قبلان: لاقامة المخيمات للنازحين السوريين على الحدود

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: "أهل الحق باقون ما بقي الدهر، ونحن اليوم نعيش في رحابهم ونعمل عملهم ونتحرك في فلكهم، ولقد شاهدنا بالأمس المسيرات الحسينية التي تحكي لنا مسيرة أصحابها الذين يسيرون بالاتجاه الصحيح يتذكرون صاحب المسيرة الإمام الحسين عليه السلام وينهجون نهجه متضرعين إلى الله تعالى ان يحشرهم مع الحسين الذي جسد جده النبي محمد وعمل عمله وسار على خطه وتمسك بحبله فأتقن العمل وانتهج طريق الصواب، فالحسين لم يطلب وجاهة وسلطة لان همه الوحيد كان إحياء شعائر الله والالتزام بخطى رسول الله، فكان النور الذي يهتدي به والحق الذي نعمل لإحيائه وندور في فلكه".

اضاف: "ما شاهدناه في كربلاء من تحرك جماعة أهل الحق في مسيرات مليونية سارت باتجاه الحق متجاوزة الصعوبات والمشقات وعملت من اجل إحياء شعائر الله تعالى فالحسين حق وصدق وإيمان ووجدان، لذلك فان هذه المسيرات تعطينا نموذجا صادقا ومحقا وعندما تتجاوز هذه المسيرات المسافات البعيدة من اجل دعم نهضة الحسين في حراك إسلامي مؤيد للحراك الحسيني الذي حصل لاجل الإصلاح والتصحيح والمطالبة بالعدل والإنصاف والعمل من اجل إحقاق الحق، والمسيرات الحسينية التي حصلت في العراق وإيران ولبنان وبباكستان ومختلف بقاع الأرض عبرت عن حب أصحابها للحسين فهذه النفوس الطاهرة الأبية تشدنا من جديد إلى التأبط بمسيرة الحسين شرط إن نعمل عمل الحسين فنضع نصب أعيننا أيثار الحسين مقابل الملك العقيم، فالحسين عندما قال :والله لأعطيكم اعطاء الذليل ولا اقر إقرار العبيد، فانه خير نفسه بين السلة والذلة، فرفض خيار الذلة وثار على الظلم والباطل والعدوان رافضا منطق الحكم الظالم فلم يهادن ويراوغ فكانت كلماته كالسيف القاطع متنكرة للباطل".

وأعلن "ان الحشود التي سارت في أربعين الإمام الحسين تملك نفوسا طاهرة رافضة للتسلط والبغي والعدوان تعلن ولاءها للإمام الحسين الذي خلده التاريخ فيما لم يبق اثرا ليزيد ومعاوية، فيما تحولت كربلاء إلى ضياء ورمز وتاريخ يؤمها المؤمنون من كل حدب وصوب، لذلك فان علينا إن نكتب معاني العز والإباء من المواقف الكربلائية التي تتغنى بها الأجيال. إن محبة أهل البيت لها ثمن كبير عند الله يحتم إن نعيد النظر في كل الممارسات والمحطات فنعود إلى الأصالة الدينية التي جسدها أهل الحق والإيمان".

واكد "ان كربلاء منارة ومحطة تاريخية في الدنيا، فالأدباء والشعراء والمؤرخون ينشدون هذه المحطة لان الحق احق إن يتبع، لذلك فان الملك المبني على الباطل فهو باطل والزعامة التي تؤخذ غصبا فان مصيرها الفناء والذلة، ونحن اذ نبارك بالجموع التي شدت الرحال إلى كربلاء التي أصبحت عنوانا للحقيقة فهي مقالة الصدق فان علينا إن نؤسس البناء على ارض صلبة متينة فنتمسك بالحسين ونبتعد عن أهل الهوى والباطل والضلالة، ونحن سنبقى مع الحسين ونتحرك في رحابه، فالحسين مثال وقدوة تهفو اليه القلوب المؤمنة ما يجعل الدين قويا بنهضة الحسين ما يحتم إن يعود الجميع إلى الإمام الحسين ملتزمين نهج الاستقامة متمسكين بحبل الله تعالى المتمثل بالنبي محمد وأهل البيت عليهم السلام لنبقى صامدين امام المؤامرات والتيارات المغرضة".

