كلنا مسلمون لله

كلنا مسلمون لله ولا إله الا الله، والرب خالق الكون كله والبشر والحجر والكون ونحن نعبده ونطلب رحمته وبركته. عندما نسمع ان هنالك مسلمين يفجّرون انفسهم بالمؤمنين في كربلاء، نطرح السؤال هل هذا هو الاسلام، ام انها اعمال تكفيرية وقتل؟ ما قتل الخلفاء مسلما او مشركا او اي انسان. الاسلام جاء من اجل الانسان، ثم أين العروبة يا أهل العروبة؟ ثم أين انتم الذين صنعتم منذ 1400 سنة الفتوحات العربية؟ ووصل طارق بن زياد الى جبل اسبانيا، ووصل خالد بن الوليد الى اليرموك، ووصلتم الى قلب فرنسا بالفتح الاسلامي العربي. وانطلقت العروبة الى المنطقة كلها، الى افريقيا الى آسيا الى اميركا الى كل العالم. ألا تخجلون انتم الذين تضعون حزاما ناسفاً، وتأتون بين الشيعة لتقتلوهم لانهم جاؤوا يزورون مقدساً في أربعين الحسين؟
وما هو هذا العالم العربي الذي أشعلت فيه النار، هذا مسلم شيعي وهذا مسلم سنّي؟ فأين وانا الماروني العربي، يكون مكاني اذا كنت اريد ان اكون في بلادي؟ نشأت انا وأجدادي وأجداد أجدادي في هذه الارض، وولدت مع الصخر والسنديانة والاشجار، ولي تاريخ في المنطقة كانسان وكمواطن، فعندما تقولون انها ارض فقط للسنّة، لا تريدونها للشيعة، فماذا تقولون لاخ لكم عربي، كان يتكلم اللغة العربية قبل الاديان كلها، وكانت له مواقف في كل مراحل التاريخ، وفي الدفاع عن ارضنا وبلادنا؟ هل من المعقول عندما يستشهد الجندي والضابط العلوي، والجندي والضابط السني في حرب 1973 وهم يقتحمون جبل الشيخ ويدمّرون معاقل الاسرائيليين، عندما يحتلون قمة جبل حرمون، وعندما تباد كتيبة كاملة من الجيش السوري اثر نزولها في جبل حرمون، فكيف يمكن ان تفسّروا اليوم هذا الاقتتال الدموي بين بعضكم البعض، هل ساحات الحرب هي نفتناز، وهل ساحات السلاح انت ايتها المعارضة هي بتفجير السيارات بين الناس؟ تخوضون معركة تعطونها صورة الاسلام، والاسلام هو دين المحبة، ودين التسامح ودين التضحية ودين الإخاء، هو دين نصرة المظلوم ضد الظالم. وماذا تفعلون تفجّرون قنابل بين زوار كربلاء، هل يعقل ان يموت السنّي والمسيحي والشيعي والعلوي والدرزي في القتال سنة 1973 واليوم تتقاتلون لتقتلوا بعضكم البعض فيما عدونا هو اسرائيل، ونحن كلنا نؤمن بأن الله واحد، فعلى ماذا نتقاتل، وما هي هذه الحرب، أليست مخزية في حقنا، أليست مخزية في حق الأجيال الآتية من بعدنا؟
نحن المسيحيين مَن صنع الجزء الاكبر من اللغة العربية، ونحن المسيحيين اخوة مع السني والدرزي والشيعي وغيرهم، نحن عرب، نحن نؤمن بالعروبة اساساً لوجودنا، فعلى اي اساس تعاملون بعضكم هذه المعاملة، ولماذا تقبلون الوقوع في الفخ الصهيوني الذي يريد ضرب العروبة من خلال ضرب الشيعة بالسنّة والسنّة بالشيعة، واثارة الغرائز وجعل الخليج يقف في حرب ضد ايران، وايران تقف في حرب ضد الخليج؟
بالله عليكم خافوا ربكم، بالله عليكم خافوا ربكم، وتذكروا انكم مسلمون، وتذكروا اننا مسيحيون، وتذكروا اننا كلنا عرب، من عالم عربي له دور في العالم، ولقد أنعم الله علينا بثروة لا حدود لها من النفط والغاز، وهي التي تعطي الثروة تلو الثروة للبلدان العربية وتجعلها في مصاف العالم، وتجعل الطاقة التي هي اساس في الدول العربية وفي العالم وفي كل انحاء الكرة الارضية اساسا لتحرك السيارة، لإنارة الكهرباء، لتشغيل الموانىء، لتشغيل البواخر، كله متعلق بالطاقة. الا تعلمون ان الله سبحانه وتعالى، انعم علينا بأن ثلثي كمية النفط موجودة تحت ارضنا، ونعيش نحن على محيط من النفط يكفي مئة سنة، وأمواله تستطيع ان تعمّر العالم كله!
