الشرق: رئيس الحكومة للعاملين في السراي: الشراكة هي روح لبنان

أعرب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن تفاؤله "بما سيستجد في سنة 2013، مؤكدا ان الإنتخابات النيابية ستجري في موعدها ووفق قانون عصري"، وشدد على "أن التهشيم بالوضع الاقتصادي في عهد أي حكومة سيرتد سلبا على كل الحكومات التي تأتي من بعدها". واعتبر "ان من يشجع ويروج لما يسيء الى سمعة لبنان في الخارج، ومن يحرض ضد وطنه ومؤسساته لن يبقى في منأى عن الثمن الذي سيدفع يوما وسيكون حتما ثمنا غاليا".

موقف ميقاتي جاء خلال لقائه قبل ظهر امس في السراي الموظفين والعاملين والإعلاميين في رئاسة مجلس الوزراء في مناسبة الأعياد المجيدة، حيث استهل اللقاء، بكلمة القاها الأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي الذي اكد "ان هذه المؤسسة ستظل لجميع اللبنانيين، ونحن نفخر بأن رئاسة مجلس الوزراء بقيادة رئيسها هي مؤسسة كل لبنان، ونتمنى ان تبقى كما نحن نفضل دائما مثالا للادارات العامة في خدمة لبنان".

ورد ميقاتي بكلمة لفت فيها الى "ان النيات الصافية هي التي تحكم عملنا، ولأننا لا نضع نصب أعيننا إلا مصلحة لبنان أولاً وآخراً". وقال:الأشخاص زائلون أما الوطن فهو الباقي، ومصيرنا أن نبقى فيه ونتعايش، شئنا أم أبينا، فالوطن ليس مجرد بقعة أرض نسكن فيها، وليس نطاقا جغرافيا نحاصر أنفسنا فيه، الوطن هو المساحة التي يكون فيها الاستقرار لمصلحة الجميع.

اضاف: "(…) وكل من مر هنا تمسك، كما نتمسك بثوابت كلفت بعضهم الشهادة، وأرهقت بعضهم بالصمود والعناد من أجل إرساء مفهوم الدولة(…)".

وقال: لا خيار أمامنا نحن اللبنانيين إلا العيش معا. يمكننا أن نختلف في السياسة والاقتصاد وأن نتنافس في الشعارات والخطابات وفصاحة الكلام وطلاقة اللسان، لكن ليكن ذلك من دون إضرار بالدولة، بهيبتها ومؤسساتها وإداراتها(…)".

الدولة ليست مزرعة. هي أرض وإنسان. هي نظام حياة مجتمعي. ومفهومها يقفز فوق الحزبيات والعصبيات والحسابات الشخصية والطائفية والمذهبية، هي ملاذ المؤمنين بأن الوطن للجميع ويستطيع أن يحتضن جميع أبنائه(…)" الشراكة هي روح لبنان ومن دونها يفقد لبنان هويته ووجوده.

وقال : لنبعد خلافاتنا عن الوطن ولنحم مقوماته وأولها الاستقرار بكل جوانبه ، الأمني، السياسي، الاجتماعي، والاقتصادي.كل جوانب هذا الاستقرار هي أمانة في أعناقنا جميعا، وكل عبث بأي نوع من هذا الاستقرار سيرتد سلبا على لبنان، فالخطر الأمني لا يطال فئة دون أخرى، والمشاحنات السياسية، من موقع المعارضة اليوم، سيدفع ثمنها من يأتي الى الحكم لاحقا، والخطر الاجتماعي لا يميز بين فئة لبنانية وأخرى، والتهشيم بالوضع الاقتصادي في عهد أي حكومة سيرتد سلبا على كل الحكومات التي تأتي من بعدها، فلماذا هذا السلوك الذي لا يقيم وزنا لمصلحة لبنان ولا يحسب حسابا للغد؟ وهل تستحق المعارضة من أجل السلطة ضرب مقومات الوطن؟ من يضرب المعول في الاقتصاد اليوم لحسابات سياسية عليه أن يعلم أنه سيتحمل لاحقا تبعات هذا الهدم الغوغائي، من يشجع ويروج لما يسيء الى سمعة لبنان في الخارج ، ومن يحرض ضد وطنه ومؤسساته لن يبقى في منأى عن الثمن الذي سيدفع يوما وسيكون حتما ثمنا غاليا…

اضاف: ان حماية الاستقرار تكون بأن نعي جميعا أن مصلحة لبنان تتحقق بالابتعاد عن كل ما يهدد الاستقرار والتعاون لدرء كل خطر على الاستقرار، وهذا ما يحتاج منا إلى حوار صريح لأن في البعد جفاء وفي القطيعة بلاء. لا نملك إلا الحوار سبيلا إلى حماية لبنان وحفظ الاستقرار، وهي دعوة لنا جميعا ألا نجعل الخلافات والاختلافات مطرقة تهدم سور الحماية لوطننا أو تقطع حبل الأمان والأمل للبنانيين".

