البناء: ظهور مكثّف ومسلّح لما يُسمّى بـ”الجيش الحرّ” شمالاً ومعلومات

رغم الدعوات لتهدئة الخطاب السياسي من جانب قوى الأكثرية، إلا أن الدّخول الجدّي في جوجلة الطروحات المختلفة حول قانون الانتخابات اعتباراً من يوم الثلاثاء المقبل، مع بدء اللجنة النيابية الفرعيّة اجتماعاتها، سيفتح الأبواب أمام سجالات من نوع مختلف تتعلق بالنظرة إلى قانون الانتخابات وسعي البعض لكي يتناسب هذا القانون مع حساباته ورؤيته السياسيّة، وهذا هو حال فريق "14 آذار" الذي سيدفع للإبقاء على قانون الستين ولو مع إدخال تعديلات طفيفة لا تغيّر في جوهره شيئاً، مقابل سعي قوى الأكثرية للوصول إلى قانون أكثر عدالة وتمثيلاً لكل المكوّنات اللبنانية.

ووفق المعطيات المتداولة حول قانون الانتخابات، أشارت مصادر نيابية مطّلعة إلى أن كل ما يحكى عن ترجيحات للأخذ بهذه الصّيغة أو تلك، هي مجرّد تكهنات لأن لا أحد من القوى السياسيّة المختلفة لديه "حلول سحرية" لهذه المشكلة، وإن كان هناك مقترحات وصيغ وأفكار يمكن أن تأخذ منها اللجنة النيابية الفرعية خلال اجتماعاتها المرتقبة.

وتضيف المصادر، إن الحديث عن صيغ جاهزة أو شبه جاهزة، هو نوع من "التذاكي"، خصوصاً أن أي صيغة مقترحة تواجه باعتراضات واسعة من هذا الفريق أو ذاك.

لكن الأكيد أن صيغة القانون الجديد ستراعي كل الهواجس والطروحات، بحيث لا يشعر هذا الفريق أن القانون يستهدفه ولا يشعر فريق آخر أنه سيتيح له الحصول على الأكثرية النيابيّة، بحيث يكتنف الغموض النتائج التي ستتمخض عنها الانتخابات انطلاقاً من الصيغة التي قد يتمّ التوافق حولها.

إلا ان المصادر تعتقد أن مثل هذه الصيغة لا بد أن تمزج بين الأكثريّة والنسبيّة، إذا كانت هناك نوايا سليمة لدى فريق المعارضة، للوصول إلى قانون مغاير لقانون الستّين ويفتح الطريق أمام إجراء الانتخابات في موعدها.

قضيّة النازحين
في ظل هذه الأجواء، بقي ملفّ النازحين من سورية في أولوية الاهتمامات الحكومية بعد إقرار مجلس الوزراء أول من أمس للخطّة الشاملة لإغاثتهم وإيوائهم، ولذلك بدأت الوزارات المعنيّة بالتحرك في الاتجاهات المطلوبة لتنفيذ خطة الحكومة، ولهذه الغاية أجرى وزير الخارجية عدنان منصور اتصالاً هاتفياً بالأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووضعه في صورة أوضاع النازحين، وأبلغه أنه سيوجّه إليه اليوم مذكرة بهذا الصدد، تتضمّن رغبة لبنان في دعوة وزراء الخارجية العرب إلى عقد اجتماع غير عادي لبحث هذا الموضوع. وأوضح منصور أن العربي أبلغه أنه فور تلقيه المذكرة سيعمد إلى القيام بالاتصالات اللازمة مع الوزراء العرب لعقد هذا الاجتماع خلال أيام قليلة.

وفي الإطار ذاته، قال السّفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي بعد لقائه الوزير منصور أمس، إن النازحين السوريين إلى لبنان بدأوا بالعودة إلى مدنهم وقراهم السورية بعدما أعاد النظام السيطرة عليها.

