مبيت النساء

لا يجب أن يمر موضوع الدعوة لمبيت النساء في ساحة الارادة او غيرها مرورا عاديا لأنه يطرح الكثير من التداعيات والتساؤلات الخطيرة اجتماعيا وانسانيا ودينيا وأخلاقيا، ولأننا ان تجاهلناه فسيقودنا للدعوة لأمور أخطر. فرغم دفاع الكثيرين والكثيرات عن هذه الدعوة منذ أيام عبر «تويتر» وغيره واتخاذهم منطق الشراسة والعنف حين يعارضهم او يخالفهم أحد، الا أن غالبية هؤلاء حين سئلوا: هل ستبيتن؟، ردت النساء بلا لأن ظروفي لا تسمح لي!!!! والرجال حين سئلوا بسماحهم لزوجاتهم او اخواتهم بالمبيت، أيضا ردوا بلا لأن الظروف لا تسمح.
إذاً مع احترامنا لهم، هي دعوة مبطنة لدفع النساء لعمل ما يعجزون هم وهن عن عمله، واللعب على حس العاطفة لدى بعض النساء من المعارضة أو (البرتقاليات) لجعلهن يبتن، وقد باتت فعلا او مكثت طويلا الكثيرات منهن ونشرت بعض الصور ثم أزيلن في «تويتر» وغيره.
القضية خاسرة، تنطلق دعوة غريبة غير مألوفة او مقبولة أو منطقية كمبيت النساء في الهواء الطلق من حساب مشكوك بأمره وبوطنيته هذا ان كان صاحبه كويتيا أصلا، حساب هدفه اثارة البلبلة والفتن، مكشوف لدى من يريد التعقل ومن يقبل النقاش والتساؤل. فكيف نتوقع من نساء تربين ونشأن على الفطرة السليمة والتربية الدينية والأخلاقية السامية بالنوم علنا أمام الرجال وان كانت بين مجموعة نساء؟! فهي لاتزال على مرأى من الجميع بدليل الصور التي نشرت.
نحن لا نشكك في أخلاقيات هؤلاء، لكننا نتساءل لمَ يقبلن اللعب بمشاعرهن ولم يسمحن بأن يقودهن شخص غائب مشكوك بفطرته وبأخلاقه لعمل مثل هذه السلوكيات؟، والأهم، هل أثبتن ولاءهن ووطنيتهن بالمبيت، وهل كسبت قضيتهن وتحققت آمالهن، لا طبعا، فشل المشروع وبقين ساعات محدودة ثم عدن للبيت.
ماذا عن دينهن الذي يقول (وقرن في بيوتكن)؟ وغيرها من مبادئ تدعو لعفة المرأة وترفعها عن مثل هذا السلوك، النوم في مكان عام. وقد استغل بعض الشباب الموضوع للأسف بصورة خادشة مريبة وخاطبن بعض النساء اللاتي نوين المبيت بلغة غير لائقة خادشة للحياء، والحقيقة أن الموضوع المريب يجر تعبيرات وشكوكا مريبة، فالأفضل أن نقطع الطريق على كل من تسول له نفسه بنبذ مثل هذه السلوكيات والعودة لتراثنا وعرفنا الاجتماعي والديني والأخلاقي الذي ينبذ ويترفع عن مثل هذه السلوكيات. فالمرأة الكويتية ذكية مجتهدة مثابرة أثبتت نفسها في مجالات عدة صعبة وتحدت نفسها وقدراتها وتكيفت مع الصعوبات، فلا يجب أن تنزل لمستوى دعوة كهذه، ويجب أن تحكم عقلها وفطرتها السليمة.
  

السابق
الطائفية وزوائدها
التالي
نقزة أميركية من الترويكا الإخوانية