قلـق إسرائيلـي مـن إدارة أوبامـا الجديـدة

تبدي أوساط إسرائيلية ويهودية أميركية قلقاً متزايداً من التشكيلة الجديدة للإدارة الأميركية الجديدة، كما ظهر في التقديرات الأخيرة. ويتركز القلق على الترشيحين الأكثر أهمية في السياسة الخارجية عموماً ولإسرائيل خصوصاً، وهما لوزارتي الخارجية والدفاع. وفي حين كان بوسع هذه الأوساط الإسرائيلية والأميركية ابتلاع المرشح لوزارة الخارجية جون كيري، يبدو أنه من الصعب عليها قبول المرشح الأكثر تقدماً لوزارة الدفاع تشاك هايغل.
وبحسب ما نشر في صحف إسرائيلية فإن هايغل، وهو سيناتور جمهوري، سبق أن أطلق مراراً تصريحات مناهضة لإسرائيل في عدد من المواقف الحساسة. وهايغل، لم يخف معارضته للسياسة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي لبنان. غير أن ما يغيظ الإسرائيليين أكثر من أي شيء آخر هو اعتبارهم له أنه من أصحاب الخط «الحمائمي» في كل ما يتعلق بإيران. ويعتبر هايغل المرشح الأبرز بين قائمة مصغرة من المرشحين لوزارة الدفاع في إدارة أوباما الجديدة.
وهايغل، كما نشرت «يديعوت» يحمل أفكاراً معتدلة، ويرى الرئيس الأميركي باراك أوباما فيه وعبر أمثاله إمكانية لبناء جسور الوحدة بين المعسكرين المتخاصمين في الولايات المتحدة، الديموقراطي والجمهوري. ويُعتبر تعيين سياسي جمهوري في مثل هذا المنصب الرفيع جزءاً من محاولات أوباما للتقريب بين المعسكرين، خصوصاً في ظل حاجته الآن لعون الجمهوريين لمنع أي انهيار اقتصادي.
وكان هايغل مرشح أوباما لمنصب وزارة الدفاع في ولايته الأولى بعد استقالة روبرت غيتس، لكن في النهاية تم اختيار ليون بانيتا. وبرغم ذلك فإن القرار حول هايغل (66 عاماً) ليس نهائياً بعد، وذلك بسبب رغبة أوباما في إدخال امرأة إلى إدارته، خصوصاً بعد تبدد فرص المبعوثة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس إثر اختيار جون كيري في منصب وزير الخارجية خلفاً لهيلاري كلينتون. لكن هناك من يعتقد أن أوباما قد يسجل سابقة تاريخية بتعيينه امرأة في منصب وزيرة الدفاع.
وسبق لأوباما أن أفصح عن تقديره لهايغل، وهو المحارب السابق في فييتنام الذي أصيب ونال الكثير من أوسمة التقدير. ورفضت جهات في الإدارة الأميركية أمس الأول، باستهزاء الاتهامات الإسرائيلية التي ادعت أن أوباما يريد تعيين هايغل فقط للانتقام من نتنياهو جراء دعمه للمرشح الجمهوري ميت رومني في المعركة الانتخابية الأخيرة. وأوضحت هذه الجهات أن هذا ليس أسلوب أوباما، فهو «لا يعمل من منطلق الثأر وإنما من منطلق المصالح الأميركية». وأياً يكن الحال، فإن القرار النهائي في الموضوع سيتخذ في الأيام القريبة المقبلة.
وأشاعت أنباء احتمال تعيين هايغل قلقاً شديداً في أوساط المنظمات اليهودية الأميركية. وتستند خشية هذه المنظمات أساساً إلى التصريحات السابقة لهايغل في مسائل حساسة مثل إيران والمستوطنات. وقال رئيس الائتلاف اليهودي الجمهوري مات بروكاس، إن «تعيين هايغل يشكل صفعة لكل أميركي يحرص على أمن إسرائيل».
أما رئيس «منظمة اليهود الأميركيين الصهاينة» مورتون كلاين، فقال إن «هايغل هو أحد أشد المنتقدين المعادين لإسرائيل في مجلس الشيوخ». وأشار ناشط في الحزب الجمهوري إلى أن «هايغل هو أحد السناتورات المعادين لإسرائيل في التاريخ المعاصر»، معتبراً «أنه يناسب أوباما».
وكان هايغل قد رد في الماضي على منتقديه بشأن موقفه من إسرائيل بالقول «أنا سيناتور أميركي، ولست سيناتوراً إسرائيلياً. أنا أؤيد إسرائيل لكن مصلحتي الرئيسية هي أميركا. وعندما أقسم الولاء للمنصب فإنني أقسم للدستور، لا للرئيس، ولا للحزب ولا لإسرائيل».
وكان هايغل في ذروة الانتفاضة الثانية في العام 2002 قد انضم إلى ثلاثة أعضاء من مجلس شيوخ في رفض التوقيع على عريضة تأييد لإسرائيل. كما سبق وأعلن في العام 2006 أنه «يستحيل توقع إجراء الفلسطينيين لإصلاحات ديموقراطية طالما الجيش الإسرائيلي يحتل الأرض، وطالما استمر البناء في المستوطنات»، مضيفاً «على إسرائيل اتخاذ خطوات سلمية». كما أنه كان دعا الرئيس السابق جورج بوش للعمل من أجل وقف فوري لإطلاق النار في لبنان «من أجل وقف الجنون» خلال حرب تموز العام 2006. وقد اتهم حينها إسرائيل بالعمل من أجل تدمير دولة لبنان وشعبها. وطالبه أيضاً بفتح حوار مع إيران من دون شروط مسبقة، معتبراً أن استمرار التعامل بعدائية مع طهران سيقود إلى عزلتها.
ووقع هايغل في العام 2009 على رسالة تدعو أوباما للشروع في حوار مع حركة حماس. وسبق له أن رفض التصويت لمصلحة الحرب على العراق، كما أنه لا يزال يرفض الدعوة للالتزام باستخدام القوة ضد إيران إذا أصرّت على رفضها التخلي عن مشروعها النووي.
عموماً التعيين الأكثر ترجيحاً حتى الآن، هو للسيناتور جون كيري الذي يرأس لجنة الخارجية والأمن في مجلس الشيوخ والذي سيتولى وزارة الخارجية. وترى إسرائيل في كيري «صديقاً» لكن ليس بمستوى صداقة هيلاري كلينتون.
أما في ما يتعلق بهايغل، فيرى معلقون إسرائيليون أن تعيين أشخاص من أمثاله في مناصب حساسة هو مجرد جزء من الثمن الواجب على إسرائيل دفعه جراء تأييد نتنياهو للمرشح الجمهوري ضد أوباما في انتخابات الرئاسة.

السابق
لجنة الاعلام تسلمت الطلب الاميركي
التالي
وزارة المالية تحول ثمن الزيت من مزارعي حاصبيا إلى الجيش