من ناحيتها، رحبت السفيرة الأميركية في بيروت مورا كونيللي بعد زيارتها وزير الطاقة جبران باسيل بقرار مجلس الوزراء اعتماد خطة شاملة لتلبية احتياجات النازحين كما أثنت على قرار الحكومة إبقاء حدودها مفتوحة ولحماية هؤلاء من المضايقات.
خطة نوعيّة لتطهير مناطق سيطرة المسلّحين في سورية

أما على صعيد الوضع في سورية، فإن مصادر دبلوماسية عليمة أكدت أنه في موازاة المساعي المتعدّدة للوصول إلى حلول سياسية للأزمة في سورية، فإن الجيش السوري يواصل تحقيق إنجازات حاسمة في ضرب العصابات الإرهابيّة المتطرّفة في كل مناطق وجود هذه العصابات. وأكدت أن هناك خطة نوعية وحاسمة بدأ تنفيذها قبل ساعات عدة وتشارك فيها قوات تتناسب مع هذه الخطة بهدف تطهير الأرياف في محيط دمشق وحمص وحلب.

وأشارت المصادر أن تنفيذ هذه الخطة قد يأخذ حوالى شهر ونصف، وبالتالي فإذا ما صارت الأمور وفق ما هو محدّد لها، فإن الوضع سيتغيّر على الأرض بشكل نوعيّ وغير مسبوق منذ أن بدأت هذه العصابات في إجرامها والسّيطرة على بعض المناطق.

مسلّحو "الجيش الحرّ" شمالاً
في سياق أمني متصل، علمت "البناء" من مصادر مطلعة أن نشاط مسلّحي ما سمّي "بالجيش السوري الحر"، أخذت تظهر بكثافة في بلدات وقرى شمالية عديدة حيث شوهد في الآونة الأخيرة مسلحو هذه المجموعات بشكل علني، وهم يستقلون سيارات ودراجات نارية ويحملون أسلحة خفيفة ومتوسّطة ومن بينها قذائف آر.بي.جي.

وقد وردت شكاوى عديدة إلى مراجع مسؤولة وأمنيّة من العديد من هذه البلدات بسبب ممارسات هذه المجموعات المسلّحة، إن في داخل هذه البلدات أم لجهة إطلاق النار من الأراضي اللبنانية على الجيش السوري.
وقالت المعلومات إن هناك حالة من النقمة تسود العديد من هذه البلدات لا سيما تلك الحدودية منها.
ووفق المعلومات أيضاً، فإن هذا الانتشار المسلّح قد تمدّد باتجاه قرى عكارية في الوسط، وهناك مخاوف من تصاعد الاستفزازات التي يقوم بها هؤلاء المسلّحون خصوصاً لقرى معينة.

ترقّب للمساعي الدبلوماسية
دبلوماسياً، تترقب الأوساط ما يمكن أن ينتهي إليه الاجتماع الأميركي ـ الروسي مع المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي منتصف الشهر المقبل. وأكدت أن كل المؤشرات تفيد بأن الأميركي سيضطر خلال الأشهر القليلة المقبلة، رغم الكلام العالي الذي يصدر عن المسؤولين الأميركيين أحياناً بخصوص المرحلة الانتقالية في سورية للقبول بمقررات مؤتمر جنيف، خصوصاً أن روسيا أبلغت من يعنيهم الأمر، بأن لا بحث في مطلب الغرب لتنحي الرئيس بشار الأسد وإن أي تسوية لن تحصل إلا بموافقته وإشرافه.

رئيس مجلس الأمن والاجتماع الأميركي ـ الروسي
وقد كشف الرئيس الحالي لمجلس الأمن مسعود خان بأن الإبراهيمي سيجتمع مع مسؤولين أميركيين وروس الأسبوع المقبل لبحث وقف العنف في سورية. وأشار إلى أن مجلس الأمن يتابع عن كثب تطورات الأزمة في سورية وذلك مع استمرار جهود الإبراهيمي لحل الأزمة.
وأوضح أن المجلس ينتظر من الموفد الدولي خلال الشهر الحالي قدومه إلى نيويورك وتقديمه تقريراً عن الجهود التي بذلها وعن آخر المستجدات التي حصلت خلال لقاءاته.

… ولقاء روسي ـ تركي
في الإطار ذاته، أشارت مصادر دبلوماسية تركية أن الحكومة التركية تعتزم تقديم مقترحات جديدة إلى روسيا، تتعلق بصيغة لإيجاد حل للأزمة في سورية، وذلك خلال لقاء يعقد هذا الشهر بين دبلوماسيين اتراك وممثل الرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف.
وقالت المصادر إن تركيا ترغب في استقرار الأوضاع في سورية لأن الاضطراب فيها يؤثّر على الأمن القومي في تركيا.

