مهرجان الجماعة في صيدا: انتقاد حزب الله

وجهت «الجماعة الاسلامية» رسائل في اتجاهات مختلفة عبر مهرجان أقامته أمس الأول في صيدا، بعنوان «عرس الشهادة وفاءً لذكرى شهداء جناحها المقاوم («قوات الفجر»)، واحتفالاً بانتصار غزة وتضامناً مع ثورة الشعب السوري».
ومن أبرز تلك الرسائل أن «الجماعة».. «ما زالت في الخط الجهادي المقاوم ضد إسرائيل».. وبأنها أم الصبي بالنسبة «لقوات الفجر» وليس أحداً غيرها. إلا أن الرسالة الأبرز هي تأكيد «الجماعة» تحالفها الوثيق مع «حماس»، وذلك من خلال حضور وفد مركزي من الحركة قدم من غزة خصيصاً للمشاركة في المناسبة.
في المقابل، سجل غياب «حزب الله» عن المهرجان ما طرح أكثر من سؤال حول حقيقة التواصل الذي يردد الجانبان أنه قائم بينهما برغم التبـاين في الموضوع السوري، وكـانت دعـوة واضحة من ممثل «الأخوان المـسلمين» في لبنان الى وجوب أن يعيد الحـزب النظر في موقفه من الأزمة السـورية.
وصيداوياً، أكدت «الجماعة» أنها تجسد النبض الإسلامي الأقوى في المدينة وينبغي التعاطي معها على هذا الأساس في اي استحقاق مقبل.
أحيت «الجماعة» في صيدا «يوم شهيدها» بمهرجان حاشد في محلة القياعة، بحضور النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني مشير المصري ونائب «الجماعة» د. عماد الحوت وممثل النائبة بهية الحريري نزار الرواس ومفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، وشخصيات لبنانية وفلسطينية أبرزها ممثل حركة «أمل».
وتوجه الحوت، باسم «الجماعة» الى كوادر التنظيم قائلاً: «يكفيكم فخراً أنكم حافظتم على صفاء المقاومة ولم تسمحوا بأي استدراج يصرفها عن رسالتها الحقيقية. ويكفيكم فخراً أنكم آمنتم بأن المقاومة هي ملك الوطن كله، وليست ملك فصيل من الفصائل أو حزب من الأحزاب، فحرصتم أن تتشاركوا بشرف المقاومة مع كل راغبٍ وصادقٍ وشريف. ويكفيكم فخراً، أنكم رفضتم سلاح الفتنة في الداخل، وأبيتم إلا أن تكون بنادقكم موجهة للعدو الصهيوني، بعيداً عن مغنمٍ أو منصبٍ أو موقع، هكذا هم دائماً أبناء حركة الإخوان المسلمين».
وانتقد الحوت وزير الخارجية عدنان منصور، ودعا «الشركاء في الوطن لمراجعة مواقفهم بما يخدم الاستقرار الداخلي ويحصن الوحدة الوطنية في وجه العدو الصهيوني وكل من يحاول زرع الفتنة بين ابناء الوطن، قائلاً «ها نحن اليوم نمدّ يداً صادقة للخروج من هذا المأزق، ولكن هذا يستدعي مراجعة الموقف من الثورة السورية، ومناقشة جدية لصيغة جامعة لتحصين لبنان من تهديدات العدو الصهيوني، تتيح له الاستفادة من خبرات وقدرات جميع المقاومات».
وتحدث النائب الفلسطيني مشير المصري باسم «حماس»، فتوجّه إلى الكيان الصهيوني، مهدداً إياه بأن الحركة في المرة المقبلة لن تكتفي بضرب تل أبيب والقدس، بل ستضرب كل بقعة في العمق الصهيوني. والقيت كلمة مسجلة لرئيس «الائتلاف السوري» معاذ الخطيب.
وفي وقت لاحق زار النائب مشير المصري، على رأس وفد فلسطيني، بلدة مارون الراس، وجال في «حديقة إيران» في البلدة. وقد كان في استقباله المسؤول الإعلامي لـ«حزب الله» في منطقة الجنوب الأولى الشيخ حيدر دقماق ومسؤول الملف الفلسطيني أبو وائل زلزلي. وقال المصري للصحافيين: «لبنان هو عنوان المقاومة وقد لقن العدو دروساً قاسية ومؤلمة ليعلمه أنه لا أمان للحدود العربية معه بعد اليوم». وأشار إلى أن «الوجود الفلسطيني المحتضن من قبل أمتنا في كل المواقع المختلفة إنما يعزز مشروع المقاومة التي تشكل اليوم الرهان الاستراتيجي لدى شعبنا وأمتنا في تحرير كامل أرضنا من دنس المغتصبين».
  

السابق
أعلمت متى ينتهي العالم؟!
التالي
مشاكل الشباب في صيدا