الاستفتاء غدا..فهل تنجو مصر من الانزلاق نحو الحرب الأهلية

لا يزال الحذر يشوب المشهد السياسي المصري، والخوف من ان تنفجر البلاد وتدخل في خطر الحرب الاهلية جراء أزمة الدستور والانقسام المجتمعي الكبير الحاصل، خصوصاً وان الشعب المصري تعرّض لأكبر عملية خداع في تاريخه.

غداً، ستتم المرحلة الثانية من الاستفتاء، وحتى لو تم التصويت بنعم بنسبة أكبر، فإن هذا لن يلغي الانقسام المجتمعي الحاد والواضح جدا، ولن يلغي حالات التجاوزات والتزوير والغش التي شهدتها مكاتب الاقتراع السبت الماضي، ورفض جبهة الانقاذ الوطني لتلك النتائج.

هذا وإن أكثر من 60% من الشعب المصري في الداخل واكثر من 80 % من المغتربين، لم يشاركوا في الاستفتاء في مرحلته الأولى، مما يشير إلى ان كتلاً سياسية عريضة بالاضافة إلى الأقباط لم تشارك في الاستفتاء، وهو ما يؤكد أن مصر تسير نحو منزلقا خطيرا يمكن ان يودي بمصر إلى حرب أهلية لا يريدها أحد.

وتنظّم المرحلة الثانية من الاستفتاء حول مشروع الدستور المثير للجدل غداً في 17 محافظة تضمّ نحو نصف عدد الناخبين المسجّلين، وستكون مرحلة حاسمة في تحديد مصير الدستور الذي اعدّته لجنة تأسيسية هيمن عليها الاسلاميون، وذلك بعد ان شهدت المرحلة الاولى، بحسب نتائج غير رسمية. فوز "نعم" بأكثر من 56 بالمئة.

وتجدر الاشارة إلى أن هذا الدستور تم صياغته بعيدا عن التوافق المجتمعي، لخدمة التنوّع السياسي والمذهبي والإثني، ولكن الرئيس محمد مرسي و"إخوانه" صاغوا لانفسهم دستوراً لا يحقق التوافق. وقد تبين ان هناك ألغام كثيرة فيه، مع ان مادة واحدة تكفي ان تفسده.

في هذه الاثناء حذّرت جبهة الإنقاذ الوطني، من استخدام المساجد وخطب الجمعة اليوم في الصراعات السياسية والترويج لموقف بعينه في الجولة الثانية من الاستفتاء، سواء بـ"نعم" أو "لا"، باعتبار أن كلا الموقفين سياسي، لا دخل للدين أو الجنة والنار بهما، وذلك حرصًا منها على وحدة النسيج الوطني.

وطالبت اللجنة، في بيان لها الخميس الماضي، وزارة الأوقاف بالتنبيه على الأئمة بالابتعاد عن القضايا السياسية الخلافية المثيرة للفتنة، التي تفرّق بين المسلمين ولا تجمعهم.
  

السابق
دفعة جديدة من جثث بلدة تلكلخ السورية سيتم في غضون 72 ساعة
التالي
الشرق الأوسط: بوتين: موقفنا ليس الحفاظ على الأسد