كباش المفتي ــ المستقبل: لا لسيطرة العلمانيين

جمع مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أول من أمس مشايخ وقضاة الشرع. كانوا نحو 400 شخص في دار الإفتاء. ناقشوا لمدة 3 ساعات «أحوال الطائفة» وما تمر به. أجمعوا على ضرورة إجراء انتخابات المجلس الشرعي قبل نهاية العام الجاري، التزاماً بالدعوة التي وجهها المفتي، والتي طعن فيها تيار المستقبل رغبة منه في التمديد للمجلس الحالي المستقبلي بأكثريته. فالمشايخ كان قد تناهى إلى أسماعهم أن قرار مجلس شورى الدولة الذي سيصدر غداً أو بعده سيقضي بتأجيل الانتخابات لمدة شهر، على أن تنشر لوائح الشطب في هذه الفترة. هذا الخبر كان كفيلاً بتأجيج مشاعر رجال الدين وقول ما تعانيه الطائفة ودار الإفتاء. بالنسبة إلى بعضهم، «العلمانيون يتحكمون فينا»، كما قال أحد المشايخ. والعلمانيون، هنا، هم أعضاء المجلس الشرعي المقرّبون من تيار المستقبل. أراد علماء الدين تأكيد ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها للتخلص من سيطرة هؤلاء على المجلس.
هكذا، ولمدة ثلاث ساعات، قال علماء الدين ما يعتمل في قلوبهم. الجميع كان حاضراً في الاجتماع، حتى الشيوخ الذين كانوا في منزل رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة الأسبوع الماضي للإشادة «بجهوده الجبارة» ولشكر دولة الإمارات على المساعدات التي تقدمها لهم. لكن قبل اجتماع المفتي برجال الدين، حاول رئيس محكمة الاستئناف الشيخ عبد اللطيف دريان إصدار تعميم يمنع موظفي المحاكم الشرعية من الحضور. لكن هؤلاء «أتوا إلى الاجتماع وكانوا موجودين بيننا»، يقول أحد الذين حضروا الجلسة.
لم تنحصر الانتقادات التي وجهها الحضور بـ«العلمانيين» فقط، إذ انتقدوا أيضاً تدخل مجلس شورى الدولة في «شؤون الطائفة»، كما يقول مقرّبون من مفتي الجمهورية. بالنسبة إليهم، فإن تيار المستقبل يمارس ضغوطاً على رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر لإصدار ما أصبح معروفاً: «تأجيل الانتخابات لمدة شهر». يتساءل هؤلاء «كيف يمكن من طعن في الانتخابات أن يترشح لها؟». يضيفون: «لماذا لم يعترضوا على الانتخابات الماضية التي لم تنشر فيها لوائح الشطب مسبقاً؟». كذلك تنتقد مصادر دار الافتاء أداء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي «يقول إنه لا يتدخل في عمل القضاء، بينما يقول عن المذكرات السورية بحق صقر إنها مسيّسة، ألا يعتبر هذا تدخلاً في القضاء».
من جهته، يقول مسؤول بارز في تيار المستقبل إن «محامي المجلس الشرعي مرتاحون لوضعهم»، ما يعني أن النتيجة ستكون جيدة بالنسبة إليهم. يضيف «نحن مع القضاء ومع ما يقرره، ولا نريد مشاكل بل الحوار».

السابق
كارثة زاحفة… صدّقوا!
التالي
بان كي مون يندد قصف مخيم اليرموك…والشرع: الحل ليس عسكريا