الخارجية السورية
في سياق متصل، اكدت الخارجية السورية في رسالة إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن تقرير لجنة التحقيق الدولية عن سورية غير حيادي ويقدم معلومات مغلوطة، مشيرة إلى أن لجنة التحقيق الدولية استعانت في تقريرها بمعلومات قدّمتها إلى دول متورطة بشكل مباشر في الأزمة السورية وذات مصلحة مباشرة في تأجيج الوضع لتحقيق مكاسب ذاتية على حساب دم الشعب السوري. وشدّدت على أن التقرير المرحلي الذي أصدرته اللجنة اتسم بالتسرع في عرض المعلومات المقدمة للجنة من فريق واحد دون التدقيق في صحّتها وبشكل يبتعد عن الحياديّة والمهنيّة. كما أنه يقع خارج نطاق صلاحياتها بما في ذلك ادعاءاتها حول استخدام القنابل العنقودية وهو الادعاء المرفوض بشكل كامل.

تحريض أردوغان
في المواقف، جدّد رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان تحريضه على العنف في سورية مدّعياً وقوفه إلى جانب الشعب السوري. وقال "لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام ما تشهده سورية" زاعماً ان الحرب مهمّة سهلة لكن الأصعب من الحرب إحلال السلام"! وقال "نحن مستعدّون للحرب ولكننا نعمل بكل ما أوتينا من قوة وجهد حتى نحقّق السلام وسوف نواصل جهودنا لإحلاله.."!

تطهير داريا
في الشأن الأمني، أكدت صحيفة الوطن السورية أن الجيش السوري حسم معركته مع الإرهابيين في مدينة داريا في ريف دمشق وأعلنها منطقة آمنة بعد أن دمّر ما تبقى من الأوكار لمسلّحيهم وأوقع إرهابيي جماعة "النصرة" بين قتيل وجريح ومستسلم. وقالت إنه مع انتهاء معركة داريّا بات محور دمشق الجنوبي آمناً، في حين لا تزال وحدات الجيش والقوات الأمنية تلاحق ما تبقّى من إرهابيين في الغوطة الشرقية، وتم خلال السّاعات الـ 48 الماضية تصفية العشرات منهم، وتدمير أوكار عدة وغرف عمليات للإرهابيين في ضربات وصفت بالقاصمة.

كما أشارت إلى ان الجيش السوري واصل تقدمه على محور الذيابية والجدلية والحسينية وحجيرة وعقربا. كما تقدم في مزارع دوما الشيفونية بعد سلسلة من العمليّات الدقيقة والناجحة.

وفي السّياق الأمني أيضاً، أفادت الإخبارية السوريّة عن تدمير أوكار الإرهابيّين بما فيها بلدة الحصن في ريف تلكلخ ما أدّى إلى مقتل عدد كبير منهم.

كما أفادت عن مقتل عدد من المسلّحين في انفجار سيّارة عند قيامهم بمحاولة تفخيخها في معرّة النعمان. وأشارت إلى مقتل مؤذّن جامع الساحة في إدلب سمير الجبرة نتيجة تفجير إرهابي لعبوة ناسفة في حاوية قمامة قرب فرن معتوق.
بدورها، أشارت "قناة الميادين" عن انفجار سيّارة مفخخة في منطقة النبك في ريف دمشق أسفر عن وقوع ضحايا.

نشر "الباتريوت"
إلى ذلك، أشارت مصادر في الجيش الأميركي أن الحلف الأطلسي باشر بنشر صواريخ "الباتريوت" على الحدود التركية ـ السورية.

بدورها، ذكرت وزارة الدفاع الهولندية أن منظومات صواريخ "الباتريوت" سترسل إلى تركيا في السابع من الشهر الجاري وستصل إلى مدينة أضنة جنوب تركيا في 22 منه.

وفي الإطار ذاته، نفى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وجود أي عسكري أو ضابط تركي في سورية.  

السابق
الحياة: سليمان يؤجل الحوار بلا موعد جديد والبدائل رهن نتائج لجنة الانتخاب
التالي
الجمهورية: عشاء بعبدا خطف الأضواء ولبنان طلب إجتماعاً عربياً للنازحين