اللجنة النيابية الفرعية تختم محضر جلساتها الإثنين والخلافات متواصلة

بين بيان اعتمد "الغموض البناء" صدر عن بكركي عقب رعايتها مساء امس لقاء لأقطاب موارنة ومحضر "ختم على زغل" لجلسات اللجنة النيابية الفرعية لقانون الانتخاب في اليوم الرابع من اجتماعاتها، لم تبلور حصيلة اسبوع تحريك ملف قانون الانتخاب الاتجاهات النهائية لشق مسلك توافقي أمام أي مشروع محتمل، على رغم ما سجلته هذه التحركات من تثبيت لـ"التفاهم الرباعي" الماروني على مشروع "اللقاء الأرثوذكسي".

غير ان ما استوقف المراقبين في هذا السياق هو اضطلاع بكركي بدور ناشط في متابعة ملف قانون الانتخاب من خلال محطتين متعاقبتين كانت الاولى مساء الاحد الماضي حين التأمت لجنة بكركي التي تضم ممثلين لـ"التيار الوطني الحر" وتيار "المردة" وحزبي الكتائب و"القوات اللبنانية" فجأة وأسفر اجتماعها عن التوافق على مشروع "اللقاء الأرثوذكسي"، ثم كانت الثانية مساء امس حين عقد فجأة لقاء ضم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والرئيس امين الجميل والعماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجيه وتغيب عنه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لظروف وصفت بأنها أمنية.

وأحيط لقاء بكركي بكتمان شديد إذ منعت تغطيته إعلامياً، ولم يفصح المجتمعون عما دار فيه، واكتفي بإصدار بكركي بيانا مقتضباً بعد اللقاء لفتت فيه الاشارة الى قانون انتخاب يؤمن أفضل تمثيل وعدالة "لكل الطوائف".

ولاحظت مصادر معنية أن هذا اللقاء عكس في اطاره الشكلي رعاية بكركي لأي تفاهم يتوصل اليه الاقطاب الاربعة على قانون الانتخاب، لكن الاشارة في البيان الى ضرورة تحقيق "افضل التمثيل لكل الطوائف" شكل انعكاسا لأخذ ردود الفعل الرافضة لـ"المشروع الأرثوذكسي" في الاعتبار، وخصوصاً في ضوء اللغط الذي أثير حول موقف بكركي تحديداً من هذا المشروع.

وتوقعت ان تتبين المعطيات الحقيقية للمناقشات التي حصلت وتوجه بكركي في الأيام القريبة.

وجاء في البيان الذي صدر عن المجتمعين:
"عند الساعة الخامسة من مساء اليوم الجمعة 11كانون الثاني 2013 جرى لقاء تشاوري بدعوة من غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، شارك فيه فخامة الرئيس امين الجميل، ودولة الرئيس النائب ميشال عون، ومعالي النائب سليمان فرنجيه، تناول البحث الاوضاع العامة في لبنان والاحداث في سوريا والمنطقة وتداعياتها ومخاطرها على لبنان، كما جرى التطرق الى موضوع قانون الانتخاب، وكان توافق وتأكيد على ضرورة التوصل الى قانون انتخاب يؤمن افضل تمثيل وعدالة وسلامة لكل الطوائف اللبنانية.
وأبقى اللقاء جلساته مفتوحة بالتشاور والتواصل مع الدكتور سمير جعجع الذي اعتذر عن الحضور لأسباب ذات طابع امني".

اما اجتماعات اللجنة النيابية الفرعية فأنهت في يومها الرابع امس مناقشة مشاريع القوانين الانتخابية المحالة عليها بما فيها مسألة زيادة عدد اعضاء مجلس النواب.
واعلن رئيس اللجنة روبير غانم ان النقاش ختم في هذه المسائل على ان يتلى المحضر النهائي في جلسة تعقد بعد ظهر الاثنين المقبل "التي ستخصص بعد ختم المحضر لبدء تداول امكان ايجاد نقاط تلاق على مشروع انتخابي محدد". ويتوقع ان يرفع محضر الجلسات وخلاصتها الى اللجان النيابية المشتركة لتقرير الخطوة التالية، علما ان مشاورات ستجرى مع رئيس مجلس النواب نبيه بري قبيل المرحلة التالية.

وفيما غاب ممثل "التيار الوطني الحر" النائب الان عون عن جلسة اللجنة امس، اتسم اليوم الرابع لاجتماعات اللجنة بحركة كثيفة خارج اطار الجلسة، اذ زار عضو اللجنة وممثل "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان الرئيس نبيه بري في عين التينة. وعلمت "النهار" ان عدوان شرح لبري ان النواب كانوا يعتزمون ختم المحضر اول من امس الا ان النائب الان عون اراد استعجال الامر، كما شدد عدوان على ان لا تراجع لدى فريقه في تأييد مشروع اللقاء الارثوذكسي.

