السفير علي يدعو الى الحفاظ على أمن لبنان وسيادته واستقلاله

اعتبر سفير سوريا في لبنان السفير علي عبد الكريم علي ان""ما قاله الابراهيمي وما يقوله جميع المتابعين في هذا الشأن، ان بيان جنيف هو المرجعية التي يحاولون الانطلاق منها، والذي كان فيه توافق دولي واسع على اساس وقف العنف الذي يستند أولا الى وقف التمويل والتسليح للمجموعات الارهابية في الداخل وصولا الى حوار سوري – سوري، وهذا ما دعت اليه سوريا دائما وما دعا اليه الرئيس بشار الاسد، وبالتالي ما تقوم به سوريا من مواجهة لكل القوى الارهابية التي استخدمت من مناطق متعددة في العالم وبدعم وتمويل لم يعد خافيا على احد، هذه الخطوات التي ثبت لدى الجميع قوة سوريا وصلابتها وتماسك جيشها وتماسك الحاضنة الشعبية وراء هذا الجيش والقيادة، كل هذا يساهم في انجاح الدعوة الى الحوار الذي دعا اليه الرئيس الاسد وكل القوى الغيورة على دور سوريا وموقعها وسلامها وسلام المنطقة لما لسوريا من دور محوري في امن المنطقة كلها".
واضاف علي بعد لقائه الرئيس السابق اميل لحود:" لذلك، فان الحلول السياسية التي رحبت بها سوريا دائما هي المخرج الذي تبدو كل المقومات للنجاح في هذا الاتجاه اصبحت اكبر، وخصوصا ان سوريا اثبتت صمودا وكفاءة ووعيا ووطنية لدى الشعب والمؤسسات ولدى الجيش، كل ذلك بشكل متكامل يمكن ان يكون ارضية للتفاؤل بمخارج تشكل مصلحة لامن المنطقة وللسلم العالمي، لان ما اريد لهذا البلد وللازمة التي جرت فيه وللحرب التي خيضت بتعاون من كل استخبارات العالم والمال الشرير الذي دفع كي تقلب الحقائق والاعلام الذي استخدم للتزويد ورسم سيناريوهات مغايرة للحقائق، كل هذا الذي حدث وصل الى جدار مسدود، وبالتالي البحث عن مخرج فيه توافق اقليمي ودولي كما ترى الغالبية العظمى من المراقبين والغيورين على أمن المنطقة وسلامها".
وردا على سؤال قال: "ان سوريا في مواجهتها للعصابات والقوى المتطرفة والمدعومة والممولة والمسلحة حققت حضورا وحسما وكفاءة عالية، سواء للحاضنة الشعبية وللجيش وللرؤية القيادية التي تقود الأمور بجدارة، لذلك في تقديري ان الحد الذي يوجه هذه العناصر والقوى المجرمة استقدمت من أربع رياح الأرض، وحسب تقرير الأمم المتحدة، 29 جنسية من هؤلاء، ولكن حجم الإحباط الذي أصاب الجميع هو مؤشر على ان الحل السياسي هو المخرج".
وردا على سؤال قال: "دعونا ننظر الى الزاوية المتفائلة بالأمر، ثبات سوريا وكفاءة جيشها ووحدة مؤسساتها والحاضنة الشعبية في سوريا هي التي تستند إليها سوريا في الدرجة الأولى، وسوريا حريصة على علاقة أخوية عميقة مع بلد توأم وغال وعزيز، وهناك روابط تاريخية وأخوية وعائلية وبكل المعايير، هناك جهود مشكورة للجيش وللقوى الوطنية اللبنانية وللمؤسسات بنسبة لا بأس بها، هناك تساهل أو قراءة لا أدري الى أي حد كانت دقيقة في تشخيص الحالة اللبنانية وعلاقتها بما يجري في سوريا، وما نرجوه ان يكون التفكير لدى المؤسسات والمعنيين في هذا البلد الشقيق العزيز بأمن لبنان ومصلحته، ما نبهنا اليه منذ البداية ان من يأتي الى لبنان سواء من جنسيات عربية أو أفريقية وأجنبية، أو من الذين يدعون انهم في الحراك الداخلي السوري ويأتون تحت عناوين مختلفة، فالتدقيق يجب أن يكون مبكرا وحازما من أجل لبنان ومن أجل العلاقة الأخوية السورية – اللبنانية".
