الميلاد في حارة حريك..وحدة وطنية

أمام بلدية حارة حريك أضيئت شجرة الميلاد، وغطّت الزينة الشوارع وتألّقت المحال التجارية بالأضواء. زينة الميلاد هذه السنة لا تختلف عن سابقاتها في السنوات الماضية، إذ أنّ الشجرة والزينة والاحتفال بالميلاد، كلّ ذلك، ليس بالعادة المستجدّة على أبناء الحارة. هذا ما أوضحه لـ«البناء» رئيس بلدية حارة حريك زياد واعتبر أنّ ما يميّز الحارة هو العيش الواحد بين أبنائها جميعاً.
وأكّد أنه «رغم نسبة المسيحيين الضئيلة المتواجدة هذه الأيام في الحارة، إلا أنّ عدداً كبيراً منهم يحيون المناسبات كافة، ويأتون من أماكن إقامتهم القريبة والبعيدة للمشاركة في احتفالات العيد، ولحضور القداس في كنيسة مار يوسف».
ولفت إلى «أنّ أهالي حارة حريك يتشاركون جميعاً في الاحتفال بالمناسبات الدينية، إذ نرى اليوم كيف أنّ المحمديين يزيّنون الشوارع والمحال التجارية لمناسبة عيدَيْ الميلاد ورأس السنة، كذلك رأينا قبل فترة وجيزة مشاركة المسيحيين في ذكرى عاشوراء، وقبل ذلك في شهر رمضان»، مضيفاً: «إنّ البلدية تقوم أيضاً بواجباتها في هذه المناسبات».
ويتابع: «قبل سنوات، تزامنت ذكرى عاشوراء مع عيد الميلاد، وفكّرنا كبلدية بعدم وضع الزينة في الشوارع، إلا أن الأخوة «المحمديين» في المجلس البلدي رفضوا ذلك، وأصرّوا على أن نضع زينة الميلاد كما في كلّ سنة، وهذا إن دلّ على شيء، فإنه يدلّ على طبيعة اللبنانيين السمحة، وعلى تجسيد إرادة العيش الواحد والتشارك مع بعضنا البعض في كلّ مناسباتنا الدينية والدنيوية».
وفي السياق نفسه، نسأل بعض أصحاب المحال التجارية الذين اهتمّوا بتزيين محالهم وإضاءتها، فيقولون: «إن الميلاد لا يخصّ المسيحيين وحدهم، والمسيح نبيّ نحتفل بولادته كما نحتفل بولادة النبي محمّد».
واعتبرت صاحبة أحد المحال التجارية في حارة حريك «أنّ الزينة هذه السنة كانت مختصرة إلى حدّ ما بسبب الأوضاع المادية السيّئة والجمود اللاحق بالأسواق»، مشددّة على ألّا فرق بين محمديّ ومسيحيّ في الاحتفال بعيد الميلاد، وهناك مسلمون كثيرون يضعون شجرة العيد في منازلهم، ويُغالون بالزينة أكثر من المسيحيين، خصوصاً أنّ هذه العادات ترافقنا مذّ كنّا صغاراً، ونصرّ على الاستمرار كما كنّا».
وكان لافتاً خلال الحديث مع أبناء حارة حريك، سواء المسؤولين في البلدية أو في السوق التجارية أو في أوساط المواطنين، أنّ التفاهم القائم بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ، يُرخي على المنطقة أجواء من الراحة والاستقرار، لا سيّما أنه تفاهم يصبّ في إطار المصلحة الوطنية، وتؤيده وتنخرط فيه أحزاب وقوى الوطنية أخرى، خصوصاً الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي له تواجد معروف في منطقة المتن الجنوبي، والذي يهتمّ مسؤولوه كثيراً بترسيخ مفاهيم وحدة الحياة بين جميع المواطنين، بعيداً عن كلّ منطق طائفيّ أو مذهبيّ أو فئويّ. 
 

السابق
شربل يؤكد تسلّمه نسخة من تقرير الـFBI
التالي
علوش: لا حوار لقوى 14 آذار مع رئيس الحكومة