خطف المخطوفين

وكأنه مقدّر علينا في الطائفة الشيعية بأن يُتقن ممثلونا " الرسميون " الاستفادة الرخيصة من معاناتنا وبجميع اشكالها من الدماء الى التهجير والحرمان .

لعل معاناة مخطوف و " مغيب " او مخطوفين صارت واحدة من ادوات الاستثمار السياسي المجربة نجاعتها بعد قضية المخطوف الاكبر سماحة الامام موسى الصدر الذي تحولت معاناته اقرب ما تكون الى حاجة عمل ويُعمل على بقائها اطول مدة ممكنة , لا بل ويُعمل على منع حسمها حتى وصل بهم الامر الى ما يشبه الحزن على مصير الطاغية القذافي , ومن هنا فأنا اخشى ما اخشاه على قضية اللبنانيين المخطوفين في سورية ان تأخذ المنحى نفسه في المسار " الاستثماري" . وهذا التخوف ازدادت نسبته بشكل كبير في الآونة الاخيرة لسببين , اولا: بعد الحراك الاخير غير البريء باتجاه القصر الجمهوري والاعتصام امامه , وهذا لم يأتِ الا بعد التباين السياسي الحاصل بين رئيس الجمهورية وفريق 8 آذار , مما يُفهم من هذا الحراك ليس اكثر من رسالة ضغط على فخامة الرئيس لا علاقة للقضية الام بها , لان منطق الامور يقضي بان يكون اي تحرك حقيقي او اعتصام وبالتالي اي ضغط مكانه المفترض امام السراي الكبير , فالحكومة مجتمعة ووزارة الخارجية بشكل خاص هي المعني الاول بالقضية والتي تتحمل اي تقصير يصيبها , اما السبب الثاني : فهو هذا التصعيد المفاجئ ضد الدولة التركية ومصالحها بغض النظر عن حجم مسؤوليتها او عدمه الا انه من الواضح ان هذا التصعيد يأتي في أجواء التوتر الذي اصاب العلاقات الايرانية التركية على خلفية اتهام ايران بدعم حزب العمال الكردستاني … من هنا فاننا نحذر اهالي المخطوفين (كما كنا قد حذرنا آل المقداد من قبل ) من تضييع قضية ابنائهم واخواننا ذلك بعد رميها في خضم البازار السياسي بدون علم وعن غير قصد , مع تمنياتنا بالوصول بهذه القضية الانسانية الى خاتمة سعيدة وبأقرب وقت .  

السابق
لافروف حذر من فوضى إذا فشلت المفاوضات في سوريا
التالي
الإخوان يختارون السلطة ويخرجون من الميدان وعليه