سلاح‮ ‬غبّ‮ ‬الطلب

إننا نحترم قضيّة أمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصرالله. وكنّا نحترم سلاحه عندما كان سلاح القضية. ولكن القضية لم تعد موجودة، والسلاح تحوّل الى وجهة مختلفة كلياً ومناقضة قطعياً للمهمة التي يُفترض أنّ السلاح جيء به من أجلها… والتي إكراماً لها كانت الحكومات المتعاقبة تدخل في بياناتها الوزارية إقراراً بالدور المقاوم، الذي تحوّل الى كل شيء ولكنه لم يعد مقاوماً للعدوان الإسرائيلي… خصوصاً وأنّ الجنوب اللبناني هو أكثر المناطق اللبنانية أمناً وازدهاراً بشهادة قوات الطوارئ الدولية والناطقين باسم الأمم المتحدة. ونحن لا يزعجنا هذا الوضع، ولكننا لا نقبل أن تستمر المتاجرة باسم السلاح لتحقيق غايات وأهداف بعيدة عن المقاومة بُعْد الارض عن السماء، ومع ذلك يبقى هذا السلاح مصلتاً فوق رؤوس اللبنانيين.

وكان لافتاً كلام أمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصرالله في خطابه الأخير في أربعين الإمام الحسين في بعلبك أنّه يبحث عن وظيفة جديدة لسلاحه، فوجدها في الدفاع عن غاز لبنان ونفطه. ونود أن نصارح سماحته بأنّ أكثرية الشعب اللبناني يخشون أن يؤدي هذا الكلام الى اضطرابات وإشكالات تنتهي بعرقلة التنقيب عن هذه الثروة التي مَنّ بها الله على لبنان.

نود أن نصارح سماحته والدولة أيضاً بأنّ اللبنانيين لا يمكنهم أن يوافقوا على هذه المهمّة الجديدة التي يطرح «حزب الله» نفسه للتصدّي لها.

ويبدو أنّ «الحزب» الذي نقل سلاحه الى الداخل فحقق به «إنجاز» 7 أيار «المجيد» (؟!.) ثمّ تمدّد به من بيروت الى طرابلس وإلى الحدود اللبنانية من شرقها البقاعي الى شمالها العكّاري… يبدو أنّ «الحزب» راح يبحث عن تمدّد جديد لهذا السلاح.

ونقولها بالفم المليان: إنّ هذا لا يمكن أن يكون إلاّ هيمنة مرفوضة جملة وتفصيلاً… أفلا يكفي اللبنانيين أنّ كوادر «حزب الله» فوق القانون يستعصون على مذكرات الجلب أمام المحققين والقضاة سيان أكانوا متهمين بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أم بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب أم بالتجسّس لإسرائيل؟

وألا يكفي اللبنانيين ما يحصل في المرفأ من حاويات تدخل وتخرج من دون أن تمر على الجمارك بما يذكرنا بالحوض الخامس الشهير مع فارقين: الأول أنّ الدولة كانت غائبة في الحرب، والثاني أنّ مخالفات الحوض الخامس كانت تسهم في خفض الأسعار… بينما صناعة التزوير من الدواء المزوّر الى العملة المزوّرة مروراً بالسيكار المزوّر والكحول المزوّرة «تنزل» الى الأسواق بالأسعار المرتفعة.

فعلاً إنّ هذه حال لا تُطاق… ونصارح سماحة السيّد حسن نصرالله بأنّ استمرار هذا الوضع من شأنه، في النهاية، أن يسيء كثيراً الى الحزب، وأن ينزع آخر معالم المقاومة عن وجهه.

وأخيراً: هل هناك مَنْ يستغرب، بعد، لماذا قوى 14 آذار لن تشارك في الحوار؟!.

السابق
الآمال في تحقيق تقدم في سوريا تبددت
التالي
قلق الخارجية الأميركية على باسم يوسف