إعرف مرضك من سُعالِك

عندما يسعل المرء، نفكّر تلقائياً بأنّ ذلك يعود لمشاكل متعلّقة بالجهاز التنفّسي أو استنشاق الغبار أو الإصابة بنزلات البرد والانفلونزا… إلّا أن الحقيقة العلميّة تُشير إلى أنّ السعال قد يرمز في بعض الأحيان إلى أمراض يمكن أن تكون في غاية الخطورة.

بمعنى أكثر دقّة ووضوحاً، إن السعال الذي يدوم لوقت أكثر من الطبيعي يمكن أن يكون نتيجة مشكلة صحّية خطيرة، رئويّة كانت أو قلبيّة أو هضميّة أو سرطانيّة أو حتى نتيجة العدوى…

وقد يأتي السعال المرتبط بمشاكل الرئة من جرّاء الربو الذي يتجلّى بصفير وصعوبة في التنفّس وسعال جاف خصوصاً في الليل وعند القيام بأيّ مجهود، أو بسبب مرض الانسداد الرئوي الذي يتعرّض له المدخّنون بشكل خاص، والذي يتمثّل بسعال صباحي يستمرّ لثلاثة أشهر على الأقل في السنة ويكون مصاحباً مع البلغم.

ومن المهمّ لفت الانتباه إلى أن غالبية المدخّنين يعتقدون أن السعال هو أمر طبيعي يحدث معهم نتيجة إدمانهم السجائر، إلّا أن هذا الاعتقاد خاطئ جداً بحيث إن السعال الصباحي اليومي، حتى عند المدخّن، هو أمر غير طبيعي يجب الإسراع في معالجته.
وإلى جانب هذا الشكل من السعال نجد نوعاً آخر يتعلّق بالسرطان، وتحديداً سرطان الرئة.

إن المدخّنين بشكل خاص يغفلون عوارض تغيّر السعال والبلغم وأوجاع مرافقة لكثرة السعال… إلّا أنها في الواقع قد ترمز إلى سرطان الرئة. مع الإشارة إلى أن أوراماً أخرى يمكن أن تؤدي إلى السعال وذلك مرتبط بحجمها وموقعها في الجسم، مثل تورّم أوعية العنق، والضغط على الأنسجة… والسبب يعود إلى قدرتها على إعاقة مجرى الهواء.

أما السعال المتعلّق بالعدوى الفيروسيّة أو البكتيريّة، فيأتي من جرّاء الانفلونزا أو التهاب القصبات والحنجرة، أو بسبب السعال الديكي وحتى السلّ. في حين أن النوع الرابع من السعال يمكن أن يحصل نتيجة مشاكل في الجهاز الهضمي، وتحديداً ارتجاع المريء الذي يؤدي إلى الشعور بانزعاج شديد وحرقة الحنجرة والتهاباتها… إلّا أن معالجة ارتجاع المريء عبر الانتباه إلى بعض الخطوات الغذائية، من شأنه القضاء نهائياً على السعال.

أما النوع الأكثر خطورة على الإطلاق، فهو ذلك المتعلّق بالسكتة القلبية أو قصور القلب الذي يتمثّل بضيق في التنفس، وأحياناً بسعال مع بلغم للدلالة على بداية وَذمة رئوية قلبيّة. من هنا أهمية الإسراع فوراً إلى استشارة الطبيب لإيجاد الحلول المناسبة وتفادي النوبة القلبية المميتة.

إذاً، من المهمّ أن تدرك أن السعال غير المبرّر والذي يدوم لوقت طويل، هو سعال "مشتبه به" ويجب الإسراع إلى معرفة سببه لتحديد العلاج باكراً والوقاية من المرض الذي يحمله إن لناحية الربو أو الانسداد الرئوي، وإن لجهة أمراض القلب وسرطان الرئة وارتجاع المري وغيرها من المشاكل الصحّية. أمّا إذا كان السعال متعلّقاً بأسباب متعارف عليها، ولعلّ أكثرها شيوعاً الانفلونزا ونزلات البرد التي تكثُر في هذا الموسم، فليس هناك من داع للخوف والهلع لأنه سيختفي نهائياً خلال بضعة أيام.
التعليقات

  

السابق
خليجي يسبح بالشارع
التالي
32 % يستخدمون الإنترنت في المرحاض