المستقبل: لقاء بكركي يدعو إلى قانون يؤمّن عدالة لكل الطوائف

كما بدأ الأسبوع السياسي والانتخابي انتهى، وبقي "مشروع الفرزلي" محور النقاش علناً وسراً من دون أن يتبيّن الخط الأبيض من الأسود أو البرّ الذي سترسو عليه سفينة لجنة التواصل النيابية، علماً أن حجم الاعتراضات المسيحية بوجه "المشروع الفضيحة" ظلّت على وتيرتها.

إلا أن البارز كان اللقاء المفاجئ الذي عقد مساء في بكركي وضم إلى البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الرئيس أمين الجميل والنائبين ميشال عون وسليمان فرنجية، فيما تغيّب لأسباب وصفت بالأمنية رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

ووفقاً للبيان الذي صدر عن "اللقاء التشاوري" في بكركي، فإن المجتمعين أكّدوا على ضرورة التوصل إلى قانون انتخاب "يؤمن أفضل تمثيل وعدالة وسلامة لكل الطوائف اللبنانية" مشيراً إلى أنه "أبقى جلساته مفتوحة بالتشاور والتواصل مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي اعتذر عن الحضور لأسباب ذات طابع أمني".

ولفت البيان إلى أن اللقاء عُقد في بكركي تلبية لدعوة البطريرك بشارة الراعي، موضحاً أن اللقاء "بحث الأوضاع العامة في لبنان وتطرق إلى الأحداث الجارية في سوريا والمنطقة، وتداعياتها ومخاطرها على لبنان، وتشاور المشاركون في موضوع قانون الانتخابات النيابية".

ومساء أصدرت الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية" بياناً أشارت فيه إلى أن "مقدمة إحدى المحطات التلفزيونية اللبنانية ذكرت أن أحد مستشاري رئيس القوات قام بتسريب خبر اللقاء في بكركي إلى وسائل الإعلام القريبة منه حتى تتوافر له الحجة للتفلت من التزامه بقانون الانتخاب الأرثوذكسي(…)".

أضاف البيان "وذكر مراسل المحطة نفسها من بكركي أن أحد أعضاء الدائرة الإعلامية في القوات اللبنانية كان أكّد في اتصال معنا أن جعجع لن يحضر وردّ ذلك إلى أمور ترتبط بالعلاقة مع البطريرك الراعي في المرحلة السابقة. أمام هذه الاختلاقات الهزلية لمبتدئين، يهمّ الدائرة الإعلامية في القوات اللبنانية التأكيد للرأي العام أن هذا الكلام هو محض كذب ويليق تماماً بصاحبه".

مظلوم
وأوضح النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم، أن "ما يهم بكركي هو أن يتوصل النواب الى تحمّل مسؤولياتهم وإقرار قانون انتخاب يحترم إرادة الشعب ويعطي كل الفئات حقها، وأن يحفظ وحدة لبنان والعيش المشترك"، لافتاً إلى أن "الأطراف المارونية الأربعة، التي اجتمعت في بكركي، اتفقت على أن المشروع الأرثوذكسي هو الأقرب لتأمين التمثيل الصحيح للمسيحيين".

وأكد في حديث إلى "المؤسسة اللبنانية للإرسال" أمس، أن "البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي يتكلم عن مبادئ أساسية في قانون الانتخاب، من أجل الحفاظ على وحدة لبنان والعيش المشترك فيه"، مشيراً إلى أن "الراعي أراد جمع الموارنة في بكركي لأخذ رأيهم وحثهم على توحيد كلمتهم حول قانون انتخابي يحفظ التمثيل المسيحي".

"لجنة التواصل"
وكانت لجنة التواصل الفرعية النيابية المكلفة درس قانون الانتخابات انعقدت في المجلس النيابي لليوم الخامس على التوالي برئاسة النائب روبير غانم وحضور النواب سامي الجميل، أكرم شهيب، علي فياض، علي بزي، أغوب بقرادونيان، جورج عدوان، سيرج طورسركيسيان وأحمد فتفت، وتغيّب النائب آلان عون الذي كان قد علق مشاركته في اللجنة إلى حين إقفال المحضر.

وقبيل انعقاد الجلسة، أكّد ممثل "حزب الله" النائب علي فياض أنه "على تشاور مع عون"، و"لن نأخذ مواقف بمعزل عن التيار الوطني الحر، وفي اللجنة لم نصل إلى النقاش الصعب في ما يتعلق بالأفكار المشتركة وسنسعى لأن نقنع الفريق الآخر بالنسبية بوصفها أكثر عدالة".

وبعد انتهاء الجلسة، أكّد النائب غانم أن "النقاش ختم على أن يتلى المحضر النهائي في الجلسة التي ستعقد الاثنين بعد الظهر، والتي ستخصص بعد تلاوة المحضر للبحث في قوانين انتخاب أخرى وإمكان التوصل إلى توافق على قانون آخر. ونحاول إيجاد ثغرة في الجدار، وسنكمل البحث في الأفكار حتى إمكان التوصل إلى نقاط تلاقٍ وتوافق".

وعلمت "المستقبل" من مصادر نيابية أنه تم خلال الجلسة طرح زيادة ستة نواب موزعين على الشكل التالي: 2 سريان، 1 كاثوليك، 1 سني، 1 شيعي، 1 درزي، ولقي الاقتراح قبول جميع الفرقاء باستثناء ممثلي "حزب الله" وحركة "أمل".

وأضافت المصادر أنه أثناء النقاش حول مشاركة المغتربين، طرح مشروع مشاركة المغتربين في انتخاب جميع النواب عوضاً عن المشروع المقدم من الحكومة والذي يقضي بأن ينتخب المغتربون 6 نواب فقط، فنال الاقتراح الجديد موافقة أكثرية أعضاء اللجنة باستثناء ممثلي "حزب الله" و"حركة أمل".

عدوان
وأثناء اجتماع اللجنة، غادر النائب عدوان القاعة متوجهاً إلى عين التينة لوضع رئيس مجلس النواب نبيه بري في أجواء اجتماع اللجنة. وقال بعد اللقاء "أولاًً، ثمّنا موقف الرئيس بري لتأييده قانون اللقاء الأرثوذكسي انطلاقاً من تأييده للإجماع والاتفاق المسيحي، وأن دولته أيد هذا المشروع انطلاقاً من تأييده لرفع الغبن الذي لحق بالمسيحيين، كما أن موقف رئيس المجلس كان ولا يزال أنه طالما القوى المسيحية مجمعة على قانون اللقاء الأرثوذكسي فهو يؤيده".

بري
ونقلت "المؤسسة اللبنانية للإرسال" مساء عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري أنه أبلغ زواره أنه لا يستطيع الذهاب إلى الهيئة العامة بمادة وحيدة من قانون الانتخابات، قائلاً ماذا أقول لهم "صوتوا عليها ثم نعود بباقي المواد"؟.
وطالب بري بمسودة كاملة لمشروع قانون الانتخابات، مشيراً إلى أنه لذلك على اللجان المشتركة مواصلة البحث في باقي مواد القانون .
وأضاف "عندما تنتهي اللجان المشتركة من صيغة القانون أذهب إلى الهيئة العامة والذي ينجح ينجح والذي يسقط يسقط".

  

السابق
الأنوار: تجاهل المشروع الارثوذكسي في لقاء بكركي والاجتماع النيابي
التالي
اللواء: بري يستبق محضر الإثنين بالمطالبة بمشروع قانون