وتوجه الى الحضور بالقول:"أيها الاخوة ، ومن خلالكم ، الى اللبنانيين، على رغم كل ما نرى ونسمع يوميا ، وفيه الكثير من المبالغات والافتراء ، ادعوكم الى الوثوق بوطنكم .لا تخافوا من الاخطار الخارجية ، مهما تنوعت وتشعبت ، ذلك ان وطننا اقوى من أي زلزال يأتي من الخارج لكنه يضعف اذا ما تم استهدافه من داخل .تأكدوا دائما إن المواقف التي تتخذها حكومتنا منذ ان تلقفت كرة النار ، ليست مرتجلة ولا مسايرة ولا مستسلمة لأحد، بل هي مواقف نابعة من مصلحة لبنان العربية والإقليمية والدولية، وليس من عاداتنا أن نقوم بأي خطوة تقود وطننا إلى غير ما يتوخاه شعبنا وما تفرضه مصلحة وطننا. وسنمضي على هذه الدرب ، سلاحنا ايمان بالله عز وجل ، وتصميم على العمل مهما كانت الصعوبات لنتمكن من تجاوز الظروف الصعبة التي تحيط بنا".

واكد ميقاتي ان الانتخابات النيابية ستتم في موعدها ووفق قانون عصري يشعر الجميع أننا في حاجة اليه، وسيجتمع مختلف الأطراف من كل الفئات السياسية في مطلع هذا العام من أجل الاتفاق على قانون عصري للإنتخابات". وقال: "أما في الجانب الاقتصادي، فما أقر في مجلس الوزراء بالأمس لجهة إطلاق مناقصة التنقيب عن النفط يعد خطوة مهمة بحيث وضعنا لبنان على سكة الدول النفطية، ومن يطلع على الدراسات وما تبينه من ثروات نفطية كبيرة في عمق البحار والأراضي اللبنانية هو مؤشر خير، ومع إطلاق هذه المناقصة ستكون النتائج بإذن الله مقبولة وجيدة وتنسي اللبنانيين الايام السود التي مررنا بها".

وكان رئيس الحكومة إستقبل سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية غضنفر ركن آبادي الذي سلمه نسخة خطية عن المبادرة الايرانية للحل في سوريا.

كذلك سلّمه رسالة تهنئة من النائب الاول لرئيس الجمهورية الايرانية محمد رضا رحيمي.

ومن الزوار سفير تشيكيا سفاتو بلوك كومبا الذي نقل رسالة للرئيس ميقاتي من رئيس وزراء تشيكيا، مؤكداً "مواصلة دعم بلاده للبنان لجهة التعاطي مع الأزمة التي تشهدها المنطقة، كما مع ملف اللاجئين السوريين".

واستقبل ميقاتي سفير لبنان في المانيا رامز دمشقية.

واتصل ميقاتي بعد الظهر بمفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، الموجود في باريس، مستفسراً عن موعد عودته الى لبنان، ومؤكداً له اتخاذ الاجراءات الامنية المناسبة لضمان سلامته لدى عودته.

وعصراً التقى ميقاتي المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي وعرض معه الاوضاع الامنية، فالنائب العام التمييزي القاضي حاتم ماضي.

كما استقبل المنسق الاقليمي لعمليات الطوارئ في سوريا ودول الجوار لبرنامج الاغذية العالمي للامم المتحدة مهند هادي، الذي وصف اللقاء بـ"الودي"، وقال: "ناقشنا في خلاله بعض التسهيلات والطرق المتاحة التي يمكن من خلالها استخدام الموانئ اللبنانية لتقديم المساعدات الغذائية لسوريا".
  

السابق
اللواء: 8 آذار مستاءة من موقف سليمان وسلامة متشائم
التالي
الأخبار: الجيش: تجنيد عملاء للخارج إلكترونياً وهاتفياً