خافوا ربكم يا جماعة الاخوان المسلمين، ولا تفرقوا بين شيعي وسني، ولا تفرقوا بين مسلم ومسيحي، فالعروبة عروبتنا، ورايتنا ونحن رأس حربتها، ونحن واجهنا كل الحملات والغزوات، وبقينا نحافظ على العروبة. واعلموا دائما ان الاسرائيلي اليوم يجلس فرحاً جدا على طاولة في حرمون او على نهر الاردن او قبالة سيناء وينظر ويرى كيف ان الدم العربي يسيل، كيف ان اليمن تم تدميره، كيف ان مصر عادت مئة سنة الى الوراء، كيف ان سوريا تحترق، كيف ان المظاهرات تحصل، كيف ان الخليج يعيش حالة خوف من ايران، كيف ان ايران دخلت عبر النفوذ الشيعي في العالم العربي. ولذلك، نقول نحن عرب، قضيتنا فلسطين، قضيتنا ارادة الحياة المشتركة في عالم عربي رائع، في عالم اعطاه الله كل الاديان السماوية.
نناشدكم باسم الشهامة، باسم العروبة، نناشدكم باسم الاسلام وباسم المسيحية، ان لا تقتلوا ابرياء. اذا كنتم تريدون القتال فاذهبوا الى فلسطين لتحريرها. ان الاسرائيلي اليوم هو في قمّة الفرح، لانه دمّر محيطه، ويجلس هو على اكبر ثروة اخذها منا، ويحتل ارضنا ويطرد شعبنا من بيوته ومنازله ومن بساتينه ويفعل ما يريد ولا يرد على احد.
اخيرا اقول لكم خافوا ربكم لا اله الا الله، واقول تعالوا نعيش سنّة وشيعة ومسيحيين في اطار العروبة التي تعطينا حضارة عريقة هي الحضارة العربية.
واننا لنقول لكم، ان يوم الجهاد آت اكثر من الان، وان الصواريخ ستضرب تل ابيب وستضرب القدس، حيث اماكن الوزارة الاسرائيلية، وستضرب في كل فلسطين المحتلة، ولو امتلكت اسرائيل ألف طائرة، ولو امتلكت اسرائيل مئة بارجة حربية، ولو امتلكت اسرائيل دعم العالم كله، فان نبض دمائنا في شراييننا، ستبقى تنبض، وحتى وهي تنبض فاننا سنقاتل قتالا لاستعادة فلسطين ولتوحيد العالم العربي في اطار حضاري ديموقراطي تعددي.
ان اسرائيل لمسرورة اليوم، وان العربي في حزن، ان العالم يتمزق، ان العالم العربي يعود الى الوراء، واسرائيل تتقدم الى الامام، اسرائيل تتقدم لاننا نحن نفعل وندمّر بلادنا بأيدينا، كما يريد الاسرائيليون.
نداء اخيـر نقـول، خـافوا ربكـم وأوقفـوا المجازر.

السابق
الهجرة المعاكسة الى فلسطين
التالي
مناع: الاسد ارتكز على نقاط قوة