هاني شاكر: أعتز بوقوفي أمام فيروز

هو أمير وكروان الغناء العربي, فنان مفعم بالانسانية والحب والعطاء, صوته العذب لف الشرق بدفئه وشموخه وأغنياته العاطفية التي سكنت قلوب الجماهير العربية ورسخت في أذهانهم. روى ظمأ كل العاشقين في "حكاية كل عاشق" ودعاهم الى السمو والارتقاء في الحب والبعد عن الخيانة في "لو بتحب حقيقي", انه كروان الحب هاني شاكر ابن مصر ام الدنيا ومدرسة أصول الغناء العربي التي خرجت الكثير من الأسماء الكبيرة في الطرب والتلحين.
هذا الصوت الماسي توقف عن التغريد والتحليق في فضاء الأغنية منذ عام بعد أن وافت المنية ابنته الشابة دينا بعد صراعها مع مرض السرطان, فدخل في عزلة وكآبة وحزن مرير, حتى تنامى للأسماع في الأوساط الفنية أنه سيعتزل الغناء بعد أن أوقف كل نشاطاته ومشاريعه, الا أن وصية ابنته له قبل موتها, أن يتابع مشواره ويدخل السعادة على قلوب الناس, من خلال أغنياته وحنجرته الذهبية, فعاد مجدداً متسلحاً بالصبر والايمان وأطل ضيفاً على قنوات تلفزيونية عدة, وها هو اليوم يشارك كعضو في لجنة تحكيم في برنامج "صوت الحياة" الى جانب الفنانة سميرة سعيد والملحن حلمي بكر.
"السياسة" التقته في بيروت وكان هذا الحوار:
ما الاحساس الذي انتابك أثناء تكريمك في مهرجان بيروت الدولي "BIAF"?
شعرت بسعادة تغمر قلبي لتواجدي بين تلك القامات المبدعة المكرَمة في لبنان, لا سيما أنني افتقدت الاحساس بالفرح منذ وفاة ابنتي دينا التي أهديها اليوم جائزة التكريم.
خلال مسيرتك الفنية تلقيت الكثير من الجوائز وكُرمت في الكثير من المهرجانات الدولية والمحلية, فما الجائزة التي عَنَت لك في حياتك?
أي تكريم أو لفتة محببة صغيرة, أحصل عليها في المهرجانات أو من قبل مطبوعة فنية أو ذاعية أو تلفزيونية, تجعلني أسعد واحدٍ في الدنيا, لأن ذلك يعني أن هناك أشخاصاً تحبني وترتبط بصوتي وتتابع مشواري الفني وتعطي رأيها بي.
هل سبق ورفضت تكريماً ما وجه اليك?
مطلقاً, وسأرفضه اذا وجه اليَّ من قبل اسرائيل, وحين كرمت الراحلة أم كلثوم فيما مضى في هذا البلد انزعجت كثيراً, لأنني لم أحبذ أن تعلق صور هذه الفنانة الكبيرة او يذكر اسمها في أحد شوارع اسرائيل.
ما الذي جذبك للمشاركة كعضو تحكيم في برنامج "صوت الحياة" الذي يعرض على قناة "الحياة"?
وافقت فوراً عندما تلقيت العرض, لأن هذه الفكرة لم تكن غائبة عن ذهني, خصوصاً بعد فشل شركات الانتاج التي تروج للفنانين غير الحقيقيين والموهوبين, فهذا البرنامج يتيح الفرصة أمام المتبارين الكفوئين لابراز قدراتهم الصوتية وتقديمها للجمهور حتى تبصر أحلامهم النور.
عادةً يواجه الفائز مشكلات في الانتاج الفني بعد فوزه في مثل هذه البرامج بحيث يترك وحيداً في انطلاقته فهل سيختلف الوضع مع الذي سيتوج في "صوت الحياة"?
قناة "الحياة" ستدعم الموهبة الفائزة المتوجة معنوياً ومادياً وفنياً وتساعد الرابح في اصدار ألبومه.
منذ انطلاقة البرنامج وهو يواجه الكثير من الانتقادات, حتى أن بعضها طالت تعاطفك أثناء اختيارك المشاركين ومحاولة منحهم فرصة ثانية, فما تعليقك?
هذا صحيح فلقد تعرض البرنامج للظلم منذ بدء عرضه, اذ كثرت الانتقادات والأقاويل حوله, فالبعض رأى أن اسقاط المواهب المتبارية التي فشلت في الحفرة اذلال لهم, ومع أني لم أكن منذ البداية متحمساً ومحباً لفكرة وقوعهم فيها, الا أنه وجب تطبيقها لأنها متواجدة في النسخة العالمية للبرنامج.
وعلى صعيد تفاعلي وتعاطفي مع المشتركين, يعود الى احساسي بهم وتقديري لحالتهم النفسية وأعصابهم المتوترة كونها المرة الأولى التي يقفون فيها أمام لجنة تحكيم ويغنون, فعندما ألمس الموهبة والصوت الجميل عند أحدهم أحاول اعطاءه الفرصة الأولى والثانية, ثم هناك بعض الأصوات اختلفت بشأنها مع الملحن حلمي بكر والفنانة سميرة سعيد.
برأيك من هو المشترك الذي سيفوز في هذه المسابقة?
الذي يتحكم بأعصابه ويملك قدرة على الأداء والحضور والذكاء ومواجهة الجمهور, ويتغلب على خوفه من الناس والحفرة التي يقع بها. ومن جهتي لن أتحيز باختيار موهبة لا تستحق لقب "صوت الحياة".
كيف تقيم برنامج "صوت الحياة" وبماذا يختلف عن "The Voice"?
الاثنان مبهران وممتعان يبحثان عن اكتشاف المواهب الغنائية, وبرأيي المتواضع أرى ليس ضرورياً أن يتواجد في "The Voice" مشتركون يغنون باللغة الأجنبية في مسابقة تضم لجنة تحكيم تتألف من كبار المطربين الذين أقدرهم وهم كاظم الساهر, صابر الرباعي, شيرين عبدالوهاب وعاصي الحلاني, لأنه لم يسبق لأحدٍ منهم أن أدى أغنيات غربية.
ان "صوت الحياة" أسعدني ويعجبني أكثر لأن فيه تنوعاً أكثر وتدرجاً بالاختبارات, حيث تتم بداية اختيار الأشخاص في غرفة بوجود لجنة التحكيم بناءً على صوتهم ومن دون جمهور أو فرقة موسيقية ومن ثم تبدأ التدريبات لحين التصفيات.
كيف تصف علاقتك بأعضاء لجنة التحكيم مع أنكم تختلفون في الآراء أحياناً?
تسود بيننا الألفة والمحبة والانسجام, ان اختلاف الآراء أحياناً والنقاشات التي تحصل بيننا أمر طبيعي جداً, فلكل منا رؤيته الفنية, فالملحن حلمي بكر له وجهة نظر خاصة في الصوت ويعرف الألحان التي تلائم طبقة وقياس صوت المتباري, وسميرة فنانة لها أفكارها واحساسها وحكمها.
ما مشاريعك الفنية?
أخيراً شاركت في مهرجان الأغنية في "أوبرا" الاسكندرية ومهرجان الموسيقى العربية, وهناك مشروع غنائي مع المطربة القديرة فيروز التي أعتز بوقوفي أمامها.
كلمة أخيرة?
أتمنى أن يعم السلام أرجاء العالم وفي مصر, لأن هذا الشعب الجميل يستحق أن تكون حياته أفضل بكثير.   

السابق
هل قمر وراء طلاق جمال مروان؟
التالي
الياس الرحباني مستهزئا