ارتكبت قوات الأسد أمس مجزرة في حي برزة الدمشقي حيث عثر على 50 جثة مشوهة مقطعة الرؤوس، مع اشتداد المعارك في العاصمة السورية وريفها حيث يعد النظام العدة لاقتحام عدد من المواقع التي يتمركز فيها الثوار الذين أعلنوا أمس استهداف قصر الشعب الرئاسي بصاروخ.
وصرح الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي في مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ان لديه "مقترحاً" للخروج من الازمة السورية "يمكن ان يتبناه المجتمع الدولي"، موضحاً ان هذا المقترح "يتضمن خطوات تؤدي الى انتخابات اما رئاسية او برلمانية، وأرجح ان تكون برلمانية لأن السوريين سيرفضون النظام الرئاسي".
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان متحدثاً أمس الى آلاف اللاجئين السوريين على الحدود التركية – السورية يرافقه رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب، إن قبول نحو 100 دولة لقيادة الخطيب، يعني "أننا لا نعترف بك بعد الآن يا أسد، وأن عليك أن ترحل".
وفي دمشق، ذكرت شبكة "شام" الإخبارية أنه تم العثور على "ما يقارب الخمسين جثة في برزة البلد في المنطقة الواقعة خلف الإنشاءات العسكرية مقطعي الرؤوس ومنكل بهم للغاية"، حسب موقع الوكالة في "فايسبوك".
وأعلنت كتيبة "قوات الشام" التابعة لكتائب "أحرار الشام" أحد فصائل الجيش السوري الحر، استهدافها قصر الشعب الرئاسي في العاصمة دمشق.
وأفادت الكتائب أنها استهدفت القصر المطل على العاصمة من منطقة مرتفعة بصاروخ محلي الصنع، وأن قوات الأمن السورية سارعت إلى الانتشار بالقرب من نصب الجندي المجهول، المقابل للقصر في جبل قاسيون.
ولم يتسن التأكد من إصابة القصر، فيما بث ناشطون تسجيلا على الانترنت يظهر إطلاق الصاروخ، وهي ليست المرة الأولى التي يحاول فيها المعارضون استهداف قصر رئاسي سوري.
ونقل موقع فضائية "العربية" عن مصادر استخباراتية غربية وشرق أوسطية عن عزل الأسد نفسه داخل قصره خوفا على سلامته الشخصية، مضيفة أن الأسد قلص دائرة المحيطين به إلى عدد من المستشارين وأفراد عائلته فحسب.
وفي عالمه شبه المنكمش والذي تقلص ليشمل دائرة صغيرة من المستشارين الذين يثق بهم وأفراد عائلته، يعيش الرئيس السوري منعزلاً إلا عن الخوف الذي يحيط بنظامه المتهاوي والذي يتلقى النكسة تلو الأخرى بحسب مسؤولين أميركيين وشرق أوسطيين.
وبحسب المصادر نفسها، لم يبق للأسد في سوريا إلا القليل، كما تقلص ظهوره على محطات التلفزة المحلية والعالمية، فيما أصبح دائم التنقل داخل قصره خوفاً من رصاص قناصة، فضلاً عن تشديد الرقابة على معدي طعامه، مؤكدين أن الأسد أصبح مشغولاً بأمنه أكثر من قواته العسكرية.
وعزا مسؤولون أميركيون الانشقاقات التي جرت أخيراً إلى عزل الرئيس لنفسه داخل أسوار قصره، كما اعتبروا أنه السبب الأبرز في بدء حلفاء النظام في التنصل من حمايته، وإعلان روسيا اهتمامها ببقاء سوريا لا نظام الأسد دليل على ذلك.
وتواصلت المعارك المحتدمة بين المعارضة المسلحة وقوات الأسد. واظهرت لقطات فيديو حملت على الإنترنت ما يعتقد انهم مقاتلون من الجيش السوري الحر يهاجمون القوات السورية في عملية أطلق عليها اسم "البنيان المرصوص".
وتظهر لقطات صورت في ما يبدو في معرة النعمان بمحافظة ادلب مقاتلين من الجيش السوري الحر يطلقون الصواريخ ونيران الاسلحة الرشاشة على ما يعتقد انها قاعدة الحميدية.