واضاف: "لا يجب الخلط بشأن الذين يأتون الى لبنان طلبا للأمان، خصوصا إذا كانوا في مناطق ساخنة، هؤلاء مواطنون سوريون، وواجب الأخوة يحتم على الشقيق اللبناني أن يتعامل معهم بالمنطق الإنساني والإغاثي والاخوي، وسبق لسوريا أن أغاثت كل أشقائها دون ان تستثمر الأمر لا تجاريا ولا سياسيا ولا في أي اتجاه، لأن العلاقة الأخوية تفرض أن يكون واجب الإغاثة إنسانيا، أما الإحتضان للجماعات المتطرفة واحتضان الفكر المتطرف هذا ينعكس سلبا على المنطقة كلها وعلى لبنان بالدرجة الأولى، وما نرجوه أن يكون العلاج متكاملا ومسؤولا ولا يحتمل تأويلين، يعني الحفاظ على أمن لبنان وسيادته واستقلاله وعلى الأخوة السورية-اللبنانية فيه مصلحة للبلدين. وهنا لا يصح فيه التوصيف النأي بالنفس أو الزج بالنفس لأن له معنى واحد هو الحفاظ على معايير متوازنة مسؤولة عادلة تضمن الدم اللبناني والأمن اللبناني، وتضمن الدم السوري والأمن السوري، يعني الشراكة في سفك الدم السوري ينعكس سلبا على لبنان كما ينعكس على سوريا".
وتابع: "لذلك رأينا التحريض الذي انعكس زجا ببعض اللبنانيين أو الفلسطينيين أو العرب الذين عبروا لبنان أو ببعض الجنسيات الأخرى، والسماح للاستخبارات الخارجية تحت ضغوط ومؤثرات وترهيب وترغيب بالمال السعودي أو القطري أو الخليجي أو الضغط التركي"، مؤكدا ان "ما يجب أن نفكر به أولا وثانيا وأخيرا هو المصلحة الوطنية، المصلحة الأخوية والقومية، وهذا يستدعي عدم السماح لهذه القوى لأن تعبث بأمن هذا البلد سواء على مستوى المخيمات أو على مستوى النسيج الوطني للبناني، وما نرجوه هو أمان لبنان واستقراره، لأن أمن لبنان وأمن سوريا متكاملان، ويعنينا أن يبقى هذا البلد العزيز آمنا معافى، لأن إسرائيل تتربص بهذا البلد وبمقاومته وكل شعبه بكل أطيافه، ولذلك تريد أن تضعف سوريا كي تنقض على لبنان كما تنقض على سوريا، يجب أن نقرأ الخارطة بشكل دقيق وان نقرأ الخطر بشكل صحيح. إسرائيل خطر على الجميع، وأطماعها لا تستثني أحدا وأيضا المخططات الغربية تستهدف ثروات هذه المنطقة من نفط وغاز ومن موقع استراتيجي، لذلك يجب ان نقرأ بعيون مفتوحة ونسمي الأشياء بأسمائها، ولكننا متفائلون بأن سوريا ستخرج من محنتها وبأن الشعب اللبناني أيضا يعي دوره وموقعه، ونحن متفائلون بالمستقبل بإذن الله".  

السابق
اللواء عباس ابراهيم: الوضع الإنساني لا يسمح بإقفال الحدود اللبنانية بوجه النازحين
التالي
ايران تكشف النقاب عن هليكوبتر قتالية مع انتهاء التدريبات البحرية