وقال: "لذلك نطالب الجميع ان يتبصروا ويعدلوا فلا يغرقهم الشيطان والأباطيل فيتبعوا الحقيقة ويتمسكوا بها ويعملوا لحمايتها، فالحقيقة لا تأتي من الزعامة او الرئاسة انما تأتي من أهل البيت الذين تصدوا للمؤامرات والفتن فالتاريخ مظلم اسود لانه لم ينصف أهل البيت فقدم أهل الضلالة على أهل الحق وقد انغمس بالأضاليل والافتراءات فالحسين لم يخرج ظالما ولا مفسدا انما خرج من اجل الإصلاح".

وطالب الشيخ قبلان "الحراك العربي بالإنصاف وإتباع الحقيقة حتى يكون الحراك العربي كالحراك الحسيني وحراك أهل البيت الذين صبروا على المحن وضمدوا الجروح وتحركوا من اجل الإصلاح، فالإصلاح خطة إنقاذية للمجتمع ولا يمكن ان يكون مشروعا لقتل الناس وتشريدهم وذبحهم على الهوية، فهذا القتل والذبح جاءنا من حكم الظالم المستبد، لذلك فإننا ندعو الحراك العربي إلى الإنصاف والتحرك بالاتجاه الصحيح".

وطالب اللبنانيين "ان يكونوا منصفين معتدلين يصلحون امر الناس والمجتمع من خلال إعطاء الحق لأهله فيبتعدوا عن كل منكر وفساد ولغو، ولا سيما اننا دفعنا الثمن الغالي في مواجهة العدو الإسرائيلي ودافعنا عن أرضنا متمسكين بحقنا، نقول بالعدل والإنصاف والصدق، لذلك علينا ان نكون ثابتين في مواقفنا عاملين بالصدق لان اسرائيل ما زالت بالمرصاد تتربص الشر بلبنان".

وقال: "أطالب بإن تقام المخيمات على الحدود اللبنانية – السورية لاستيعاب اهلنا في سوريا أسوة بما يجري على الحدود الأردنية- السورية والتركية- السورية، فالأهالي السوريون النازحون إخواننا سواء أكانوا موالاة او معارضة، علينا إن نستقبلهم ونحسن وضعهم فنقدم المعروف لأهلنا في سوريا بإقامة مخيمات على الحدود اللبنانية- السورية تكون منظمة وآمنة. ونحن ضد الحرب والقتال والتشريد والتمثيل لأننا ضد الباطل وننصر الحق ونبتعد عن الفتنة ونحن نريد أن نحافظ على لبنان ليبقى بمنأى عن كل حراك. لذلك نطالب اللبنانيين بحفظ وطنهم من خلال احترام إنسانه والمحافظة على المجتمع اللبناني ولا سيما ان إسرائيل لا تزال تربص الشر بلبنان".

وتساءل عن "جدوى المطالبة بإسقاط الحكومة"، وقال: "لذلك علينا إن نكون واقعيين فنعمل لحماية البلد وصيانة المجتمع فنكون مع الله ملتزمين أوامره مبتعدين عن النواهي والمنكرات، فيكون اللبنانيون بعون بعضهم البعض بعيدين عن المنكر ليكون الله بعونهم، ونطالب اللبنانيين بالعمل لإقامة دولة مدنية تعمل للجميع وتكون بخدمة الجميع ليبقى لبنان مصانا محفوظا بعناية الله تعالى".   

السابق
أسامة سعد أكد أن ما حصل في صيدا هو إشكال فردي ودعا الجميع الى عدم “تسييس” هذا الموضوع
التالي
عباس في احتفال انطلاقة فتح: سنلتقي في غزة في القريب العاجل