العريضي: أي تفريط في منطق الدولة ومؤسساتها ضرر على كل اللبنانيين

أشار وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي الى أنه "عندما يكون المرء في موقع المسؤولية أيا يكن مستوى هذا الموقع يكون هذا التفكير ضروريا أكثر، إنه ليس مسؤولا عن نفسه وعائلته الصغيرة فقط، بل هو مسؤول عن كل مصالح الشعب اللبناني"، لافتا الى أن "وزارة الأشغال تتطور من موقع المتقدم إلى موقع أكثر تقدما لناحية الإنتاجية والحضور والدور والفاعلية، لأن هذا نتاج جهد كبير وجدي. لذلك كل الهموم شاخصة على وزارة الأشغال منذ فترة، البعض يقول: الوزارة أصبحت سيادية، إنما أنا لا أقر بهذه التوصيفات للوزارات، لأن كل الوزارات سيادية بمعنى أنها في خدمة الناس، أسيادنا الناس والفقراء والمحتاجون، ونحن بتصرفهم وخدمتهم".
وأكد العريضي في حفل كوكتيل لموظفي الوزارة بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة أنه "إذا كانت الوزارات تسمى سيادية ويكون تقاتل حولها ولا تنتج فأين السيادة والسياديون. وإذا كانت الوزارات عادية وتهمل وتصبح وزارات متقدمة ومقدمة للناس كل الخدمات دون فئوية ومذهبية وطائفية وحسابات سياسية تصبح حقيقة وزارة سيادية. وإذا كان هذا الكلام يقال عن وزارة الأشغال فهذا فخر لكم أن يقول كل واحد منكم أنه في الوزارة وأنا لا أحتكر أي إنجاز على الإطلاق، بل حتى إذا كان هناك انجاز أقول دائما ما نقوم به وما يقدم للناس ليس منة من أحد، هذا واجبنا لتأمين مصالح الناس".
وأعلن أنه "خلال زيارات المناطق اللبنانية ومواقع عمل وزارة الأشغال، من نقل بري وبحري وجوي وطرق تم إنجاز أعمال ترك إنعكاسا إيجابيا على مستوى الناس وحتى في التعاطي مع القوى السياسية"، لافتا الى أن "البلد مكون من تنوع طائفي ومذهبي وسياسي وإجتماعي، وفي كل منطقة حساسيات وخلافات وتباينات، لا يستطيع أحد في كل لبنان أن يقول أن وزارة الأشغال غابت عنه، هذا هو مفهوم الدولة ويجب أن تنتبهوا أن أي عمل خاطىء أو تقصير يرتد عليكم وعلى عائلاتكم".
واعتبر أن "ما يسمع اليوم من نقاشات سياسية مهمة في البلد بشأن النازحين على سبيل المثال، سوريين كانوا أو فلسطينيين، مع حساسية وخصوصية كل حال من الحالات، لكن لا يستطيع أحد أن يقول أن هذا الأمر لا يطرح في بيئة معينة أو يطرح فقط في بيئة معينة، هذا يطرح على المستوى السياسي العام عند كل القوى السياسية، عند الموالاة كما عند المعارضة، تختلف المقاربات في طريقة التعاطي، ولكن هذا موضوع يفرض نفسه على جميع اللبنانيين، مثل الغلاء، سلسلة الرتب والرواتب، إنعكاس أي قرار سياسي على الوضع الاقتصادي الإجتماعي. لذلك أنا دائما أقول هموم اللبنانيين واحدة فلتكن الاهتمامات واحدة، وليس أحد يستطيع أن يقول أنه بمنأى عن الغلاء وارتفاع الأقساط المدرسية، والسكن والكهرباء والماء، والخدمات، كل هذه الهموم مشتركة لدى اللبنانيين".
وأضاف:"لذا فلتكن الاهتمامات مشتركة في منطق الدولة، لأنه إذا اهتزت الدولة خسرنا جميعا حتى لو توهم بعضنا أن لديه مرجعية، أو مكانا ما يحتضنه، وكل واحد لديه انتماء ومرجعية سياسية، إنما لا يستطيع أحد في لبنان أن يدعي أنه قادر بمفرده على الحلول مكان الدولة وحل مشاكل الناس، بالمطلق لا يستطيع أحد أن يفعل ذلك، ولنفترض إذا كان كل واحد يريد أن يعيش هذا الوهم، أو حالة تحد في لحظة معينة في هذا الاتجاه، الإدارة أين، والإدارة هي الجامع لكل اللبنانيين. لذلك الدولة هي الأساس".
وعليه، نبّه العريضي من أن "أي تفريط في منطق الدولة ومؤسساتها وإهمالها وتصرف منحرف هو ضرر وإنعكاس سلبي على كل اللبنانيين. هذا الأمر لا نعيشه اليوم فقط في لبنان، كل المخاوف في ما يجري حولنا من سقوط الدولة، وحيث يكون تغيير والدولة موجودة يكون إطمئنان لأن الناس يشعرون أن هناك مرجعية، وحيث تكون دولة ولا تعجبنا سياستها يكون ثمة اطمئنان لأن الدولة موجودة".
وأكد أن "الموالاة تتغير والمعارضة تتغير، إنما الباقي هو الدولة. في هذه الدول التي تعطى كأمثلة اليوم في التعاطي مع موضوع النازحين أو غيره، الحكومة اليوم من اتجاه معين سابقا لم تكن من هذا الإتجاه، غدا قد لا تكون من هذا الإتجاه ولكن القرار السياسي واحد، والمؤسسات تلتزم بقرار سياسي واحد ليطمئن الناس حتى وهم يعارضون لأن هناك دولة ومرجعية وأساس. لذلك الأمانة بين أياديكم هي أمانة كبيرة مثلما هي بين أيدينا نحن كسياسيين ومسؤولين. وأنا لا أميز بيني وبينكم ونحن فريق عمل واحد، هذه هي القناعة التي نفذناها والتي تركت أثرها الإيجابي على المستوى الوطني العام. لذلك التأكيد الأول على استمرارية العمل في هذه الروحية بعيدا عن أي حساب فئوي أو مذهبي أو مناطقي لأن هذا ضمان لكل المواطنين".  

السابق
البيت الأبيض: أوباما سيعين جون كيري وزيرا للخارجية الأميركية
التالي
المالكي يتهم سياسيين ويحذر من محاولات العزف على الوتر الطائفي