وتظهر لقطات اخرى صورت في دمشق ما يعتقد انه الجيش السوري الحر يفجر دبابة للقوات الحكومية على طريق قرب مطار دمشق الدولي أمس، واظهرت لقطات منفصلة صورت في نفس المنطقة ما يعتقد انها دبابة حكومية تطلق النار على طريق مطار دمشق الدولي.
وشن المعارضون المسلحون هجوما في محافظة حماة بوسط البلاد، لكن ناشطا في محافظة حماة قال أول من امس ان الجيش عزز مواقعه في بلدة مورك التي تقع على الطريق السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب الذي يربط دمشق وحلب لابعاد المتمردين الذين عانوا قلة الذخائر. واضاف ان قوات الاسد قصفت بلدة كرناز في حماة السبت مما اسفر عن مقتل عشرة اشخاص.
واظهرت لقطات حملت على الانترنت ما يعتقد انها الاثار المترتبة على ضربة جوية في قرية كفرنبودة وقرية اخرى في حماة.
سياسياً، وبرغم عدم بروز اي افق للحل نتيجة المحادثات التي اجراها الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي في روسيا خلال اليومين الماضيين وقبلها في دمشق مع الرئيس السوري، فقد اعلن موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية من القاهرة أمس ان لديه "مقترحا للحل" قد يحظى بموافقة الجميع.
وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان الوضع في سوريا "سيئ جدا جدا ويتفاقم كل يوم". واضاف "اذا كان خمسون الفا قتلوا خلال ما يقرب من عامين فان الازمة اذا استمرت لا قدر الله سنة اخرى سيقتل 100 الف"، مجددا التحذير من انه "اما الحل السياسي او الجحيم".
وقال الابراهيمي ان لديه "مقترحا" للخروج من الازمة السورية "يمكن ان يتبناه المجتمع الدولي"، موضحا ان هذا المقترح يستند الى اعلان جنيف الصادر في حزيران 2012، وانه اجرى محادثات بشأنه في سوريا ومع وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة هيلاري كلينتون.
واضاف ان هذا المقترح "يتضمن وقف اطلاق النار وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وخطوات تؤدي الى انتخابات اما رئاسية او برلمانية، وارجح ان تكون برلمانية لان السوريين سيرفضون النظام الرئاسي".
واضاف انه اما ان يتم التوصل الى "حل سياسي يرضي الشعب السوري ويحقق له طموحاته وحقوقه المشروعة او تتحول سوريا الى جحيم، سوريا لن يتم تقسيمها بل ستحدث صوملة وسيكون هناك امراء حرب في سوريا".
وشن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاحد هجوما لاذعا على الرئيس السوري امام آلاف السوريين اللاجئين في بلاده، مؤكدا ان انقرة ستدعم "حتى النهاية" الانتفاضة على الاسد واصفا اياه بـ"الطاغية".
وقال اردوغان يرافقه رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب، إن قبول نحو 100 دولة لقيادة الخطيب، يعني "أننا لا نعترف بك بعد الآن يا أسد، وأن عليك أن ترحل". وتابع "سنكون الى جانبكم حتى النهاية"، مؤكدا "نحن نعلم ان نظام الطغيان السوري، الطاغية بشار، قتل نحو 50 الف سوري. لقد عانيتم الكثير ولكن لا تيأسوا".
وفي موسكو، اعلنت وكالات الانباء الروسية أمس ان سفينة حربية روسية غادرت البحر الاسود متوجهة الى سوريا، على ان تليها سفينتان اخريان، تحسبا لاحتمال اجلاء المواطنين الروس من هذا البلد.
وقال مصدر في قيادة اركان الجيش الروسي ان سفينة الانزال نوفوتشيركاسك التي تنقل وحدة مشاة وعتادا عسكريا ستصل خلال النصف الاول من كانون الثاني الى مرفأ طرطوس السوري حيث توجد قاعدة بحرية روسية.
كما ان سفينتي الانزال آزوف ونيكولاي فيلتشنكوف غادرتا ايضا البحر الاسود باتجاه سوريا، بحسب المصدر نفسه. واعلن مسؤولون روس ان استعدادات تجري لاحتمال حصول اجلاء للرعايا الروس من سوريا في حال كان نظام الرئيس السوري على وشك السقوط.
