام النسبي، وإن المصلحة الآنية للحزب وإنْ كانت تقتضي التأييد الموقت «للأرثوذكسي» لأنه يعيد له حقه في تصحيح التمثيل الأرمني، فإنه يتخوف من أن يؤدي هذا المشروع إلى إقامة متاريس بين الطوائف وصولاً إلى عزل بعضها عن الآخر، ولهذا ليس له أي اعتراض على التوافق على قانون بديل.

السابق
الأسد والإبراهيمي والمنطقة المحظورة
التالي
مجلس الأمن يجتمع من أجل مالي..واصرار فرنسي بطرد المتمردين