الاستقرار في لبنان..أم كردستان!

المراوحة المستمرة في الوضع السياسي، وما يتخللها من فصول متتالية لحوار الطرشان، بين الموالاة والمعارضة، سببها عدم رغبة أي من الطرفين في التقدم خطوة إلى الأمام، حتى لا يعتبرها الفريق الآخر من نوع تقديم التنازلات!
«الثبات في المواقع الحالية» هو الشعار المشترك، على ما يبدو، لفريقي 14 و8 آذار، بانتظار جلاء غبار المعارك الطاحنة في سوريا بين المعارضة والنظام، بعدما أصبح كل طرف لبناني يخوض معركته مع الطرف الآخر على الساحة السورية!
أما حكاية «الحفاظ على الاستقرار»، فقد أصبحت أشبه بروايات إبريق الزيت، التي تختلط فيها الوقائع بالتمنيات والأوهام، لتدور النهاية حول خيط رفيع يفصل بين الحقيقة ومرارة الواقع.
«الحفاظ على الاستقرار» يتطلب توفّر مقومات أمنية واقتصادية واجتماعية تتجاوز الخلافات السياسية، لتُشيع مناخات من الثقة والإنتاجية الجدّية، وبالتالي تنشيط الحركة المالية والتجارية والصناعية، وطبعاً السياحية، حتى يشعر كل مواطن أنه يعيش في ظل حالة من الاستقرار تؤدي إلى انتعاش اجتماعي وازدهار اقتصادي ملموس.
أين الاستقرار الذي نتغنّى به صباح مساء، في ظل أبشع أزمة ركود تجاري واقتصادي، إلى جانب سلسلة من الأزمات المعيشية، أمام الاستقرار الحقيقي الذي يعيشه إقليم كردستان في العراق، والذي يحقق قفزات مشهودة في التقدم العمراني والاجتماعي، وارتفاع غير مسبوق في الحركة الاقتصادية، التي تواكب منذ سنوات مسيرة النهوض الشامل الذي تشهده هذه المنطقة، والتي كانت حتى الأمس القريب من المناطق المنكوبة والأكثر تخلفاً في بلاد الرافدين.
أطلق اللبناني معجزة اقتصادية في الستينات من القرن الماضي، عندما كان الاستقرار واقعاً راسخاً، ورافداً مهماً للاقتصاد الوطني.
كان لبنان في ذلك الزمن مضرب المثل، وملهم طموح لكثيرين، بدءاً من سنغافورة مروراً بدبي، وصولاً إلى أكبر العواصم العربية، أما اليوم فواقعنا السيّئ لا يحتاج إلى مزيد من الكلام!

السابق
الجمهورية: موازنة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان 59.9 مليون يورو للعام 2013
التالي
الانباء: جنبلاط أبلغ شخصية قريبة من بكركي قبوله بتعديل قانون الستين