واثارت مقاطعة النائب آلان عون جلسات اللجنة في اليومين الاخيرين سجالات ساخنة بين فريقي 8 آذار و14 آذار.
وقد اتهمته مصادر 14 آذار بانه يعتمد تضييع الوقت بعد شعور تكتله بان لا حظوظ لمشروع "اللقاء الارثوذكسي" وسط موجة التصريحات الرافضة له فعمد الى الانسحاب، لكنها اشارت الى ان اللجنة النيابية لم تبدل شيئاً في طريقة عملها بحيث اكمل النواب أمس البحث في مناقشة عدد النواب ثم قرروا ختم المحضر.

اما في موضوع زيادة عدد النواب، فاتفقت غالبية النواب داخل اللجنة على رفع العدد بزيادة ستة نواب، واحد للسنة وواحد للشيعة وواحد للدروز واثنين للسريان وواحد للكاثوليك.

وأعلن النائب ألان عون من جانبه انه سيطلع على ما جرى في الاجتماع على أن يتخذ لاحقاً قراراً في شأن مشاركته في جلسة الاثنين.

واكد النائب سامي الجميل لـ"النهار" ان حزب الكتائب ثابت على موقفه مع حزب "القوات اللبنانية" في التمسك برفض العودة الى قانون الستين أياً تكن الاعتبارات وفي تأييد "المشروع الارثوذكسي" الى ان يقدم الآخرون بدائل حقيقية منه تلبي كل الأسباب الموجبة التي تؤمن صحّة التمثيل المسيحي والمناصفة. وردّ على المعترضين على المشروع الارثوذكسي متسائلاً: "23 عاماً من تهميش المسيحيين واستتباعهم، لماذا لم تقم القيامة كما يفعلون اليوم؟ وأين كانت الشخصيات المستقلة عندما كان يصادر التمثيل المسيحي؟"؟ وأضاف: "نحن سنصوت على المشروع الارثوذكسي ما لم تتوافر البدائل".
وقال النائب علي فياض لـ"السفير": أمامنا تحد أخير وهو تبيان امكانية ان تكون هناك قواسم مشتركة وتفاهم على نظام انتخابي. وفي مطلق الاحوال نحن لن نألو جهدا في سبيل ان تكون النسبية هي الخيار.

وأكد النائب علي بزي لـ"السفير": اننا جئنا بكل مسؤولية في سبيل انتاج قانون انتخابي يعكس تطلعات اللبنانيين وطموحاتهم في الاستقرار والتعايش والوحدة الوطنية، الاجواء ايجابية، لكن تبقى العبرة في ترجمة هذه الايجابية من أقوال الى أفعال.

بدوره قال النائب احمد فتفت لـ"السفير": استطاعت اللجنة ان تحقق اختراقات في الذهنية لدى كل أطرافها، وبدا جليا ان الكل منفتح والعقول منفتحة.

أما النائب الان عون فقال لـ"السفير"، ردا على سؤال عما اذا كان سيشارك في الاجتماع المقبل لـ"لجنة التواصل": هناك مشاورات حول امكان العودة الى المشاركة، او عدمها، وهذا كله مرتبط بمضمون المحضر الذي سيتم ختمه الاثنين.
ولاحظت ان مؤشرات ثلاثة اسفر عنها هذا المسار امس:
اولاها: موقف الرئيس نبيه بري الذي ابلغه لنائب "القوات" جورج عدوان الذي زاره امس لاطلاعه على اجواء جلسات اللجنة الفرعية النيابية المكلفة البحث في قانون الانتخاب، بان ما انجزته اللجنة لغاية الآن، ليس سوى مادة وحيدة من قانون الانتخاب، وطالبه بمسودة كاملة للمشروع، وهذا الموقف يعني ان مشروع القانون غير مكتمل من الناحية التقنية، وانه على اللجان النيابية المشتركة مواصلة البحث في باقي مواد القانون، وفي ذلك اشارة واضحة الى وقت اضافي يمكن ان تأخذه اللجان، والى انه في امكان طرح اكثر من مشروع، ليس بالضرورة ان يكون المشروع الارثوذكسي، علماً انه "عندما تنتهي اللجان من صيغة القانون يمكن دعوة الهيئة العامة، وعندها "ينجح من ينجح ويسقط من يسقط"، على حد تعبير رئيس المجلس.   

السابق
تدشين مشروع تشجير في الرمادية
التالي
حمل لبناني كاذب ولادة ايرانية صامتة