لبنان إلى أين؟

سؤال "لبنان إلى أين" في خضمّ هذه التسوناميات العاصفة والمتغيّرات الصاخبة التي تجتاح العالم العربي، بات من لزوم ما يلزم طرحه على مختلف القوى والأحزاب والمرجعيات.
على الذين مع النظام في سوريا قولاً وفعلاً، كما على الذين ضد النظام ومع "الجيش السوري الحر" مثلاً قلباً وقالباً.
على أهل الحكومة "المصطفّين" في خريطة الثامن من آذار والمتّكئين على جدار "حزب الله" العريض والمسلّح، كما على أهل المعارضة الموزّعين في فيافي وحنوات الرابع عشر من آذار المسكين ذاته، بلوغاً الوسطيّين الذين آثروا الصعود إلى البلكونات الخاصة في المسرح اللبناني الكبير، والتفرُّج على تطوّرات المسرحية من فوق، ومن بعيد.
لا داعي للنقزة من هذا الكلام الذي يردّده جميع الناس، حتى داخل ضفّتي آذار، وحتى خارج لبنان. وباستغراب ودهشة يسألون بدورهم إلى أين تأخذون لبنانكم أيها اللبنانيّون المجانين؟
بل أيها اللبنانيّون الذين لا تستحقّون، حتماً، هذا اللبنان الذي كان جنّة يقصده أهل الصحراء فجعلتموه صحراء قفراء نفراء، فيما حوّل أهل الأرض الجرداء صحراءهم جنات تجري من فوقها ومن تحتها الأنهار…
ولا مبرّر لنفض اليد، وإلقاء اللوم على هذا الفريق أو ذاك. أو على الحكومة التي لا تريد أن تصدّق أنها حكومة. وعلى هذا الأساس يتصرّف رئيسها ووزراؤها.
فلبنان في وضعه الراهن لا يختلف عن سفينة تائهة في أوقيانوس مجهول القرار، تتقاذفها الأمواج والتيارات في اتجاهات مفتوحة على كل الاحتمالات.
والأحداث والتفجيرات والانفجارات المتنقّلة بين المناطق، شمالاً وجنوباً، وما بيْن بين، تزيد الطين بلّة. وتضاعف المخاوف. وتساهم بـ"فاعلية متناهية" في تفريغ لبنان من رؤوس الأموال والاستثمارات والمشاريع المنتجة، وتترك أسواقه على أبواب عيدين كبيرين… كأنه قاطَع الأعياد، وأضرب عن الفرح.
القلق كبير في كل مكان، سواء لاحت بشائر حلول ونهايات ما على صعيد الوضع السوري أم بقي كل شيء على حاله برسم الغيب، وخصوصاً بعد دكّ طائرات النظام ومدافعه مخيّم اليرموك، مما أدى الى اندفاع النزوح صوب لبنان، هرباً من آلة الموت والدمار.
وما من لبناني، أو عربي، أو أعجمي، يحتاج إلى مَن يشرح له ماذا يحدث وما دور هذا الحزب وذاك التيار. كل الناس، كل العواصم الكبرى والصغرى أخذت علماً بأدق التفاصيل المنشورة على الفضائيات، وعلى السطوح، وعلى صنوبر بيروت.
ولا يتوهمن أحد أنه محميّ بقوة سلاحه. فعندما تتمّ التسويات ويصدر القرار ينتهي كل شيء مثلما يُسقط في أيدي المتوهّمين.

السابق
النهار: الإبرهيمي اتصل باللواء ابرهيم وتباحثوا الازمة في سوريا
التالي
شبيه مرسي.. ضد الميدان